كيف سيكون اليوم التالي بعد الحرب

٩٦ مشاهدة
المجيب بسرعة عن السؤال كيف سيكون اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على لبنان سيقع في معضلة مفادها هل نسارع إلى التفاؤل بأننا سنتخلص من هيمنة حزب الله ويدخل لبنان في السلام والازدهار وعلى أي أكتاف سيحمل هذان السلام والازدهار والمعضلة ليست فلسفية مجردة إنها تعني خصوم الحزب وأعداء إسرائيل فهم من ناحية يريدون نهاية لهيمنة هذا الحزب على لبنان ولكنهم في الوقت نفسه يرعبهم أن تكون نهايته بيد إسرائيل ليس لأنها إسرائيل وحسب وليس لأنها يد أجنبية محررة قتلا وغزوا وتدميرا بدعم من أكثر الدول تسلحا ولا لأنها تعيدنا إلى 2003 عندما حررت أميركا العراق من الديكتاتور صدام حسين ودخل معارضوه بغداد على ظهر الدبابات الأميركية فصار العراق مشاعا لإيران ودخل في طور الاحتلالين الأميركي والإيراني والتاريخ يضج بأنواع من التحرير كهذا ونحن على ظهر دبابة إسرائيلية نتوهم أننا سنتحرر بالمطلق طالما أننا سنتحرر من حزب الله هذا يدلل على كثرة ما عذبنا هذا الحزب ولكنه أيضا يدلل على استعجالنا وهو استعجال مفهوم يضغط من أجله الجحيم الناري الذي وضع الحزب لبنان فيه الآن لكنه ينطوي أيضا على أوهام الحرية المبهجة التي سنتمتع بها بعد رحيل الحزب من المشهد نحن لا نريد حزب الله ولا نريد أيضا التخلص من هيمنته بقوة غير قوتنا ولكننا أخفقنا في ذلك طوال السنوات السابقة وفي الآن عينه لسنا أبدا سعداء بأن تكون إسرائيل هي التي تحررنا منه فالحرية هي من صنع أصحابها هي عملية طويلة مسار طويل ومتعرج وهي دائما ملغومة إذا كانت تقدم لك من طرف لا تعنيه حريتك إنما حررك من أجل غاية في نفسه مصلحة ما طمع ما أرض ثروة مجال حيوي سلطة ناعمة أما أن يكون محررك هو إسرائيل بالذات فذلك ما يقيم محلا للقهر السافر النقيض الصريح للحرية كان الاعتماد على إيران لإنقاذ حزب الله بعدما تراخت في إنقاذ غزة إيران الآن حيدت وفي الأصل لم تشتبك مع إسرائيل إلا بعد اغتيال إسماعيل هنية في أراضيها أي بعدما انتهك أمنها وسيادتها والاثنان الأمن والسيادة هما حجر الزاوية في حكمها وقد أعانتها أميركا في ذلك بأن لجمت إسرائيل عن ضربها في العمق أو بالطريقة التي تعتمدها في لبنان وغزة والضفة الغربية ولم تلجمها أميركا في هذه البقع الثلاث وتبرؤ إيران من استهداف منزل بنيامين نتنياهو وإعلان حزب الله مسؤوليته عن العملية يلخص أبرز معالم هذه السياسة الإيرانية القائمة على الأذرع مع استثناء العمق السوري وصمته المدوي في هذه الحرب حسنا ما الثمن الذي سندفعه بعد نهاية هذه المعارك وخسارة حزب الله سلاحه وبعدما تصبح حدود إسرائيل الشمالية آمنة لسكانها كما وعد قادتها هذا هو اليوم التالي وتكون الطريق سالكة أمام المتفائلين بأنهم أصبحوا الآن بصدد العودة إلى الحياة الطبيعية لبنان ذو سيادة برئيس جمهورية وحكومة وبرلمان ومجالس بلدية وعودة النازحين إلى ديارهم فهل يكون الأمر بهذه البساطة طبعا لا سيكون اليوم التالي محكوما بما سبقه الذين قرروا ونفذوا نيابة عن غالبية الشعب اللبناني ما كان يتمناه لن يتركوه في حال سبيله سوف يملون علينا ما يرونه مناسبا لنا بحسب مصالحهم ولا أحد من هذه القوى الكبرى يعمل ضد مصلحته العمل ضد المصلحة الذاتية من اختصاص شعوبنا لا حكامنا الأقرب والأبعد أن يكون محررك إسرائيل بالذات فذلك ما يقيم محلا للقهر السافر النقيض الصريح للحرية إسرائيل لن تحل المشكلة الأصلية المزمنة التي أشعلت الحرب أي حق الفلسطينيين بدولة هي الآن أبعد ما تكون عن هذه الفكرة تدير فقط رفضها هذه الحقوق بالقوة العسكرية التي تمتلكها فيما آمال المطالبين بالسلام بين أبنائها تلاشت وتهجرها غالبية ليبرالييها وعلمانييها كانت الموجة الأولى من هذه الهجرة على أثر مشروع الإصلاح القضائي الذي تقدم به الائتلاف الديني الحاكم من أجل ضرب استقلال القضاء وإلحاقه بالحكام السياسيين وهو مشروع لم تتوقف خطاه خلال الحرب على غزة رفض للحقوق مقرون بـنصر مطلق يتوق إليه نتنياهو وصحبه في غزة ولا رؤية ولا مشروع إنما ضبابية مقصودة ربما تهيئ لها طلائع مستوطنين جدد عقدت مؤتمرا في غلاف غزة شارك فيه وزراء كبار في الحكومة وضعوا الحجر الأساس للمستوطنات المنوي بناؤها في شمال غزة وكذلك فعلت المجموعات نفسها بخصوص جنوب لبنان من دون مؤتمرات قدمت مشاريع غامضة واضحة تقول فيها إن الجنوب اللبناني هو امتداد للجليل وإنه من العدل أن يضم إليه ويمكن القول إن مشاريع الاستيطان في غزة متقدمة على مشاريع الاستيطان في جنوب لبنان تحت شعار إنهاء المليشيات اللبنانية والفلسطينية يطرح نتانياهو فكرة استقدام مليشيات غير إسرائيلية الى غزة مليشيات أميركية تديرها شركات خاصة عملت في العراق وأفغانستان تنظم الحياة اليومية للغزيين أي تقهرهم تتعسف في حقهم تسجنهم تقتلهم ولا مسؤولية قانونية لإسرائيل في هذه الأعمال تخلت إسرائيل عن حبها لحياة مواطنيها لا حياتنا فقط ولم تعد حياة مواطنيها تهمها بعد الأولوية التي أعطتها للحرب على حماس بدل التفاوض معها على الرهائن ويشهد الأمس القريب على استغنائها عنهم أحياء كانوا أم أمواتا هي الآن في واحدة من ذروات إسبارطيتها كانت دولة مقاتلة تصنع السلاح وتورده لجيش هو من بين الأقوى في العالم وها هي الآن تتوسل المزيد من الذخائر المزيد من التجنيد والتكنولوجيا المزيد من الحماية الأميركية في ظل تفاقم إعفاء متدينيها من الخدمة بالمزيد من الاعتراض هم يصلون فيعيشون ونحن نقاتل فنموت شعار المعارضين لإعفاء طلاب المدارس الدينية من الالتحاق بالجيش هل نتلو الطبائع الإسرائيلية المتجددة كلها لندرك أن تحريرها لنا من قبضة حزب الله لن يكون مشوارا ممتعا لنا ولا سيادة وطنية هل نتلو الطبائع الإسرائيلية المتجددة كلها لندرك أن تحريرها لنا من قبضة حزب الله لن يكون مشوارا ممتعا لنا ولا سيادة وطنية الحمل الأميركي الذي ساندها طوال حربها علينا وتوكله بشؤوننا ديبلوماسيا هل تكون اقتراحاته أو مشاريعه بالإصلاح وبالعودة إلى القانون والمؤسسات في صالح لبنان واللبنانيين من الآن يمكن الإجابة بالنفي وما يمكن أن ينضم إلى هذه المشاريع هو بقاء الجنوب اللبناني تحت السيطرة النارية لإسرائيل إن لم يكن تحت احتلاله فلا يعود النازحون إلى ديارهم التي تتجمع فوقها الخرائب ساعتها سيحتاج اللبنانيون إلى نوع آخر من المقاومة ليست معالمها واضحة الآن ولكن الأرجح أنها لن تقوم على حسابات ضيقة كمثل أن تستوجب هيمنة طائفة على أخريات فلبنان جرب هيمنة الطوائف الكبرى كلها عليه الواحدة تلو الأخرى ولا مرة نجح بانتشال نفسه من واحدة منها إلا بقوة السلاح وهل نتشاءم أقل من اللزوم إذا قلنا إن هذا النوع من المقاومة قد يشكل فاتحة لجميع اللبنانيين على أساس أنهم مواطنون في دولة واحدة ينتخبون ممثليهم في دائرة واحدة وليس على أساس أضيق الانتماءات الطوائف التي لم تقم لا سلما ولا ازدهارا بل عقليات ضيقة متعصبة تحمل المسدس والكراهية وأنها أي هذه المقاومة تستند إلى قريناتها اللائي تشترك معهن بوحدة المصير بتشابكه وباختلاط المصائر أعني الشعبين السوري والفلسطيني هنا تتوقف اليوتوبيا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح