سحر العصر في أريكاز لشاكر خزعل

29 مشاهدة

رواية أريكاز (دار نوفل، بيروت، 2025) للكاتب الفلسطيني - الكندي شاكر خزعل جديدة على الرواية العربية. صاحبها، الذي يعمل في كندا رئيساً لشركة متخصصة في الإعلام الرقمي، يؤلّف رواية ليست بعيدة عن اختصاصه. أريكاز منشأة قامت عام 2048، أي بعيداً عن زمننا الحالي، بعد عامين من وباءٍ سبرانيٍّ حطّم جزءاً من البنية الرقمية.

نحن في فترة لاحقة للذكاء الاصطناعي؛ رواية شاكر خزعل تدور في مستقبل قريب، لكنه ليس أيَّ زمن. الذكاء الاصطناعي يمنحها تلك القدرة العجائبية التي تسمح في أريكاز باستعادة الذاكرة بدءاً مما قبل الولادة، استعادتها في مشاهدها البصرية وطواياها النفسية والفكرية. لكن أريكاز ليست فقط هذه الأعجوبة العلمية. إنها، وهي تطالعنا بسحرها وغريبها، تبني عليها رواية كاملة. بل إن فنية هذه الرواية وأدبيّتها تمتحان كثيراً من الركيزة العلمية، بل تقدران على أن تجدا لهذه الركيزة شعريتها. أي أن شاكر خزعل يذهب بعيداً في العلم بقدر ما يذهب بعيداً في الرواية.

تبدأ الرواية من موقع متواضع للغاية ولا يُبشِّر بالنهايات الباذخة لها. هذا التواضع مقصود في عمل يوازن دائماً بين التناقضات ويبني عليها. شريف ابن بوّاب وخادمة، وهو لِأمرٍ ما لم يتعلم القراءة، أميٌّ لكنه بفضل علاقاته يتكلم الإنكليزية ويتقنها. هذا الازدواج يتعزز أكثر حين تختاره جنيفر أتيكسون، العالِمة في أريكاز، منشأة الذاكرة، لاختبارٍ في 90 يوماً يتقاضى عليه 90 ألف دولار. هذه مفاجأة صغيرة أمام تلك التي ستنتظر شريف؛ إذ في الاختبار يكتشف أنه ابن متبنّى، ليس أبوه ولا أمه أبويه الحقيقيَّين. حمله والده من القمامة بعد أن تركته أمه الحقيقية، نور.

خيالٌ روائيٌّ يستعير من الأدب بقدر ما يستمدُّ من العلم

تكون قصة نور حين نتابعها: هي اللبنانية الشيعية التي تتواصل، عن طريق فيسبوك، مع نيكولاس، وتحتال بعد وقت على والديها لتقابله في قبرص، حيث يتبيّن لها أنه إسرائيلي يدعى ناداف. تستهول الاكتشاف لكن الحبّ العارم يجعلها تقبل ناداف وتلاقيه من جديد في دبي. المفاجأة أنها، عند عودتها إلى لبنان، تُعتقل وتُتَّهم بالخيانة ويدور حولها لغط كبير.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح