نحو سباق تسلح جديد
مر العالم خلال المائة عام الماضية بطفرات متعددة للتسلح بدأت الطفرة الأولى ما بين الحربين العالميتين، وكانت نتائجها أسلحة مدمرة شوهدت على مسرح عمليات الحرب العالمية الثانية حتى نهايتها في العام 1945م.
ويمكن القول إن هذه الطفرة غيرت التكتيكات العسكرية التقليدية بشكل جذري وبلغت ذروتها بإنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل “النووية” للمرة الأولى في تاريخ البشرية في العام 1945م، عندما ألقت القاذفات الاستراتيجية الأمريكية قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
كما شهدت خمسينات القرن الماضي الطفرة الثانية من سباق التسلح الذي بدأ تدريجيًا واستمر خلال “الحرب الباردة”، وكان نتاجه وجود ترسانة نووية قادرة على تدمير العالم لعدة مرات.
ويشهد العالم اليوم انطلاق طفرة ثالثة من هذا السباق المحموم في ظل رصد موازنات مهولة للدفاع في بلدان وتحالفات إقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي الذي رصد أكثر من تريليون دولار لدعم الصناعات الدفاعية الأوروبية.
إذ تستحوذ الصناعات العسكرية مثل إنتاج المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى وأخيرًا المسيرات على معظم الموازنات ،وهذا يعني أن الحروب القادمة هي حروب عن بعد، أو إنها باختصار حروب تقنيات.
وهذا باختصار معناه أن العالم يعيش الآن هواجس حروب أكثر من أي وقت مضى، وذلك ما يدفعه نحو سباق تسلح جديد، نرى مؤشراته واضحة بالإحصائيات والأرقام.
حيث من المتوقع أن تبلغ القيمة التداولية لأسواق السلاح لهذا العام حوالي ثلاثة تريليونات دولار، بعد أن اقترب الرقم من تريليوني ونصف دولار خلال العام الماضي.
مارس 21, 2025ارسال الخبر الى: