سام برس شطب المقاومة أم شطب فلسطين

بقلم/ أ. د. محسن محمد صالح
كان مسار شطب فلسطين قائما على قدم وساق قبل طوفان الأقصى، وقبيل الطوفان بأيام وقف نتنياهو يخطب بأسلوب متعجرف في الأمم المتحدة، وهو يُظهر خريطةً تغطي كل فلسطين التاريخية بما في ذلك الضفة والقطاع مكتوبا عليها إسرائيل.. لكن السابع من أكتوبر/تشرين الأول عطل المسار.
لقد كانت استحقاقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كبيرة وأثمان الحرب على القطاع هائلة. ولكنها أفشلت مسار شطب فلسطين. وجعلت فلسطين على رأس الأجندة العالمية، وأسقطت السردية الصهيونية، وحولت إسرائيل إلى كيان معزول منبوذ، وفعلت الاعتراف العالمي بدولة فلسطين حتى في معاقل الغرب الأوروبي المتحالف مع إسرائيل.
والآن، يراد لخطة ترامب أن تعيد الأوضاع إلى المسار السابق، الذي يؤدي للشطب التدريجي لقضية فلسطين. وليس مجرد شطب المقاومة.
خطة ترامب تلتقي في جوهرها مع خطة الحسم الإسرائيلية التي تشكلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الأشد تطرفا في تاريخ الكيان في نهاية 2022 (قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول بتسعة شهور)، بتحالف الليكود بقيادة نتنياهو مع الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير.
وهي تستهدف حسم مصير الأقصى والقدس والضفة الغربية. ولذلك أُوكِل ملف إدارة الضفة لسموتريتش كوزير في وزارة الجيش الإسرائيلي بحيث يشرف على الإدارة الإسرائيلية المدنية للضفة، وكل ما يتعلق بالاستيطان والتهويد.
وأوكلت وزارة الأمن القومي (وزارة الداخلية سابقا) لـبن غفير ليتولى بنفسه التعامل مع ملف القدس واقتحامات اليهود الصهاينة للأقصى، وبرامج تهويده، وقمع الفلسطينيين، وتسليح المستوطنين في الضفة وتغطية جرائمهم.
هذا الاستهداف، كان يتضمن في أجندته الضم التدريجي للضفة، وإسقاط السلطة الفلسطينية أو تفتيتها لتتحول إلى كانتونات منفصلة في الضفة الغربية، باتجاه إنهاء أي مظاهر سياسية سيادية فلسطينية.
لقد كان مسار التسوية السلمية هو الغطاء الذي استخدمه الاحتلال الإسرائيلي؛ لمتابعة برامج التهويد والاستيطان والضم؛ حتى إذا استنفدت اتفاقات أوسلو أغراضها، أخذ نتنياهو ومنظومة حكمه يتحدثون بشكل مكشوف عن تجاوزها، ويسعون عمليا لإغلاق الملف الفلسطيني.
ولذلك، فإن الذين يظنون أن حل الدولتين سيتحقق من خلال ضرب المقاومة، وتخفيف الضغط عن الاحتلال، مخطئون، وتجربة 32
ارسال الخبر الى: