عاجل العليمي يعلن رسميا موعد صرف الرواتب الموظفون ينتظرون منذ أشهر

بعد 9 سنوات من الانتظار والمعاناة، أعلن الرئيس اليمني د. رشاد العليمي رسمياً عن موعد صرف رواتب أكثر من مليون موظف حكومي خلال الأيام المقبلة. الكلمات التي انتظرها 1.2 مليون موظف يمني لأكثر من 3000 يوم ليل نهار، أصبحت أخيراً حقيقة قد تغير حياة ملايين اليمنيين إلى الأبد. موجة من الترقب الحذر تجتاح البيوت اليمنية، بين الأمل في نهاية المعاناة والخوف من وعود لا تتحقق.

جاء الإعلان التاريخي خلال لقاء الرئيس العليمي بسفير دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ثمن الدعم الخليجي لمسار الإصلاحات الاقتصادية. أحمد المعلمي، معلم في إحدى مدارس صنعاء، لم يتلق راتبه منذ 4 سنوات ويعيل 6 أطفال، يقول بصوت مرتجف: لا أصدق أن هذا اليوم قد أتى أخيراً، أطفالي ينتظرون منذ سنوات. الدعم السعودي والإماراتي ضمن تحالف دعم الشرعية يمثل شريان الحياة لاقتصاد ينزف منذ عقد كامل.

تعود جذور هذه الأزمة إلى عام 2014، عندما انهار النظام المصرفي اليمني مع بداية الصراع المسلح. خلال هذه السنوات التسع، تحولت البيوت اليمنية إلى ساحات معاناة صامتة، حيث اضطر الموظفون للعمل دون مقابل أو ترك وظائفهم نهائياً. فاطمة الحضرمية، موظفة صحة واصلت عملها دون راتب لخدمة المرضى، تمثل آلاف اليمنيين الذين ضحوا بكل شيء. د. محمد الصبري، خبير اقتصادي، يصف الوضع: مثل إعادة الحياة لجسد كان يحتضر منذ سنوات.

التأثير على الحياة اليومية سيكون هائلاً - من إمكانية شراء الطعام والدواء، إلى دفع الإيجارات وتعليم الأطفال. عبدالله التعزي، أب لثلاثة أطفال، ينتظر راتبه ليستطيع شراء الدواء لابنته المريضة، يقول: كل يوم أنتظر، كل يوم أدعو الله أن تنتهي هذه المحنة. الخبراء يتوقعون انتعاشاً تدريجياً للأسواق المحلية، لكنهم يحذرون من ضرورة إدارة حكيمة للأموال لتجنب التضخم. رواتب تكفي لإطعام مدينة بحجم عدن لشهر كامل، ستصل أخيراً لأصحابها المحقين.

بين الوعد الرسمي والتنفيذ الفعلي، يقف ملايين اليمنيين على أعتاب مرحلة جديدة قد تكون بداية انتعاش اقتصادي حقيقي. الدعم الخليجي وبرامج الإصلاح الاقتصادي تعطي بارقة أمل حقيقية لشعب عانى أكثر