سام برس رسالة إلى الجعاربة بقلم علي البخيتي

سام برس
اسم “الجنوب العربي” أو “South Arabia” كان يُستخدم في الأبحاث الجغرافية والاستشراقية الأوروبية منذ القرن التاسع عشر لوصف المنطقة الممتدة من حضرموت وعدن وحتى صنعاء ، أي الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية.
- أحد أقدم هذه الاستخدامات نجده في كتابات المستشرق الألماني أدولف فون كريمر (A. von Kremer) في منتصف القرن التاسع عشر.
- ثم استخدم المصطلح علماء آثار وجغرافيون بريطانيون مثل توماس أرنولد وكارستن نيبور وهارولد إنغرامز بوصف المنطقة بـ”South Arabia” أي “الجزيرة العربية الجنوبية”، لكن هذا كان استخدامًا جغرافيًا وليس سياسيًا.
- بريطانيا نفسها هي أول من استخدم رسميًا مصطلح “اتحاد الجنوب العربي” (Federation of South Arabia) عام 1959، حتى لا تعطي ذريعة للإمام بالمطالبة بتلك المناطق باعتبارها جزء من المملكة المتوكلية اليمنية، عندما أنشأت اتحادًا يضم عددًا من السلطنات والمشيخات المحمية التابعة لها في الجنوب (مثل سلطنة لحج والعوالق والفضلي وغيرها).
- ثم في عام 1962 أُطلق رسميًا اسم “اتحاد الجنوب العربي” ليشمل عدن أيضًا (لم تكن حضرموت والمهرة ضمن ذلك الكيان)، وذلك لتوحيد المستعمرات والمحمِيّات الجنوبية في كيان واحد تابع لبريطانيا استعدادًا لاستقلال منظم مستقبلًا.
- تبنّى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر اسم “الجنوب العربي” لاحقًا، ولكن بمعنى قومي تحرري وليس إستعماري، باعتباره جنوب عربي لا إنجليزي، وذلك نكاية ببريطانيا وكذلك لإضعاف فكرة أن الجنوب جزء من “المملكة المتوكلية اليمنية” (اليمن الشمالي حينها).
- كان عبد الناصر يريد دعم حركة تحرر منفصلة عن النفوذ البريطاني، لكن أيضًا دون أن يسمح للإمام البدر أو النظام الملكي في الشمال بالتمدد جنوبًا تحت مسمى اليمن الكبير.
- أما كلمة “اليمن” فكانت تطلق على الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، أي المنطقة التي تقع جنوب مكة وجنوب الحجاز داخلًا في ذلك اليمن المعروف حاليًا وظفار من سلطة عمان وكذلك مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية، لكنه كان إسم جهة أو منطقة وليس كيانًا سياسيًا يترتب عليه حقوق تاريخيّة، وهو يشبه اسم سوريا الطبيعية، التي تشمل سوريا وفلسطين والأردن
ارسال الخبر الى: