سام برس برد وطبيعة قاسية ودولة رائعة

بقلم/ محمد الدلواني
في كندا الطبيعة شديدة البرودة وفي البلاد تمر أشهر من السنه بوجود الثلوج والجليد ، ويقابل قوة وقسوة الطبيعة ( رعاية) الدولة ورأفة القانون ، فالطبيب هو الذي يتصل بالناس لتذكيرهم بمواعيد الفحص الدوري ، والبريد هو الذي يحمل الي المتقاعدين حقوقهم والي الطالب رسومه المدرسية وكتبه ، وعندما يصل مهاجر الي المطار يرحب به موظف من دائرة الهجرة ويسلمه لائحة تتضمن حقوقه ، والواجبات سيتعرف عليها الاشخاص بأنفسهم ، وهناك ترى المواطن يتوقف عند إشارة المرور في منتصف الليل والدنيا خالية تماما من المرور كما يتوقف عندها بمنتصف النهار وقد يكون يمنيا لكنه هناك يخجل من نفسه ولا يتبقى من عاداته الا ما يعتز به .
التقي من وقت لآخر بعدد من المهاجرين الي كندا العائدين لقضاء أعمال او إجازات بالوطن ، ومنهم طبقات ميسورة وأخرى متوسطة وجميعهم سعداء بالوطن الجديد ويعتريهم الحزن على ما صار ويصير بوطن الحكمة والإيمان الذي لم يعد الكثيرين يستطيعون التنقل فيه بالرغم من صغر مساحته مقارنة بكندا وفي كندا تحتاج الي ساعات كثيره من الطيران متنقلا فوق مدن سعيدة وأراض غنية وأقاليم شاسعة وسكان يتحدثون لغات مختلفة ومتباعدة الا ان مايحكمها هو القانون وعدالة واحدة وتواضع لا مثيل له في بلاد أخرى .
لم يفكر أحد من العائدين بالبقاء هنا بمن فيهم كبار السن ومحبي الدفء . لأنهم يعيشون في كندا بالقرن الواحد والعشرون وفي الوطن الأم لا مقارنة بالحياة الا بالقرون السابقة في ظل تزايد الاختلافات وغياب الكهرباء وعدم وجود الطرقات وغياب الطيران ولا توجد حتى أشارات مرور من أي لون .
وانخرط الجميع في الاختلافات التي تتخللها الحروب رافضين لجميع انواع الامن والطمانينة والمستقبل .
وحسب ما سمعت يختلف الكنديون حول قضايا كثيره ولكن ليس من بينها سيادة البلاد ووحدتها . ولدت كندا من رحم الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية الا انها أصبحت تتفوق عليهما في سائر مستويات المعيشة وكذلك
على جارتها الكبرى وعلى جميع الدول التي تحترم القانون ،
ارسال الخبر الى: