سام برس امريكا تشهر سيف الحرية في وجه الملك

بقلم / عادل حويس
اجتاحت المدن الأمريكية موجة احتجاجية عارمة حملت في طياتها روحاً أمريكية خالصة ترفض الاستبداد وتتوق إلى الحرية حيث خرج ملايين الأمريكيين في مسيرات سلمية حاشدة عبروا فيها عن رفضهم لما أسموه توجهات ملكية في الحكم ، مؤكدين أن إرث بلادهم الثوري الذي أسقط التاج البريطاني لن يقبل بتاج جديد.
امتلأت الساحات العامة من واشنطن إلى لوس أنجلوس ببحور بشرية حملت لافتات كتبت عليها شعارات لا للملوك والشعب مصدر السلطة في مشهد يذكر بالأيام الثورية التي أسست لأمريكا الحديثة.
جاءت هذه الاحتجاجات كتعبير عن قلق عميق من سياسات قال المحتجون إنها تهدد الأسس الديمقراطية التي قامت عليها الدولة الأمريكية.
وسط الأجواء الاحتفالية التي غلب عليها الطابع السلمي بدا الغضب الأمريكي جلياً في العيون التي حملت خليطاً من الأمل والخوف من مستقبل يرى المحتجون أنه يجب أن يظل في أيدي الشعب وليس في يد حاكم مستبد. حمل المتظاهرون صوراً للرئيس ترامب في هيئة ملك متوج كرمز لرفضهم لما وصفوه بميول استبدادية في حكمه.
لم تكن هذه المظاهرات مجرد حدث عابر بل كانت فصلاً جديداً في قصة الصراع التاريخي بين سلطة الشعب وسلطة الحكام بين إرادة الناس ورغبات النخب. جاءت كصرخة مدوية تؤكد أن الأمريكيين رغم كل خلافاتهم يجمعهم إيمان راسخ بأن السلطة يجب أن تظل في يد الشعب وأن الديمقراطية ليست مجرد شعار بل هي ممارسة يومية تحتاج إلى يقظة دائمة.
في مشهد يعيد إلى الأذهان الروح الثورية التي ميزت الأمريكيين عبر التاريخ وقف المحتجون شامخين كالتماثيل حاملين في قلوبهم إيماناً بأن مستقبل أمريكا يجب أن يكتبه أبناؤها، لا أن يفرضه حاكم. كانت لافتاتهم كالمرايا تعكس وجوهاً أمريكية متنوعة اجتمعت على قيم الحرية والمساواة التي ظلت لقرون الشعلة التي تنير طريق الأمة.
هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد رفض لسياسات بل كانت إعادة تأكيد للعقد الاجتماعي الذي يربط الحاكم بالمحكومين وكانت تذكيراً بأن كرامة المواطن الأمريكي لا تقبل المساومة وأن حريته ليست سلعة تباع وتشترى. وقف المتظاهرون كأنهم يقولون