ذكرى 30 نوفمبر تشعل سؤالا مؤلما لماذا أعدنا قيودنا بأيدينا في 22 مايو

28 مشاهدة

تقرير صحفي – عرب تايم/خاص:

في كل عام، حين يشرق يوم 30 نوفمبر على الجنوب، لا يأتي كذكرى عابرة، بل كقنبلة من الذاكرة تفجر في وجدان الناس أعظم معاني الكرامة والانتصار.
إنه اليوم الذي طرد فيه الجنوبيون آخر جندي أجنبي من أرضهم، اليوم الذي أثبت فيه شعب صغير بعدته البسيطة وإصراره العميق أنه قادر على كسر المستحيل وانتزاع استقلاله من بين أنياب واحد من أكبر جيوش الاستعمار آنذاك.

لكن… وما إن تهدأ هتافات الفخر، حتى ينهض سؤال مر كالحقيقة نفسها:
لماذا أعدنا قيودنا بأيدينا في 22 مايو؟
إنها المفارقة التي تعيش في قلب كل جنوبي منذ ثلاثة عقود: كيف لشعب حرّر أرضه بدماء الشهداء في نوفمبر المجيد، أن يجد نفسه بعد سنوات قليلة مقيّدًا بوحدة تحولت إلى قيد ثقيل، ووعد سياسي انقلب إلى سيطرة ونهب وإقصاء؟

ما بين التحرير والتقييد… حكاية وطن صنع مرتين:

التحرير في 30 نوفمبر كان ميلادًا جديدًا لدولة الجنوب، دولة ولدت من رحم تضحيات آلاف الرجال والنساء الذين حملوا السلاح، وحملوا قبل السلاح إيمانًا راسخًا أن الوطن يستحق.
أما 22 مايو فجاء باتفاقات سياسية منحت الشريك كل شيء، وجردت الجنوب من كل شيء.. وحدة لم تبنى على احترام شريك بل على ابتلاعه، ولم تكتب بحبر الإرادة الشعبية بل بحسابات سلطة وحزب.

شعب انتصر في الميدان… وهزم على طاولة السياسة:

في نوفمبر كان الانتصار حاسمًا، واضحًا، ومشرفًا.
لكن في مايو… لم تكن الهزيمة واضحة، بل جاءت مغلّفة بشعارات الإخاء والعروبة والوحدة المثالية، حتى كشفت السنوات حقيقتها:
نهب للثروات، استباحة للأرض، إقصاء للهوية، وجر الجنوب إلى حروب متتالية لا ذنب له فيها إلا لأنه “شريك ضعيف”.

أجيال جديدة تطرح السؤال نفسه:

اليوم، وبعد كل الدم الذي سفك، وبعد كل حرب دمرت الجنوب ثم جاء أبناؤها ليعيدوا بناءها بعرقهم، لا يزال السؤال ينفجر من جديد:
هل يستحق الجنوب أن يحتفل بتحريره من الاستعمار الأجنبي في 30 نوفمبر، بينما لا يزال يرزح تحت إرث الاستعمار المحلي الذي وقع في 22

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عرب تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح