روكي الغلابة كوميديا المرأة المقاتلة في زمن التكنولوجيا
لا يستطيع أحد في الوسط السينمائي المصري الآن أن ينكر ريادة المخرج أحمد الجندي في نوع الكوميديا، من خلال أفلامه التي تتنوع في أساليب السرد، ويغلف كلٌّ منها بطابع فانتازي تارة، وواقعي تارة أخرى. في فيلمه الأحدث روكي الغلابة يتتبع بسرده الغارق في الواقعية بطلة فنون قتالية مختلطة في رحلتها الشخصية نحو بداية مسار عملها الجديد في حراسة الشخصيات ذوات الحيثية، ليزرع البسمة بين كل مشهد وآخر، انطلاقاً من العناصر المبدئية للفيلم التي يأتي على رأسها أن بطلة الفيلم امرأة، بارعة في فن ذكوري بحت هو القتال والعنف.
كوميديا المفارقات... اللغة والطبقات
يتتبع الفيلم في بدايته نشأة روكي (دنيا سمير غانم) في ملجأ للأيتام، ومشاجراتها المتكررة مع رفاقها الصبية، وهزيمتهم في كل مرة، ما يؤجج رغبتها منذ الصغر في القتال. هذه الرغبة تدفع الكابتن منصور (محمد رضوان) إلى أن يعتني بها ويعلمها فنون القتال لتكف عن الغضب من زملائها. في خطٍّ دراميٍّ موازٍ، يظهر د. ثابت بكر (محمد ممدوح)، عالم البرمجيات القادم من الخارج بعد أن توصّل إلى صنع برنامج إلكتروني فذّ يعرضه للخطر والمطاردة من شخصٍ متحكمٍ في سوق التكنولوجيا عالميًّا ومحليًّا هو ديفيد (أحمد الفيشاوي).
تنبع الكوميديا في الفيلم أولاً من المقابلة بين مستوى تعليم كلٍّ من د. ثابت وروكي، ابنة المنطقة الشعبية في ضواحي القاهرة، التي تدّعي أنها تلقت تعلم الإنكليزية في المركز الثقافي البريطاني، الذي تخطئ حتى في نطق اسمه منذ البداية. تتوالى بعد ذلك الإفيهات اللغوية والمفارقات في مستوى نطق روكي وما تعلمه د. ثابت من الإنكليزية. ولا تكتفي روكي بثقتها المفرطة في ترديد جمل أجنبية مغلوطة، بل تتفوق على واقعها العنيف وتصبغه بصبغة حكيم صيني، فتردد مقتطفاتٍ مؤكدة أنها تحفظها من على فيسبوك لتبرر بها كل فعلٍ وموقفٍ تقدم عليه.
ثانياً، تأتي الكوميديا من الطرح المعاكس لشخصية د. ثابت، الذي يمثل رجل علمٍ عائداً إلى بلده، لا يفقه أي شيء خارج تخصصه، ولا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه. فهو دومًا في
ارسال الخبر الى: