روسيا تدفع للتقارب بين تركيا والنظام السوري والأسد يناور
٧٥ مشاهدة
أبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد الباب مواربا أمام التقارب بين تركيا والنظام السوري بدفع من روسيا التي بدا أنها رأت أن الظروف مؤاتية للانخراط مجددا في وساطة بدأت قبل أعوام لتجسير الهوة بين دمشق وأنقرة والتي قوبلت بشروط متبادلة من الطرفين وهو ما عرقلها حتى الآن وقال الأسد خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف أول من أمس الأربعاء في دمشق إن نظامه منفتح على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين بلاده وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى على حد تعبيره من جهته أكد لافرنتييف دعم بلاده كل المبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سورية وتركيا من كل الدول المهتمة بتصحيح تلك العلاقة معتبرا أن الظروف حاليا تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات وأن روسيا مستعدة للعمل على دفع المفاوضات إلى الأمام والغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سورية وتركيا وجاءت زيارة المسؤول الروسي إلى دمشق في ظل تصاعد الحديث عن تجدد الوساطات لتجسير الهوة بين تركيا والنظام السوري من قبل عدة أطراف من بينها موسكو وبغداد كما جاءت عقب تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان حث فيها النظام السوري على استثمار حالة الهدوء وتوقف الاشتباكات بغية حل المشكلات الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه طه عبد الواحد التطبيع بين تركيا والنظام السوري يخدم مصالح روسيا التقارب بين تركيا والنظام السوري وطرح ذلك تساؤلات عن توفر النية لدى تركيا والنظام السوري للتقارب وتطبيع العلاقات بعد أكثر من 12 سنة من القطيعة التي وصلت إلى حد العداء بعد الثورة السورية في عام 2011 وكانت الجهود الروسية لإحداث تقارب بين تركيا والنظام السوري بدأت في ديسمبر كانون الأول 2022 وأثمرت عن لقاءات متعددة بين وزراء الدفاع ولاحقا وزراء الخارجية ومسؤولين امنيين بيد أن تلك الجهود اصطدمت بشروط وضعها النظام للتقارب مع الأتراك أبرزها الانسحاب العسكري التركي من الشمال السوري ووقف دعم فصائل المعارضة السورية تمهيدا لاستعادة قوات النظام المناطق التي سيطرت عليها هذه الفصائل ولكن الجانب التركي أكد عدم تفكيره بالانسحاب من سورية قبل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية عبر تحييد التهديد الذي تشكله قوات سوريا الديمقراطية قسد المسيطرة على مجمل الشمال الشرقي من سورية على الأمن القومي التركي وقال مصدر دبلوماسي تركي لـالعربي الجديد إن موقف أنقرة حيال التواصل والتطبيع مع النظام ثابت كما كان سابقا مع بدء مرحلة اللقاءات وذلك على أرضية مكافحة الإرهاب والتنظيمات المسلحة المحظورة وتركيا رأت أن خطورة إجراء الانتخابات في شمال شرق سورية من قبل الإدارة الذاتية التابعة لقسد فرصة للتعاون في هذا الإطار ولفت إلى أن الجانب الروسي شجع دائما على الحوار بين تركيا والنظام السوري في جميع اللقاءات التي جرت وهناك قمة مرتقبة في 3 و4 يوليو تموز المقبل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أستانة ـ كازاخستان مع وجود الملف السوري على طاولة المباحثات ومن الواضح أن هناك سعيا لتحقيق أي تقدم قبيل هذه القمة وشدد المصدر على أن موقف تركيا ثابت بعدم الانسحاب من المناطق الآمنة في شمال سورية من دون تطبيق القرار الأممي 2254 وإقرار دستور جديد وإجراء انتخابات نزيهة بناء عليه كما أن أنقرة تحركت أخيرا ببراغماتية بالتناغم مع المواقف الدولية وتعليقا على زيارة المبعوث لافرنتييف إلى دمشق رأى المحلل المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد في حديث مع العربي الجديد أن موسكو لم توقف يوما مساعيها وجهودها وسيطا لإنجاز تطبيع للعلاقات بين تركيا والنظام السوري لإنعاش اقتصاد النظام والمضي في إعادة تأهيله إقليميا وتابع هذا التطبيع في حال حدوثه يخدم مصالح روسيا إن كانت تلك المتعلقة بالحصول من الاقتصاد السوري على ثمن الدور العسكري الذي أدته في سورية فضلا عن تعزيز موقفها في المنطقة في ظل احتدام المواجهة مع الولايات المتحدة وأعرب عبد الواحد عن اعتقاده أن التحرك الروسي باتجاه تفعيل الوساطة للتطبيع بين تركيا والنظام السوري جاء على خلفية مخاوف مشتركة بين النظام السوري وموسكو وأنقرة من تطورات الوضع في مناطق سيطرة قوات قسد بعد إعلان الأخيرة نيتها إجراء انتخابات محلية وأضاف رغم تراجع قسد عن هذه الخطوة وتأجيلها حاليا إلا أن مجرد الإعلان عنها شكل تطورا استفادت منه موسكو لتذكير أنقرة بأن هناك تهديدات مشتركة لها وللنظام وأن التصدي لهذه التهديدات يتطلب بالضرورة تنسيقا بين الجانبين برعاية روسية ورأى عبد الواحد أنه رغم هذه التطورات فإن التطبيع بين تركيا والنظام السوري لا يزال يواجه عقبات رئيسية قد تعرقل مجددا أي جهود في هذا الاتجاه مضيفا من الواضح أن تركيا لا تنوي سحب قواتها من شمال سورية والتخلي عن مناطق سيطرتها هناك لأنها لا تثق بنظام الأسد الذي سيتمسك بانسحاب القوات التركية من سورية شرطا للتطبيع وهذا في الواقع يعكس عدم حاجة النظام إلى تطبيع سيضطر لأن يدفع ثمنه بشكل أو بآخر وأعرب عن اعتقاده أن النظام السوري مرتاح كما يبدو للوضع الراهن ولا مشكلة لديه في أن تبقى الأمور على حالها إذ يصور نفسه محاربا للإرهاب ويستخدم هذه الرواية ركيزة رئيسية لاستمراره لافتا إلى أن التطبيع بين تركيا والنظام السوري خاضع إلى حد ما لعلاقة أنقرة مع واشنطن ورأى أنه ربما تتشدد الولايات المتحدة في معارضتها هذا التقارب للحيلولة دون تقوية النفوذ الروسي في سورية محمد سالم ليس مستبعدا أن يقدم الأسد تنازلات تتعلق بالانسحاب التركي من الشمال السوري تزخيم محاولات التطبيع بين دمشق وأنقرة ورأى مدير الدراسات في مركز أبعاد محمد سالم في حديث مع العربي الجديد أن التحركات الأخيرة تشي بأن هناك تحولات جدية في ملف تقارب تركيا والنظام السوري مضيفا شهدنا في الفترة الأخيرة زخما في محاولات التطبيع بين تركيا والنظام السوري عبر الوساطة العراقية التي تقف خلفها إيران وتابع طهران هي الأكثر تأثيرا على نظام الأسد وبالتالي ليس من المستبعد بالفعل أن يقدم الأسد تنازلات تتعلق بمسألة انسحاب تركيا من الشمال السوري وذلك تحت تأثير الضغط الإيراني بشكل مشابه لما حدث من تأثير إيران على نظام الأسد في ما يتعلق بالمصالحة مع حركة حماس بيد أن سالم أبدى اعتقاده أنه لا تزال هناك تحديات عديدة تقف أمام التطبيع بين تركيا والنظام السوري مضيفا هناك ممانعة لدى النظام للتطبيع مع تركيا مدعوما من بعض الجهات العربية التي يسعى الأسد للتطبيع معها وظهرت أولى الخطوات العملية باتجاه التقارب بين تركيا والنظام السوري من خلال الإعلان عن قرب افتتاح معبر أبو الزندين أول من أمس الأربعاء الرابط بين منطقة النفوذ التركي في شمال سورية ومناطق النظام السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي وأفاد المجلس المحلي لمدينة الباب عبر فيسبوك أول من أمس الأربعاء بأن المعبر سيفتح تجريبيا مدة 48 ساعة بهدف اعتماده معبرا تجاريا رسميا وكانت الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض قد أصدرت قرارا في عام 2020 بإغلاق جميع المعابر والمنافذ الرسمية مع قوات النظام في شمال البلاد واقتصر استخدام تلك المعابر على عمليات تبادل الأسرى التي جرت بين النظام والجيش الوطني المعارض على فترات متباعدة بضمانة روسية تركية وبإشراف الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة وبين مناطق النظام ومناطق المعارضة عدة معابر منها معبر أبو الزندين في ريف حلب الشمالي الشرقي قرب مدينة الباب وميزناز في ريف حلب الغربي والترنبه القريب من بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي ولطالما حاول الجانب الروسي فتح المعابر بين مناطق المعارضة والنظام لإنعاش اقتصاد الأخير المتهالك نتيجة العقوبات الدولية منذ عام 2011