رحيل الكاتب السعودي يوسف مكي
عن عمر ناهز الثامنة والسبعين عاماً، توفي الكاتب السعودي يوسف مكي، يوم أمس، بعد صراع مع المرض، وهو أحد الأصوات الفكرية التي واظبت، لعقود، على الاشتغال بقضايا النهضة العربية والعمل القومي المشترك، في مؤلفاته وفي العمل المؤسسي.
وقد شغل الراحل مواقع بحثية وثقافية عدّة، من أبرزها عمله أميناً لسرّ اللجنة التنفيذية في مركز دراسات الوحدة العربية، كما تولّى رئاسة موقع التجديد العربي، الذي شكّل، لسنوات، منصةً فكريةً لنشر مقالات ودراسات تناقش التحوّلات العربية وأسئلة الدولة والهوية والديمقراطية. وإلى جانب ذلك، ترأس لجنة التدقيق والمراجعة الشاملة لـالموسوعة العربية العالمية، وشارك في مؤتمرات وندوات فكرية عربية ودولية.
للراحل عدد من الكتب والدراسات، من بينها: في الوحدة والتداعي: دراسة في أسباب تعثّر مشاريع النهضة العربية، وعوامل مؤثرة في تغيير الأهداف والاستراتيجيات، وتحطيم المرايا: نقد النقد، وقراءة في فكر أمين الريحاني، وأثر التطورات العلمية، وبخاصة الثورة الرقمية، على الثقافة العربية، والنظام العربي والمقاومة، وكيف يُصنع القرار العربي. إضافة إلى عشرات المقالات التي نُشرت في صحف ومجلات عربية، وخصوصاً في الصحافة السعودية والخليجية، مثل الوطن والخليج والشرق الأوسط، حيث عُرف بعموده المنتظم وتحليلاته التي اتسمت بالهدوء والابتعاد عن السجال الآني، مع ميل إلى القراءة البنيوية طويلة المدى للأزمات العربية، في قضايا الاحتلال الأجنبي، والتنمية الاقتصادية، والأزمات الطائفية.
/> أخبار ثقافية التحديثات الحيةرحيل الكاتب العراقي ناجح المعموري
وُلد الراحل في مدينة سيهات بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية عام 1947، درس في الولايات المتحدة، حيث نال درجة الدكتوراه في الفلسفة في السياسة المقارنة من جامعة دنفر، إضافة إلى ماجستير في الاقتصاد الدولي، وبكالوريوس في السلوك الإنساني. وقد انعكست خلفيته الأكاديمية المتنوّعة على كتاباته، التي جمعت بين التحليل السياسي والاقتصادي والاهتمام بالبعد الثقافي والفكري.
وقد نعى مثقفون وكتّاب عرب الراحل، مشيرين إلى نزاهته الفكرية والتزامه القومي، وإلى دوره في وصل البحث الأكاديمي بالكتابة الصحافية، من دون التفريط باللغة أو بالدقة المفهومية.
ارسال الخبر الى: