ذكرى هزيمة الإرهاب معركة انقضت وحرب لم تنته بعد

25 مشاهدة

ي الذكرى الثامنة لانبثاق فجر النصر على العصابات الإجرامية التي اجتاحت غربَ العراق، وعبثت في الأرض فسادًا، يقف العراقيون اليوم أمام محطة تاريخية تستحق التأمل بعمق، والعودة إليها بوعي لا ليستعيدوا الماضي فحسب، بل ليقرؤوا المستقبل من خلاله.

فهذا النصر لم يكن حدثًا عابرًا، ولا نتيجةَ لحظة حماس، ولا ثمرة صدفة؛ بل كان حصيلةَ منظومة راسخة من المرتكزات والمواقف، واجتماع الإرادَة الشعبيّة والفتوى والتضحيات والسواعد المخلصة التي وقفت تحتَ راية العراق الواحد.

لقد كانت الاستجابةُ المبكِّرةُ من حركات المقاومة عاملًا حاسمًا في بداية المشهد؛ فهي القوى التي راكمت خبرة طويلة في مواجهة الاحتلال والتهديدات الأمنية المعقدة، رغم قلة العدد والعُدّة في أيامها الأولى.

ومع ذلك، فإن تلك الشرارة الأولى كانت هي الجدار الذي تلقى الصدمة الأولى، ومنع الانهيار الكامل، ومهّد الطريق لبقية حلقات المعركة.

جاء بعد ذلك الحدث المفصلي الذي غيّر مجرى التاريخ؛ الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، المتمثلة بالسيد علي السيستاني، لتفتح أبواب التاريخ أمام مدٍّ بشري هائل.

خرج الرجالُ من بيوتهم كما لو أنهم يلبّون نداءً سماويًّا، وازدحمت مراكزَ التطوع بشيبٍ يحملون ذاكرةَ وطن، وشبابٍ يحملون مستقبلًا يريدون حمايته.

ولم يكن هذا المدُّ البشري وحدَه كافيًا لخلق النصر، بل ترافق مع الدعم الواسع من الجمهورية الإسلامية في إيران، ولا سيما وجود الخبرات الميدانية والقيادات العسكرية من الحرس الثوري وحزب الله.

هؤلاء، كما رآهم المقاتلون، لم يكونوا ضيوفًا، بل شركاء في الخندق ورجالًا على الأرض.

أسهموا في بناء الهيكلة وتنظيم الصفوف وصياغة الخطط، وأوجدوا توازنًا عسكريًّا في لحظة كان فيها الخطر وجوديًّا ويمتد على خريطة كاملة.

أما الدمُ العراقي الذي سال، فكان هو البرهانَ الأصدقَ على أن النصرَ لم يتحقّقْ بالشعارات أَو الخطابات، وإنما بالتضحيات.

الشبابُ الذين صعدوا إلى الجبهات لم يحملوا سوى يقينهم وإيمانهم بالوطن، والقادة الذين وُجدوا معهم لم يقفوا بعيدًا خلفَ خطوط القيادة، بل كانوا كَتِفًا إلى كَتِف، يتقدَّمون الصفوفَ ويحمّلون أنفسَهم قبل الآخرين مسؤولية القرار والميدان.

وهكذا تحوّل وجودُ الحشد الشعبي في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح