ذكرى نازك الملائكة شاعرة لم تنل ما تستحقه
حين أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، قبل عامين، اختيار الشاعرة العراقية نازك الملائكة رمزاً للثقافة العربية لعام 2023 بمناسبة مرور مئة عام على ميلادها، نُظر إلى هذا القرار بوصفه امتحاناً عملياً لمدى قدرة المؤسسات الثقافية في العراق على تنفيذ التزاماتها. اليوم، مع حلول ذكرى ميلادها التي صادفت أول من أمس السبت، يفرض السؤال نفسه: ما الذي تحقق فعلاً من تلك الوعود؟
التقليد المعروف في مثل هذه المناسبات غالباً ما يقتصر على مؤتمرات وكتب ودراسات، وهي على أهميتها تبقى بعيدة عن الفضاء المدني العام الذي يتحرّك فيه الناس. هنا تبدو بغداد مثالاً لافتاً، إذ شهدت أواخر العام الماضي إزاحة الستار عن أول تمثال لشاعرة عربية؛ نازك الملائكة، في زقاق السراي، للنحّات فاضل مسير، في استجابة لوعد أُطلق منذ عامين وأُنجِز فعلياً. قبل ذلك افتُتح متحف ومكتب خاص بصاحبة الصومعة والشرفة الحمراء في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي، كذلك أقيمت مبادرات أخرى مثل إصدار طوابع تذكارية وفعاليات أدبية وترجمات جديدة.
إقامة أول تمثال لشاعرة عربية حدثٌ غير مسبوق في مدننا
بين 2023 و2025، نُشرَت كتب ودراسات أكاديمية تعالج جوانب من تجربة الملائكة الشعرية، وتقارنها بشاعرات عالميات من زاوية نسويّة، من بينها بحث صدر حديثاً، عن جامعة بابل، لاستبرق يحيى محمد، بعنوان كسر الصمت عبر الشعر: تحليل نسوي لشعر آن سكستون ونازك الملائكة ضد العنف الموجه للنساء. ترى الباحثة أنّ كلّاً من سكستون والملائكة تحرّكتا في سياقات متشابهة، الأولى وجدت نفسها محاصرة بين تقاليد المجتمع الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية، فيما واجهت الثانية مفهوم الشرف الذكوري والاضطرابات السياسية في عراق ما بعد الاستعمار. ومن خلال وضع قصيدة سكستون Her Kind التي صدرت عام 1960 في مقارنة بقصيدة الملائكة غسلاً للعار (1949)، يكشف البحث التقاء صوت الشاعرتين عند نقطة نقد الأنظمة الأبوية باعتبارها ظاهرة عالمية بوجوه عديدة.
الباحثة نادية هناوي لم تبتعد هي الأُخرى كثيراً في كتابها نازك الملائكة: في شظايا الحداثة ورمادها عن
ارسال الخبر الى: