ذكرى نوفمبر ذاكرة النصر وبوابة المستقبل نحو الاستقلال الثاني
32 مشاهدة

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في كل عام، حين يطلّ نوفمبر بعبقه الثوري، تستيقظ في ذاكرة الجنوب تلك اللحظة التي غيّرت مجرى التاريخ وهو يوما لم يكن مجرد تاريخا على تقويم الزمن بل محطة فاصلة بين عهدين .. عهد كان فيه الجنوب أسيراً لظلال الاستعمار البريطاني على مدى 129 عاماً، وعهد ولد فيه فجر الحرية في الثلاثين من نوفمبر 1967م، حين وقف الجنوبيون، موحدين بعزيمتهم، ليعلنوا للعالم انتصار إرادة الإنسان الجنوبي على قوة الإمبراطورية.
كان ذلك النصر ثمرة مسيرة طويلة من الفداء بدأت من ردفان، من صرخة راجح بن لبوزة، من الجبال التي احتضنت رجالاً لا ينكسرون، ومن القرى والمدن التي فجّرت روح المقاومة في وجه مستعمرٍ كان يظن أنه خالد لا يزول .. وعلى امتداد أربع سنوات من الكفاح المسلّح صنع الجنوبيون ملحمة لم تُنسج خيوطها بالبنادق وحدها بل بالإيمان العميق بأن الجنوب يستحق الحرية والكرامة.
واليوم وبعد أكثر من خمسة عقود، يعود نوفمبر بحضوره المهيب، لكن هذه المرة محمّلاً بروح أخرى روح تستشعر أن الجنوب يقف على أعتاب استقلاله الثاني وهو استقلالٍ تتهيأ ملامحه يوماً بعد آخر، بفعل التضحيات والصبر والصمود، وبفضل قيادة سياسية جاءت لتعيد بوصلة التاريخ إلى اتجاهها الصحيح.
فالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي لم يأتِ من فراغ، ولم يبني مشروعه على شعارات عابرة بل انطلق من جذور ثورية تمتد إلى ردفان وأبين وعدن وحضرموت وسقطرى والمهرة وشبوة وهو مشروعاً يواصل ما بدأه الثائرون بإعادة للجنوب دولته وهويته، في تاريخه الطويل الذي حاولت مشاريع الاحتلال اليمني الوافدة بطمسه دون جدوى.
ولقد اقترب الجنوب اليوم من لحظته الحاسمة مرحلة أصبحت أقرب من أي وقت مضى، مرحلة تصنعها إرادة الشعب الجنوبي في والساحات، وتدعمها قوة سياسية وعسكرية رسخت حضورها في كل ميدان التحرير.
كما أن هذا العام ، بدا المشهد مختلفاً بدا أكثر قوة، أكثر نضجاً، وأكثر إصراراً على القول للعالم: “نحن هنا.. وهذا وطننا”.
وفي مدينة سيئون التاريخية بمحافظة حضرموت التي تتأهب
ارسال الخبر الى: