دونالد ترامب يضع توقيعه على اتفاق وقف النار صانع سلام بالقوة
تصدّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد فجر اليوم الثلاثاء، معلناً أن إيران وإسرائيل وافقتا على وقف تام لإطلاق النار لوضع نهاية رسمية للحرب بينهما التي استمرت 12 يوماً ودخلت الولايات المتحدة بها رسمياً عبر قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد الماضي والإعلان عن تدميرها. وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبداً!.
هكذا سعى دونالد ترامب لتقديم نفسه صانعاً للسلام وصانع صفقات ناجحة، علماً أن مواقفه شهدت تحوّلات جذرية منذ ما قبل هذه الحرب وخلالها، وصولاً إلى نهايتها، فهو تحدث لأشهر عن قرب التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني بشكل جذري، ثم أعلن دعمه الكامل للهجوم الإسرائيلي في 13 يونيو/حزيران الحالي، وفجر الأحد الماضي اختار إشراك الولايات المتحدة بشكل مباشر، بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية. وعقب رد إيران المحدود نسبياً أمس الإثنين، عاد ترامب إلى الدبلوماسية، ليعتمد نبرة تصالحية، ويقدّم ما حصل على أنه تحقيق للسلام في الشرق الأوسط.
إنجاز دونالد ترامب
ويستطيع ترامب أن يدّعي تحقيق أكبر نجاح في السياسة الخارجية والعسكرية خلال فترة وجوده في المكتب البيضاوي، إذ استطاع وقف هذه الحرب خلال فترة قصيرة نسبياً مانعاً تحوّلها إلى حرب استنزاف وتحديداً لحليفته إسرائيل. كما يمكنه الادعاء الآن بأنه نجح في تدمير المنشآت النووية الإيرانية من دون إغراق الولايات المتحدة في مستنقع جديد في الشرق الأوسط على غرار العراق.
في الداخل الأميركي، نجح دونالد ترامب في فرض رؤيته، ومنع تفتت قاعدته المؤيدة لشعاره ماغا (جعل أميركا عظيمة مجدداً)، كما جمع كل أطياف إدارته بدون أي أصوات معارضة. على الرغم من ذلك تبقى أسئلة قائمة بلا إجابات حقيقية، وستظهر تبعاتها في الأشهر وربما السنوات المقبلة، ومنها هل ضمنت الولايات المتحدة، كما زعم ترامب، القضاء على البرنامج النووي الإيراني، أم أن الأمر برمته مجرد سراب لدى الرئيس الأميركي، وهل يعني عدم اكتمال هذا الصراع
ارسال الخبر الى: