كيف دمر جيش إسرائيل الأخلاقي الحجر والشجر
منذ اللحظات الأولى التي تلت السابع من أكتوبر 2023، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة بحق الزراعة وقطاع إنتاج الغذاء المحلي في غزة، وارتكب فظائع ونفذ أساليب لم يتورط في مثلها الجيش النازي في المحرقة، وذلك بهدف تنفيذ خطة تجويع ممنهجة لسكان القطاع أعلن عنها وزير الدفاع السابق يوآف غالانت. وخلال ثلاثة أيام فقط من بداية العدوان، قضى جيش الاحتلال على 55% من مخزون دقيق الخبز، وثلاثة أرباع مخزون البيض، وثلث المتوفر من الخضروات، وفق توثيق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن هنا فإن فضح خطة التجويع التي نفذها بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة وعواقبها على السكان المحاصرين، ضرورة لكشف الوجه الآخر لجيش إسرائيل الصهيوني الذي يصف نفسه بأنه أكثر جيوش العالم أخلاقاً. وحتى يكون الشاهد من أهلها، سنركز على الجرائم التي وثقتها جمعية مسلك الإسرائيلية في تقريرها الذي أصدرته قبل أيام بعنوان، الحرب على إنتاج الغذاء: قطاع الزراعة. ومسلك، هي جمعية حقوقية تدافع عن حقوق الفلسطينيين في قطاع غزة ضد الحصار وإغلاق المعابر منذ سنة 2005. تؤكد مسلك أن إسرائيل دمّرت بصورةٍ منهجية متعمدة، وليست عرضية، قطاعات إنتاج الغذاء في غزة.
زراعة مزدهرة
قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت الزراعة أحد القطاعات الإنتاجية المركزية في غزة، وبلغت مساهمتها نحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي للقطاع. وكان 560 ألف شخص يعتمد كلياً أو جزئياً على الزراعة لكسب رزقهم، سواء من خلال زراعة الأراضي أو العمل في مجالات صيد الأسماك والثروة الحيوانية البيوت البلاستيكية. تشغل هذه الأنشطة نحو 41% من مساحة القطاع الكلي قبل الحرب. وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت مساحة الأراضي الزراعية المزروعة في غزة نحو 117 ألف دونم، دمّر الجيش تقريباً.
كانت غزة واحة عامرة بالزراعة. في عام 2022، بلغت قيمة الإنتاج الزراعي فيها 575 مليون دولار، منها 54% من الإنتاج النباتي و46% من الإنتاج الحيواني. خلال السنة السبتية اليهودية، الشميتا بالعبرية وفيها يتوقف المزارعون اليهود كل سبع سنوات عن زراعة الأرض لأسباب دينية، سمحت
ارسال الخبر الى: