دلافين في شبوة كتب علي الاحمدي
ربما الصورة النمطية لمحافظة شبوة في أذهان الكثيرين أنها صحاري مقفرة وجبال جرداء لاتجد فيها الا الإبل والغنم، وربما اعتقد البعض أنه لايوجد من مقومات الحياة الاقتصادية في شبوة غير استخراج النفط، ولايوجد من المظاهر الاجتماعية الا الثأر وعدم احترام الدولة والقوانين، وهذا كله بالطبع غير صحيح فشبوة فيها تنوع اجتماعي واقتصادي وطبيعي جميل قل أن تجد له نظيراً في اليمن وشبه الجزيرة العربية..
في اليوم الثاني لوصولنا افتتحناه بصلاة الفجر ومنا من عاد للنوم لكن البعض ظل منتظراً لمشاهدة شروق الشمس الرائع ونورها يطل من الأفق وشكلها المستدير يظهر رويداً رويداً ببهاء وعظمة عجيبة لاتملك أمامها الا تسبيح الخالق العظيم.
سبحنا بعد الفجر ثم شربنا الشاي ومع ارتفاع الشمس عدنا للسكن وتناولنا افطارنا ثم ارتحنا إلى قرب الظهيرة، وعند خروجنا لأداء صلاة الظهر بدا أن هناك حدث ما وزوار جدد وكانوا أعضاء بعثة منتخبنا الوطني للناشئين، وصلنا للمسجد ذو البناء الجميل وأكثر مالفت نظري فيه نظافة السجاد بشكل لافت كأنك لست في مكان بالقرب من شاطئ عادة مايتسخ بالغبار وذرات الرمل الشاطئي .
توجهنا للمطعم لنطلب طعام الغداء وكان الاولاد متحمسون لمشاهدة والتقاط الصور مع لاعبي المنتخب وبالفعل وجدوهم والتقطوا معهم الصور، اما انا فذهبت لطلب الغداء وصادفت أحد اللاعبين من أبناء عدن وحصل موقف جعلني أتأمل وأفكر ملياً. قلت لهذا الشاب انت فلان قال نعم بابتسامة لطيفة فقلت له انا علي الأحمدي فهز رأسه بمجامله فقلت له تذكر ايام الحرب ومجلس المقاومة فكذلك هز رأسه بمجاملة أخرى، وقفت للحظة وقلت لنفسي هذا الشاب عمره ١٧ عاماً والحرب مضى عليها قرابة عشر سنوات وكان عمره وقتها سبع سنوات فماذا سيذكر ومن سيعرف من تلك الحقبة بل كيف يمكن له أن يقارن بحال ما قبل الحرب، ربما بتنا أمام جيل مظلوم جيل لم يعش ايام وجود الدولة وحضور مؤسساتها وخدماتها !
بعد تناول الغداء والراحة كنا مع موعد مميز للسباحة والجلوس على الشاطئ امتد من الثالثة عصرا إلى المغرب، اضافة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على