خطة تدريجية لعودة الكفاءات السورية
يتبادر إلى ذهني دوماً سؤال يتعلق بعودة الكفاءات في الخارج إلى سورية بعد طول غياب ومكوث في بلدان المهجر، لماذا يعود ذلك الشاب بعدما اكتسب خبرة عظيمة ويترك خلفه النهضة والرفاهية والأجور العالية؟ أتراه الحب للبلد وذكريات الطفولة هو الذي يدفعه للعودة يا ترى؟ لم أجد جواباً مبنياً على استبيان لهذا السؤال، أو على الأقل لم أجده حتى الآن. لكن دائماً ما كان الجواب على سؤال الاستقرار في سورية بعد زيارة قصيرة إليها، حالياً، كلا، ربما لاحقاً عندما تتحسن الظروف.
يقف السؤال الصعب ماثلاً كل صباح أمام بلد مزقته الحرب واقتصاد ضعيف وبنية تحتية مدمرة، أتراها تعود الكفاءات البشرية؛ الأطباء والمهندسون والأكاديميون والتقنيون والفنانين والعمّال المهرة، إلى سورية بعد سقوط النظام وبدء مرحلة جديدة من تاريخ سورية بدون الأسد؟ يشكل هؤلاء الأشخاص قيمة تراكمية بنيت على مر الأجيال، وتعويض خروجهم ليس أمراً سهلاً.
6 آلاف طبيب سوري في ألمانيا
مهما كان حجم تدمير البنية التحتية ضربة كبيرة لسورية واقتصادها، يمكن أن يعوّض ويُعاد بناؤه، وربما أفضل مما كان. لكن ماذا عن النزيف البشري! فقد فقدت سورية حوالي مليون إنسان خلال الحرب، وإذا كانت كلفة استعادة البنية التحتية تقدر بمليارات الدولارات، فليس هناك قيمة وكلفة مادية لاستعادة الموارد البشرية.
يقدر عدد اللاجئين والمهاجرين السوريين في العالم حوالي 7 ملايين نسمة موزعين على كل أصقاع العالم. اندمج معظم السوريون في بلاد المهجر، تكيّفوا مع القوانين وتعلّم أطفالهم اللغة واندمجوا بأسلوب الحياة الجديدة. وهو ما يجعل كلفة استعادة هذه الكوادر عالية. تسببت هذه الهجرة في فقدان الكثير من التخصصات، على سبيل المثال، واجهت المشافي مشاكل كبيرة في إيجاد طبيب تخدير في دمشق كلها، واضطر النظام آنذاك إلى إصدار قوانين تحدّ من خروج الكفاءات. في حين ثمة حوالي ستة آلاف طبيب سوري في ألمانيا وحدها.
/> اقتصاد عربي التحديثات الحيةحاكم مصرف سورية المركزي: استبدال العملة يبدأ مطلع 2026
وبرز السوريون في بلدان المهجر، بالأخص في أوروبا وأميركا، ضمن تخصصات عديدة، مثل
ارسال الخبر الى: