من أول خطاب حتى آخر وهم

101 مشاهدة

لغة التحدي حين كان السلاح يتكلم أكثر من الكلمة (2015–2017).
خلال السنوات الأولى من الانقلاب، كانت خطابات الخوثيين تُبنى على أوهام السيطرة التامة، ونغمة الغرور المفرط.
كان عبد الملك الحوثي يطلّ ليعلن أن المناطق التي يسيطر عليها أصبحت سيدة ذاتها، وأن صواريخه تصل إلى عمق القطب المتجمد الشمالي.
وكانت خطابات مهدي مشاط – وإن جاءت أقل شهرة – تردد ذات الصدى: من يعتدي علينا سيدفع الثمن، ونحن أصحاب حق إلهي
اللغة في تلك المرحلة كانت مبنية على اليقين الزائف بأن القوة العسكرية ستحسم المشهد.
كانوا يضحكون أمام الكاميرا، يتحدثون عن صمود أسطوري، ويصوغون أوهامًا دينية لتبرير سلوكهم السياسي.
المكر السياسي كان يظهر في الكلمات، لكن الخوف كان غائبًا، أو بالأصح.. كان لا يُقال.
▪️▪️▪️
المرحلة الثانية: بداية تسرّب التوتر (2018–2020)
في هذه المرحلة، بدأت الجبهات تتآكل، وتحررت بعض المدن المحتلة، وازدادت الأزمات الداخلية لميليشيا الإنقلاب الإمامي ..
هنا تغيرت اللغة:
لم تعد الخطابات تتحدث عن الفتح والنصر، واستبدلت بـ الصبر والثبات، بدأ المشاط يتحدث عمّا يسميه العدوان أكثر من حديثه عن الإنجاز، وبدأت نبرة الشكوى من الحصار والخيانات تأخذ مكان نبرة السيطرة.
في هذه الفترة، لوحظ أن الخطابات باتت تحمل تكرارًا مفرطًا لعبارات دينية متوترة، وكأنها وسادة لغوية تُخفي تحتها شظايا التراجع.
وأصبح التركيز على طاعة القيادة والولاء المطلق لما يُسمّى آل البيت أكثر حدة، في محاولة لتثبيت التفكك الداخلي.
▪️▪️▪️
المرحلة الثالثة: الانكشاف .. حين صار الخوف هو المايسترو (2021–2024)
بعد خسائر أجزاء كبيرة من الحديدة، وتفكك جبهات مأرب، واندلاع الاحتجاجات في مناطق سيطرتهم بسبب الجوع والفساد، بدأ الخطاب الحوثي يفقد جاذبيته داخل قواعده نفسها.
ظهرت نبرة دفاعية جديدة:
نحن محاصرون. الغرب يتآمر. الداخل مخترق. أبناء القبائل خُدعوا
في هذا الجو، برزت لهجة المشاط – تحديدًا – وكأنها تعتذر وتبرر أكثر مما تقود.
باتت لغة الخطاب السياسي تُراوح بين التهديد والرجاء، وكأنها تحاول أن تُقنع المستمع بعدم الهروب من السفينة.
▪️▪️▪️
الذروة: المشهد الأخير أمام الستائر العسكرية (2025)
وأخيرًا..

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح