خارطة الطريق الفرصة الأخيرة لدرء كارثة إقليمية شاملة 

111 مشاهدة

يمني برس | أحمد الضبيبي

تراجُعٌ مريبٌ ومخالف للعهود أبدته المملكةُ السعوديّة عن “خارطة الطريق” للسلام في اليمن.. هذا التملُّص ليس مُجَـرّد نكوصٍ عن التزام واجب، بل هو دفعٌ متعمَّد للمنطقة برمتها نحو كارثة إقليمية شاملة، ستكون لليمن فيها الكلمة الفاصلة والحاسمة، وستجد السعوديّة نفسها الخاسرَ الأكبر بلا منازع.

إن المتابع المتفحّص للسياسات الإقليمية لا يمكنه أن يغفل أوجه الشبه الصارخة والمقلقة بين تصرفات كيان الاحتلال الصهيوني والمملكة السعوديّة.

فكلاهما يتشابه بشكل لافت في الغطرسة والتجبر، وفي الإجرام المنظَّم، والإسراف في القتل والتجويع، وُصُـولًا إلى حَــدّ الإبادة الجماعية – سواء في غزة أَو في اليمن.

كلٌّ منهما يمارس القتل الجماعي بدمٍ بارد، ويستخدم الحصار والتجويع كسلاح حربٍ ممنهج، ضاربًا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

هذه السياسات المتطابقة ليست محض مصادفة عابرة، بل هي نتاج عقلية استعلائية مشتركة تقوم على مبدأ الإفلات المطلق من العقاب، والتفوّق المزعوم، وتستبيح دماء الشعوب لتحقيق مصالحها الضيقة.

ويزداد التشابه بين الطرفين وضوحًا في ممارسة النكث بالعهود والمواثيق، والتهرب من الالتزامات والاتّفاقات.

فكما يتفنّن الكيان الصهيوني في الالتفاف على القرارات الدولية ونقض الاتّفاقات بكل غطرسةٍ وخداعٍ وإجرام، نجد السعوديّة اليوم تحذو حذوه، وتحاول الهروب من “خارطة الطريق” للسلام مع اليمن التي سبق أن التزمت بها.

هذا التملُّص ليس سوى محاولة يائسة للالتفاف على الالتزامات، وإظهار نيّة مبيتة بعدم الرغبة في معالجة الملف اليمني واستحقاقاته كما تعهّدت.

والهدف واضح ومكشوف: استمرار معاناة الشعب اليمني، وإبقاؤه تحت ضغط الأزمة الإنسانية والاقتصادية، كأدَاة ضغط رخيصة ومجرّمة.

ولا يخلو هذا التراجع السعوديّ من دعمٍ خارجي، فقد وجد تشجيعًا رسميًّا صريحًا من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتهرب من خارطة الطريق مع اليمن.

لكن يجب ألا يغيب عن الأذهان أن هذا الدعم ليس “حبًّا في المملكة”، بل هو انتقام سافر من اليمن؛ بسَببِ موقفه الصلب المساند لغزة وللقضية الفلسطينية، ولانخراطه المباشر في “معركة طوفان الأقصى”، وفتح جبهة الإسناد اليمنية في البحرَين الأحمر والعربي.

إن واشنطن وتل أبيب تحاولان، بوضوح، استخدام

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح