حضرموت على موعد مع التحرير زحف جنوبي لإنهاء الاحتلال وتأمين الوادي
الزحف المبارك للقوات المسلحة الجنوبية نحو سيئون، قلب الوادي ومعقل المنطقة العسكرية الأولى، لم يأتِ من فراغ، بل هو استجابة مدوية لنداءات أبناء حضرموت الذين فاض بهم الكيل من عقود الإهمال والفساد، وسنوات من التواطؤ الأمني الذي حوّل مناطقهم إلى مرتع للجماعات الإرهابية وبوابة خلفية لدعم الميليشيات الحوثية.
إنها قصة شعب قرر استعادة أرضه، وجيش لبّى نداء شعبه، ومعركة كرامة تهدف إلى تطهير آخر جيوب الاحتلال اليمني، وطي صفحة المنطقة العسكرية الأولى التي أصبحت خنجرًا في خاصرة الجنوب وأمنه القومي.
هذا التقرير لا يرصد الأحداث فحسب، بل يغوص في جذورها، ويكشف الأبعاد السياسية والعسكرية لعملية تحرير الوادي، ويسلط الضوء على الدور البطولي للقوات الجنوبية، في معركة فرض السيادة واستعادة الدولة.
اقرأ المزيد...*المنطقة العسكرية الأولى: تاريخ أسود ملطخ بالدم*
لم تكن المنطقة العسكرية الأولى، المتمركزة في وادي حضرموت منذ حرب صيف 1994، يومًا قوة لحماية المواطنين أو الحفاظ على استقرار المنطقة،بل مثّلت على الدوام أداة هيمنة سياسية وعسكرية لقوى صنعاء، ورمزًا للاحتلال الذي سعى لنهب ثروات حضرموت وقمع إرادة أبنائها.
تشير التقارير والأدلة الدامغة إلى تورط هذه القوات، التي ينتمي معظم أفرادها وولاءاتها إلى الشمال، في شبكة معقدة من الخيانات ،فبدلاً من مواجهة الميليشيات الحوثية على الجبهات، تحولت إلى حارس لمصالح الفساد وممر آمن لتهريب الأسلحة والمخدرات والمشتقات النفطية التي تصل إلى الحوثيين، مما يطيل أمد الحرب ويهدد أمن الجنوب والمملكة العربية السعودية على حد سواء.
هذا السجل الحافل بالانتهاكات، من قمع المتظاهرين السلميين في سيئون بالرصاص الحي إلى احتضان وتسهيل حركة عناصر التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة، جعل من وجودها خطرًا وجوديًا لا يمكن السكوت عنه وأصبحت معركة تحرير الوادي ضرورة حتمية لا تحتمل
ارسال الخبر الى: