جورج حبش اللقاء الأول مع وديع حداد والبدايات الصعبة 1

٦٣ مشاهدة
هذا الحوار وثيقة مهمة في تجربة جورج حبش ورفاقه الأوائل الذين أسسوا حركة القوميين العرب ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنجزه في الجزائر سنة 1989 شريف الحسيني وسائدة الأسمر حكمت نصار يتعلق في جزء كبير منه بالقيادي المؤسس في الجبهة وديع حداد وخلافه معها ومع حبش ويتضمن تفصيلات مهمة عن البدايات التأسيسية لحركة القوميين العرب وعن الرفاق الأوائل أمثال هاني الهندي ووديع حداد وأحمد الخطيب وصالح شبل وحامد الجبوري ومحسن إبراهيم وأحمد اليماني كما يحتوي معلومات شائقة عن مرحلة النضال السياسي والعسكري ولا سيما عمليات خطف الطائرات التي برع وديع حداد في تخطيطها وتنفيذها علاوة على الانشقاقات اليسارية التي خلخلت تنظيم الجبهة الشعبية بين 1968 و1972 وقد انتشل الزميل صقر أبو فخر هذا الحوار المطول والذي لم ينشر من قبل من أوراقه الفلسطينية وحققه ووضع حواشيه وقدم له تنشر العربي الجديد حلقات منه قبيل صدوره قريبا في كتاب عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وفيما يلي الحلقة الأولى من الحوار شريف الحسيني سنحاول أن نقسم حوارنا إلى فترات الأولى فترة الدراسة الجامعية حيث تعرفت في أثنائها إلى وديع حداد كيف تتذكر تلك المرحلة الحكيم حاولت أن أتذكر في أي يوم وفي أي شهر وسنة التقيت وديع وما هي المناسبة ويؤسفني أن أقول إنني لم أوفق ولكن أستطيع أن أؤكد أن اللحظة التاريخية التي تم فيها ذلك اللقاء كانت في مناسبة عرض القضية الفلسطينية على الأمم المتحدة التي أعقبها صدور قرار التقسيم في سنة 1947 ثم بداية الهجمات الصهيونية على شعبنا في فلسطين وعمليات الطرد التي وقعت في المنطقة الشمالية من فلسطين ثم إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو أيار 1948 وفي ذلك الجو الرسمي والجماهيري الذي واكب تلك الفترة ولا سيما أجواء الطلاب الفلسطينيين والعرب في الجامعة الأميركية في بيروت الذين بدؤوا بالإنشداد إلى قضية فلسطين وبالنضال بالوسائل الممكنة من أجل قضيتهم التقيت وديع وتكررت اللقاءات بعدما أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم وبعد التحركات والتظاهرات التي اندلعت آنذاك احتجاجا على ذلك القرار وإن لم أكن مخطئا فقد تكون مثل تلك التحركات قد بدأت في العام الأسبق لقرار التقسيم أي في عام 1946 حيث كان معروفا أن القضية الفلسطينية سوف تعرض على الأمم المتحدة وأن هناك قرارات قد تتخذ هذه هي اللحظة التاريخية التي التقيت فيها الشهيد الدكتور وديع 1 شريف كنت تسبق وديع دراسيا بسنة واحدة أليس كذلك الحكيم بسنة واحدة نعم شريف التحقت بالجامعة في عام 1944 الحكيم صحيح شريف التحق وديع بالجامعة في سنة 1945 وفي تلك الفترة لم تتعرفا إلى بعض بصفتكما فلسطينيين يفتشان عن وسائل نضالية بل بصفتكما طالبين وفي تلك الفترة كان الدكتور قسطنطين زريق يشرف على حلقات واجتماعات ذات طابع سياسي هل كنت أحد الذين يحضرون تلك الحلقات الحكيم مائة في المائة صحيح شريف هل كان وديع حداد ضمن هذه المجموعة الحكيم حاولت أن أتذكر هذا الأمر ولم أنجح في تأكيده شريف أبو محمود هاني الهندي بدوره لم يجزم في هذا الموضوع الحكيم وأنا لا أستطيع أن أجزم أعرف مائة في المائة أن أبو محمود كان ضمن المجموعة وفيها معتوق الأسمر من نابلس الذي أصبح بعد سنة أو سنتين رئيسا لجمعية العروة الوثقى 2 وكذلك إدمون الباوي من سورية وآخرون ما عدت متأكدا من أسمائهم ولا أعرف على وجه الدقة هل كان الشهيد وديع ضمن هذه المجموعة أم لا كذلك ما عدت متأكدا هل كان الدكتور أحمد الخطيب في عدادهم لأن الدكتور أحمد إذا كان ضمن تلك المجموعة فإنني أرجح بحدود 51 أن يكون وديع ضمن المجموعة إياها فإذا كان الدكتور أحمد ضمن هذه الحلقات يصبح من المرجح أن يكون وديع من ضمنها أيضا وأنا لا أنفي ولا أؤكد لأنني لم أستطع تذكر ذلك بيقين كنا نشعر بأن حزب البعث لا يجيب عن القضايا التي أصبح من المفروض أن تجيب عنها النكبة شريف الدكتور أحمد الخطيب التحق بالجامعة مع وديع حداد في السنة نفسها الحكيم كانا في كلية الطب في الصف نفسه ومعهما الدكتور آمال نفاع 3 وكان واضحا أن كلا منهم له شخصيته آمال لم يكن يتعاطى العمل السياسي المباشر لكنه كان وطنيا سائدة الأسمر يقال إن تلك التحركات كانت تدخل الجامعة الأميركية للمرة الأولى بمعنى أن القضايا السياسية والوطنية لم تكن موجودة في حلقات الطلاب واهتماماتهم التي انحصرت قبل ذلك في الحفلات واللقاءات الحكيم هذا ما كانت تقوله إدارة الجامعة وهذا ما لمسناه في أثناء دراستنا أما جمعية العروة الوثقى فقد كانت قائمة قبل ذلك لكنها كانت جمعية أدبية هدفها الحفاظ على اللغة العربية نحن أعطيناها الطابع السياسي للمرة الأولى في تاريخ الجامعة وهذا الفضل لا يعود إلينا وحدنا وإنما إلى الأحداث التي فرضت نفسها على العالم العربي وعلى الشبان العرب في الجامعة الأميركية ومن ثم ما عاد ممكنا إلا أن يتعاطى الطلاب العرب مع القضية القومية والعمل الوطني وأن يستفيدوا من أي وسيلة في سبيل تلك الغاية وكانت جمعية العروة الوثقى إحدى الوسائل المتاحة لنا شريف هل كنتم تقيمون في حرم الجامعة أم خارجها الحكيم كنت أقيم في البناية الطبية وهو المكان الذي كان يضم طلاب الطب وهذا المكان يقيم فيه الطلاب بعد التحاقهم بالسنة الأولى في كلية الطب الدكتور أحمد الخطيب ولأنه لم يكن في السنة الأولى عندما كنت أنا في السنة الأولى بل في السنة الجامعية الثالثة التي تسبق الدخول إلى السنة الأولى في كلية الطب ولذلك لم يكن يقيم في البناية نفسها أما الدكتور وديع فقد كان أهله يسكنون في منطقة الصنائع في بيروت وكان هو مقيما في منزل العائلة شريف هل كان برنامج الدراسة في الجامعة في ذلك الوقت يتضمن ثلاث سنوات جامعية قبل الدخول إلى السنة الأولى في كلية الطب الحكيم كان برنامج الكلية على النحو التالي عندما ننهي الدراسة الثانوية في فلسطين نقبل في السنة الجامعية الثانية في الجامعة الأميركية فإذا كان الطالب يريد دراسة الطب يلتحق بالسنة الثالثة التحضيرية فيصبح عند ذلك في السنة الأولى طب وتستمر دراسته حتى السنة الخامسة شريف سألت هذا السؤال لعله يساعدني في حساب السنوات بدقة معنى ذلك أن الطالب القادم من فلسطين لا يلتحق بالسنة الجامعية الأولى بل الثانية الحكيم دخلت إلى الجامعة في عام 1944 في السنة الثانية وفي عام 1945 صرت في السنة الثالثة تحضيري طب وفي عام 1946 أصبحت في السنة الأولى طب وفي عام 1947 ترفعت إلى السنة الثانية طب آنذاك اتخذت الأمم المتحدة قرار التقسيم وكنت في السنة الثالثة شريف هل أدت النكبة في عام 1948 وبداية الهجرة الفلسطينية إلى قطع دراستكم الحكيم لا لكن دراستنا باتت قلقة جدا في كل لحظة كنا نفكر أن من الممكن أن نتوقف عن الدراسة إدارة الجامعة اضطرت إلى أن تطلب من الطلاب اليهود القادمين من فلسطين أن يتركوا صفوفهم ويغادروا الجامعة قبل انتهاء السنة الدراسية وأعتقد إن لم أكن مخطئا أن إدارة الجامعة طلبت من الطلاب اليهود أن يغادروا الجامعة جراء تحرك الطلاب العرب أما الأمر الذي لست متأكدا منه تماما فهو أن السنة الدراسية 1947 اختصرت ببضعة أسابيع شريف هل كنت في فلسطين يوم سقوط اللد الحكيم اللد سقطت في يوليو تموز 1948 أي بعد الهدنة الأولى شريف هل كان أهل وديع في لبنان في تلك الفترة الحكيم نعم لأن أهل وديع من شمال فلسطين من صفد وأرجح أن الشمال هجر قبل إعلان قيام إسرائيل في 14 5 1948 أعتقد أن أهل وديع كانوا في لبنان منذ بداية عام 1948 وأنا التقيت وديع على الأرجح من خلال النشاط الذي كنا نقوم به عفويا لنجدة الناس الذين لجؤوا إلى خارج فلسطين أو في التظاهرات التي اندلعت ضد قرار التقسيم سائدة الأسمر كان وديع حداد يتحدث عن اللجان التي أسستموها لاستقبال اللاجئين من فلسطين الحكيم هذا صحيح سائدة هل كان وديع ناشطا فيها الحكيم لا أستطيع أن أجزم لكنني أرجح ذلك سائدة يذكر وديع أنه كان ناشطا فيها الحكيم لذلك قلت إنني التقيت وديع في تلك الأجواء لم تتخذ علاقتنا بالقوميين السوريين علاقة صدام بل حلت في محله نقاشات عن القومية السورية في مقابل منطلق القومية العربية شريف كان إبراهيم أبو دية أحد موضوعات الاستقطاب وقد تجمعتم حوله وحول من كان معه أمثال محمد خليفة أبو عبد الله بعد إصابة إبراهيم أبو دية ونقله إلى العلاج في مستشفى الجامعة الأميركية الحكيم أصيب إبراهيم أبو دية 4 في معركة القطمون في القدس وهذه المعركة وقعت في عام 1948 أتذكر أننا تعرفنا إلى إبراهيم أبو دية في العام الدراسي الذي بدأ في أكتوبر تشرين الأول 1948 شريف هل كانت لديكم فكرة عن إنشاء تنظيم سياسي في تلك الفترة الحكيم الأمر المتبلور في تلك الفترة هو التظاهر والاحتجاج وما إلى ذلك والوسيلة الوحيدة المتاحة هي جمعية العروة الوثقى وكذلك محاضرات الدكتور قسطنطين زريق التي كانت تهدف إلى تأسيس حركة قومية عربية تتصدى للقضية الفلسطينية وللنهضة العربية عامة شريف هل كان لحزب البعث وجود في الجامعة في ذلك الوقت الحكيم نعم شريف هل كان البعث يطرح هذه الفكرة وهل كنتم أنت ووديع حداد وأحمد الخطيب وهاني الهندي ميالين إليه في تلك الفترة أم لا الحكيم نعم فالبعث أسس قبل نكبة فلسطين لكن كنا نشعر بأن حزب البعث لا يجيب عن القضايا التي أصبح من المفروض أن تجيب عنها النكبة وعلى سبيل المثال لم نكن نشعر بأن البعث يولي أي خصوصية للقضية الفلسطينية ثم كانت لدينا أحاسيس تشير إلى أن هذا العدو لا بد من مواجهته بالعنف والبعث لم يكن في هذا المناخ وكنا نشعر بأن البعث في ضوء مقاييسنا وطريقة تفكيرنا في تلك الفترة لا يجيب عن اعتقادنا بأن هناك خيانة عربية رسمية حصلت هذه الأمور كلها كانت تشعرنا بأن البعث ليس كافيا لنا للعمل السياسي انطلاقا من مركزية القضية الفلسطينية وضرورة العنف لمواجهة خيانة الملك عبد الله ونوري السعيد وجميع الخيانات التي ارتكبت في سنة 1948 في الواقع كان ميشال عفلق يتردد إلى بيروت ويعقد بين وقت وآخر ندوات ضيقة وكان السؤال الرئيس الذي يطرح علينا آنذاك خاصة بعد النكبة هو سؤال المواجهة والتصدي للنكبة بالعنف في ذلك الوقت كنا نتدرب بدنيا في جبال لبنان وعسكريا على بارودة صيد وهذا يدل بقطع النظر عن صحته الآن على توجه مختلف عن توجه حزب البعث وكنا نرى في الوقت نفسه أن هناك ما يجمعنا مع البعث كاعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية وهي المظهر الرئيس للفلسطينيين والعرب أنظمة وجماهير أما التوجه القطري الذي تغلغل في وعي كثيرين في السنوات الأخيرة والذي ساعدت الثورة الفلسطينية فيه فلم يكن واردا لدينا نحن والبعث معاهدة سايكس بيكو وضرورة إفشال نتائجها وقضية النهضة العربية وأن فلسطين جزء من الأمة العربية هو ما كان يعتلج في ضمائر الناس وعواطفهم وعقولهم وكنا نشعر أن هذا ما يجمعنا مع البعث خصوصا شعار الوحدة والحرية لكن البعث لم يكن يشدد كثيرا على ما استجد في عام 1948 شريف ذكرت أنكم كنتم تخرجون في الصيف إلى جبال لبنان وتتدربون على بارودة صيد وعلى الملاكمة هل كان هذا التحرك بقرار وممن هل كانت لكم مساهمة في أي نشاط رياضي في داخل الجامعة فالمعروف أن وديع كان رياضيا في أثناء دراسته الثانوية هل تابع في الجامعة مثل هذا النشاط الحكيم أما في ما يخص وديع فلا أستطيع أن أجيب عن هذا الموضوع لأن الحدث السياسي كان هو الطاغي على نشاطنا معا شريف هل كان مطعم فيصل المركز الرئيس في لقاءاتكم آنذاك الحكيم نعم كان مطعما صغيرا نضرب مواعيدنا فيه حين نحتاج إلى خلوة ووشوشة بيني وبين أحمد الخطيب مثلا أو بيني وبين وديع حداد فإن ذلك كان يجري غالبا في مطعم فيصل شريف عندما تدربتم على بارودة صيد هل كان هناك تفكير في القيام بأعمال عسكرية ردة فعل على ما حصل في فلسطين أو مثل نسف المدرسة اليهودية على سبيل المثال الحكيم في تلك الفترة كان هناك أكثر من إطار في ما يخصني ويخص أبو محمود هاني الهندي أولا كان هناك الإطار التنظيمي السياسي غير المتبلور الذي يتمثل بحلقات قسطنطين زريق التي انقطعت بعد النكبة الإطار الثاني كان جمعية العروة الوثقى التي من خلالها كنا نعبر عن عواطفنا وأفكارنا واستعدادنا وكان الإطار الثالث في ذلك الوقت الشباب القومي العربي خصوصا عندما نتصل بالمدارس الثانوية والجامعة اليسوعية لبلورة نشاط طالبي لا يقتصر على الجامعة الأميركية وحدها ثم هناك الإطار الرابع والأخير وهو كتائب الفداء العربي كتائب الفداء العربي مسألة وحدها الأطر الأخرى كانت تهدف إلى القيام بنشاط سياسي وجماهيري أبو محمود وأنا قلنا إن هذه الأطر غير كافية وهذه الأطر هي التي تحركنا من خلالها بين 1947 و1951 في عام 1951 بعد فشل تجربة كتائب الفداء العربي أصبحت هناك مجموعة تفكر في تأسيس منظمة جديدة صارت تعرف فيما بعد باسم حركة القوميين العرب لكن التشابك الحاصل في ذهني بين هذه الأطر الأربعة خاصة عندما تضيف إليها الإطار الخامس في بداية التفكير في تأسيس حركة القوميين العرب لم أستطع حسمه كنت أقول لعل أبو محمود هاني الهندي يستطيع أن يحسمه لأننا عشنا التجربة معا وهذا التشابك بين الأطر كلها أبو محمود كان يداوم على حضور حلقات زريق ولكنه لم يكن يحب أن يكون قياديا في إطار العروة الوثقى بل كان من المجموعات التي تخطط لتنظيم إطار أبعد من نطاق الجامعة الأميركية ومن كتائب الفداء العربي وكان فاعلا جدا في إطار حركة القوميين العرب واستمر فاعلا في كتائب الفداء الغربي خلال تلك السنوات الثلاث طبعا في عام 1948 انتهى إطار زريق وأنا ما عدت أذكر أي ندوات عقدت وكانت تعقد في النادي الثقافي العربي الذي كان على رأسه شاب لبناني اسمه رامز شحادة أعتقد أن زريق تأثر سلبا بما حصل كانت النكبة مفاجأة له ومن ثم أنهى موضوع الندوات أما نحن فكنا ما زلنا شبانا فحافظنا على جمعية العروة الوثقى إطارا للتحرك الطالبي في لبنان حتى إن بعضا منا حافظ حتى على كتائب الفداء العربي وفي عام 1951عندما شعرت هذه المجموعة أنها على وشك التخرج وفي ضوء فشل تجربة كتائب الفداء العربي بدأت التفكير جديا في موضوع تأسيس حركة القوميين العرب كنت حين نحتاج إلى خلوة ووشوشة بيني وبين أحمد الخطيب مثلا أو بيني وبين وديع حداد فذلك كان يجرى غالبا في مطعم فيصل شريف هل كنتم إلى جانب التظاهر والعمل السياسي في تلك الفترة تقومون بنشر كتابات في الصحافة المحلية فضلا عن مجلة العروة الوثقى فقد ذكرت في معرض حديثك صحيفة التلغراف التي كان يصدرها نسيب المتني وصحيفة الحياة التي كان يصدرها كامل مروة في بيروت الحكيم صحيح أنا عندما قرأت ذلك على لسان صالح شبل غبطته على هذه الذاكرة كانت التلغراف تنشر لنا بعض المقالات 5 لا أدري تماما كيف أننا في ذلك الوقت كنا نريد التدرب على السلاح والقتل والضرب وكنا في الوقت نفسه متنبهين إلى الكتابة وتنمية كفاءات صحافية وإثارة الرأي العام كانت هناك عفوية حتى بداية عام 1950 أما في عام 1951 فقد أصبح لنا هدف محدد شريف هل كانت الكتابات تتم بانتظام أم مجرد مبادرات الحكيم عندما بدأت المجموعة تلتقي كان في ذهنها موضوع تأسيس حركة القوميين العرب وأعتقد أننا كنا نطلب من رفاق محددين الكتابة في التلغراف التي كان يصدرها نسيب المتني وهي الصحيفة الوحيدة المفتوحة لنا آنذاك ثم كانت صحيفة الحياة وكنا نحاول أن نستفيد من أي باب حتى من باب بريد القراء شريف هل كان وديع حداد ناشطا في هذا المجال الحكيم هل أنت متأكد أن نشرة الثأر صدرت في عام 1952 أم في عام 1951 شريف لا لست متأكدا لكن يتبين من الأعداد التي بين أيدينا أنها بدأت بالصدور في عام 1952 هل كانت تصدر بشكل بغير انتظام في الفترة الأولى يبدو أنها كانت تصدر مرة في كل أسبوعين الحكيم نعم مرة في كل أسبوعين أنا لا أستبعد أن تكون قد بدأت بالصدور في عام 1951 شريف هل كان لوديع ضمن نشاط العروة الوثقى مساهمات في الكتابة والخطابة والمهرجانات أم لا الحكيم وديع كان فاعلا جدا في العروة الوثقى وفاعلا جدا في الإطار الطالبي العام وفاعلا جدا في نواة حركة القوميين العرب أستثنيه من كتائب الفداء العربي لم يكن وديع يميل أو يندفع إلى الكتابة كان يندفع إلى الفعل الميداني وإلى القضية المالية أو قضية تنظيم مهرجان أو توزيع منشور بعد طباعته والتدقيق في الإيصالات هذا كان ميدانه الأساس منذ أن عرفته طبعا كان هناك حد أدنى من الواجبات التي بدأنا نفرضها على الإخوة منذ أن بدأنا نفكر في تأسيس حركة القوميين العرب مثل المطالعة والكتابة لكن وديع لم يكن مشدودا إلى هذا الميدان واتضح هذا الأمر عندما انتقلنا إلى الأردن حيث عملت معه ليلا ونهارا وكنا ننام في سرير واحد في العيادة كان طبعا ينفذ واجبات المطالعة لأننا كنا صارمين جدا يجب أن نقرأ وأن يقرأ لكن ميله لم يكن إلى هذا الجانب شريف ذكرت حزب البعث في تلك الفترة فيما الشيوعيون والسوريون القوميون كانوا موجودين طبعا في تلك الأجواء الموقف من الشيوعيين كان معروفا وأنت تذكر أحد حفلات جمعية العروة الوثقى حين وقع صدام مع الشيوعيين أصيب خلاله شفيق الحوت وأدخل إلى المستشفى كيف كانت العلاقة بالسوريين القوميين في تلك الفترة وأنا أسأل هذا السؤال لأن الدكتور أحمد الخطيب يقول إن أحد الكتب التي كنتم تطالعونها كان كتاب كفاحي لهتلر السوريون القوميون كانوا أيضا متأثرين بهذا النهج ألم تكن هناك محاولة من السوريين القوميين لالتقاطكم أم هل كانت الفكرة العربية متبلورة لديكم وكنتم تدركون ذلك الحاجز بينكم الحكيم على هامش موضوع كفاحي صحيح أننا كنا نطالعه لكن الصحيح أيضا أننا كنا نطلب من المجموعة مطالعة جميع الأفكار قلنا يجب أن ندرس كتاب كفاحي وتجربة موسوليني ولينين يجب أن ندرس كل شيء ونقرأ القرآن ونعرف تراثنا في ذلك الوقت لا تستطيع القول إننا كنا نطالع في خط محدد بل كنا نطالع جميع التجارب أما فيما يتعلق بالفارق بين علاقاتنا بالشيوعيين من ناحية والسوريين القوميين من ناحية ثانية فقد كان الموقف السياسي للشيوعيين يفرض علينا تصنيفهم لأن ردة فعلنا على مواقفهم كانت هي نفسها ردة فعل المواطن الفلسطيني والعربي العادي وطن يغتصب وهذا ظلم ومن ثم علينا أن نثور ضد هذا الظلم عندما كنا نجد فلسطينيا أو عربيا يرفع شعار الصلح مع إسرائيل وتأييد قرار التقسيم لم تكن عقولنا قادرة على استيعاب ذلك وتلقائيا نعتبر ذلك الموقف ضربا من الخيانة على الرغم من خوضنا بعض الحوارات معهم هذا هو الموقف من الشيوعيين أما الموقف من السوريين القوميين فكان مختلفا هم معنا في القضية الفلسطينية لكن في ذلك الوقت كانت القضية العربية والاتجاه العروبي عميقين لدينا ولم نكن نتصور أن نصبح ضمن فكر السوريين القوميين ولعل هذا ما يفسر لماذا لم تتخذ علاقتنا بالقوميين السوريين علاقة صدام بل حلت في محله نقاشات عن القومية السورية في مقابل منطلق القومية العربية في 1951 بعد فشل تجربة كتائب الفداء العربي أصبحت هناك مجموعة تفكر في تأسيس منظمة جديدة صارت تعرف فيما بعد باسم حركة القوميين العرب شريف هل كانت المنافسة هي قاعدة انتخابات العروة الوثقى في ذلك الوقت الحكيم تنافس حاد جدا شريف كيف كان الاستقطاب يتجسد هل كنتم كتيار قومي مع البعث في مقابل الشيوعيين مثلا أم كانت هناك قوى أخرى الحكيم في انتخابات الأعوام 1948 1950 ولا سيما في الانتخابات التي أجريت في نهاية عام 1949 كانت هناك ثلاث قوائم قائمة الشباب القومي العربي وهذا هو اسمنا آنذاك وقائمة الشيوعيين وقائمة ثالثة حيادية ربما كان فيها صبحي غوشة وعاطف دانيال من اللاذقية وكان بعثيا وكانت المعركة حامية الوطيس بكل معنى الكلمة وهنا يؤسفني القول إن إدارة الجامعة كانت تراقبها مباشرة وكنت أشعر أحيانا أنها ترتاح للصراع وكان ذلك يؤلمني لكن في الوقت نفسه كنا نشعر بأن لا بد من ربح المعركة ضد الشيوعيين ثم بعد ذلك نواصل معركتنا ضد الإدارة شريف كانت المنطقة تعج في هذه المرحلة أي بعد عام 1948 بالتظاهرات والتحركات السياسية والجامعة الأميركية كونها مركزا طليعيا كانت التظاهرات تنطلق منها ويتذكر بعض الأشخاص أن وديع حداد اعتقل أو كسرت رجله في إحدى التظاهرات هل تتذكر تلك التظاهرة الحكيم حدث ذلك في عام 1951 كما أعتقد وهذه الحادثة أذكرها جيدا للسبب الآتي عندما تخرجت في الجامعة التقينا كلنا هاني الهندي وأحمد الخطيب ووديع حداد وصالح شبل وحامد الجبوري 6 لأنني كنت أول واحد من المجموعة أتخرج تخرجت في يونيو حزيران 1951 ومن هنا صار المطلوب مني أن أقرر ماذا سأعمل وكان الجواب هو أن أحاول البقاء في الجامعة لأدرس لأن من المفيد أن نبقى معا لنعمق هدفنا ومن المفيد أن يبقى تنظيمنا قويا في الجامعة الأميركية حتى بعد ما يتخرج الآخرون وهذا هو النقاش الذي دار آنذاك إذا لم أكن مخطئا واستقر الرأي على أن أعمل في الجامعة الأميركية ولربما كان هناك سبب آخر لكنني لست متأكدا منه إذ إنني اتهمت ليس زورا وبهتانا بمحاولة التخطيط لاغتيال الملك عبد الله ومن ثم سأواجه عند ذهابي إلى الأردن مشكلة ولهذه الأسباب كلها وحتى لو كانت المشكلة المتعلقة بوجودي في الأردن قد حلت كانت هناك فتاة في ذلك الوقت متحمسة لأكون في الأردن وسعت في هذا الأمر ونجحت استنادا إلى البراءة التي أخذتها من المحاكم السورية في شأن كتائب الفداء العربي شريف في يوليو تموز عام 1951 الحكيم نعم ولم يكن موضوع محاولة اغتيال الملك عبد الله قد اتضح تماما وعلى هذا الأساس قدمت طلبا للتدريس في دائرة الهيستولوجيا علم الأنسجة الذي يرأسها البروفيسور شانكلين فقبلوا طلبي لأن شانكلين كان لديه انطباع جيد عني في ضوء نتائج السنة الأولى حين لم يكن موضوع النكبة وقرار التقسيم قد فرض نفسه علي وكنت متفرغا لدراستي ومنذ السنة الأولى رحت أساعده في الأبحاث كما كنت أساعد أستاذ الكيمياء الحيوية أيضا المهم قبل البروفيسور طلبي بحماسة شديدة في السنة التي تخرجت فيها في نهاية عام 1951 وقع حدث كبير كان يتطلب منا أن نتظاهر فاتخذنا قرار التظاهر ولكن علي أن أكون وراء الستار باعتباري أستاذا وحين انطلقت التظاهرات فإذا بالشرطة تحيط بالجامعة بشكل مكثف جدا جدا جدا وشددت السلطات الأمنية على أن التظاهرة يجب ألا تخرج من نطاق الجامعة واتخذت كل الإجراءات بما في ذلك تربيط البوابة الطبية بجنازير ووقف الجنود متراصين لمنع هذا التحرك كنا نصر على أن القيادة يجب أن تكون في الأمام دائما إنها مفاهيم جميلة في ذلك الوقت ومن ثم جاء وديع حداد وأحمد الخطيب لمواكبة التظاهرة أنا كنت أراقب التظاهرة باعتباري أستاذا لكنني كنت أغلي في داخلي ولم يكن واضحا هل سنربح المعركة أم لا لم أستطع الابتعاد عن الميدان بل وجدت نفسي أدفع الباب الحديدي معهم ولما فتح الباب غمرنا شعور بالنصر ثم جاء بعد ذلك الضرب ضرب وديع على رأسه واعتقلوه ثم اعتقلوني أنا أيضا وجاءت والدة وديع وراحت تردد عجبك هيك هذا هو الحادث الذي أذكره إبان احتجاجنا على الأحلاف التي كانت تريد ربط المنطقة العربية بالدوائر الاستعمارية في بداية عام 1952 قدمت استقالتي لأتفادى مجيء البروفيسور شانكلين أو البروفيسور غنطوس عميد كلية الطب ليحاسباني فقلت لهما فورا لا أستطيع الاستمرار في العمل وقد اعتقلنا ثلاثة أو أربعة أيام فقد كان النظام اللبناني نظاما ليبراليا في ذلك الوقت ولم يكن ثمة بطش وكبت من النوع الذي نشهده الآن لدى الأنظمة العربية رجعية كانت أم وطنية بعد فشل تجربة كتائب الفداء العربي أصبحت هناك مجموعة تفكر في تأسيس منظمة جديدة صارت تعرف فيما بعد باسم حركة القوميين العرب شريف هل فصل وديع حداد من الجامعة وهل فصلت أنت الحكيم أما أنا فلم أفصل من الجامعة بل كانت هناك صدامات دائمة مع الإدارة وإنذارات وكنت خائفا من أن تستند الجامعة إلى ما تكشف من معلومات عن كتائب الفداء العربي وعن صلتي بها في دمشق وبيروت 7 لكن عندما كشفت الأسماء في قضية كتائب الفداء العربي وجرت المحاكمة اضطررت إلى الابتعاد عن محيط الجامعة كليا نحو شهر أو شهرين وأذكر أنني اختفيت في محلة البسطة لدى شاب يدعى منير سنو لأن أصدقائي راحوا يقولون لي إن أديب الشيشكلي سيرسل من يختطفك مادمت تدرس في الجامعة وهي مكان معروف ومكشوف فاضطررت إلى الاختفاء لكن بعد شهر أو شهرين بدأت المحاكمة وأعلنت الأحكام فقل الخوف لدي من أن يعمد الشيشكلي حقا إلى إرسال مجموعة لاختطافي من بيروت إلى دمشق ورجعت إلى الجامعة كنت أتوقع في تلك الفترة أن تتخذ إدارة الجامعة من المحاكمات حجة لفصلي لكنها لم تفعل بل على العكس فقد ساعدني الأساتذة ومنهم الأستاذ توفيق الشخشير وهو لبناني على تجاوز فترة الانقطاع المؤقتة وأود أن أقول إنني مررت في جمعية العروة الوثقى بعدة مراحل الأولى كنت فيها نائب الرئيس حين كان الرئيس هو إدمون الباوي من سورية وفي المرحلة الثانية كنت رئيس اللجنة التنفيذية في الجمعية شريف الحسيني في الفترة التي كنت فيها طالبا في كلية الطب هل كانت مدة الدراسة خمس سنوات ثم يلتحق المتخرج بسنة تخصص الحكيم لا أنا حاولت بعد التخرج أن أدرس بينما وديع غادر بعد تخرجه في يونيو 1952 إلى الأردن مباشرة والدكتور أحمد الخطيب تخرج في يونيو 1952 وذهب فورا إلى الكويت شريف اشتغل وديع في مصح الدكتور شارل نخو 8 الحكيم نعم لكن هذا كان جزءا من السنة الدراسية الخامسة فعمل في المصح شهرين وهي فترة التدرب وأنا عملت في مستشفى في طرابلس في الميناء وأعتقد أن الدكتور أحمد عمل أيضا في ذلك المستشفى نحو شهرين شريف إذا أنت لم تكمل عملك في الجامعة هل قدمت استقالتك الحكيم نعم وسبقت وديع إلى عمان وهيأت العيادة ربما قبله بنحو ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر وربما أقل وعندها جاء وديع وحامد الجبوري إلى العيادة حاولت بعد التخرج أن أدرس بينما غادر وديع بعد تخرجه في يونيو 1952 إلى الأردن مباشرة وأحمد الخطيب تخرج وذهب فورا إلى الكويت شريف هل ذهبت إلى الأردن في ذلك الوقت بموجب قرار حركي الحكيم ذهبت في سياق خطة في ذلك الوقت كنا نجتمع ونتخذ القرارات كنا نبحث في تلك الاجتماعات المطالعات التي طالعناها أولا ونبحث من يكتب التعليقات ثم ندرس النشاط الذي سنقوم به في الحركة الطالبية في لبنان وفي نشاطنا المستقبلي كان الأمر واضحا في ذهني أي أن أبقى سنة في الجامعة بعد التخرج ثم أغادر إلى الأردن ثم يأتي وديع إلى الأردن وكلها قرارات جماعية ومغادرة حامد الجبوري إلى الأردن كانت قرارا أيضا وبقاء صالح شبل مسؤولا في لبنان هو قرار وذهاب هاني الهندي أبو محمود إلى سورية هو قرار كذلك وذهاب أحمد الخطيب إلى الكويت ليؤسس فرعا للحركة هناك هو قرار في ذلك الوقت كنا مجموعة بلا اسم محدد ولم نكن نجرؤ على أن نقول إننا سنؤسس شيئا جديدا كان هناك حزب البعث وغيره وكان علينا أن ننجح في إعطاء مثال ملموس جديد وحينذاك يحق لنا أن نتصدى لتأسيس تجربة جديدة وكانت مقاييسنا في ذلك الوقت مقاييس مسلكية بالدرجة الأولى بمعنى أننا كنا مستعدين للتضحية ومستعدين لأن ننخرط في صفوف الناس وأن نحيا حياة بسيطة وعلى سبيل المثال كان الدكتور أحمد الخطيب يدفع راتبه كله للحركة باستثناء عشرة دنانير كان يتقاضى مائة دينار كويتي ويتبرع بتسعين دينارا للحركة وكان الدكتور وديع وحامد الجبوري على استعداد للذهاب إلى الأردن وكنا نريد أن نبرهن أننا أكفاء هذا هو المقياس الأول أما المقياس الثاني فهو أننا نريد أن نبلور نظرية جديدة وكيف نستفيد من التجارب السابقة وما هي الضمانات المطلوبة هذه الموضوعات التي كنا نبحث فيها في أثناء وجودنا في الجامعة وأذكر في هذا الشأن أنني كنت أكتب بعض المقالات في نشرة الثأر 9 ولا أوقعها وكنا نبحث موضوعا رابعا هو المستقبل الاستراتيجي أي تأسيس منظمة صار اسمها فيما بعد حركة القوميين العرب كانت المرحلة الأولى مؤلمة وأحداثها مرة وغنية جدا في الوقت نفسه وأطرها متشابكة جدا حلقات قسطنطين زريق كانت إطارا وجمعية العروة الوثقى كانت إطارا ثانيا والشباب القومي العربي أو الحركة الطالبية اللبنانية اعتمدت إطارا وكتائب الفداء العربي إطارا رابعا 10 وربما في 1950 1951 بدأنا نفكر في الإطار الذي قادنا إلى حركة القوميين العرب وكنا نطرح على أنفسنا السؤال التالي هناك بعثيون وكنا على صلة ببعضهم وكنا نقول لهم هل نستطيع بهذه البنية أن نحارب العدو الصهيوني والهاغاناه أذكر أيضا ولم نكن نصدق أن هناك أناسا تذهب لتسهر وتنفق 100 ليرة لبنانية في ذلك الوقت لماذا لا يأتون إلينا بهذا المبلغ لنشتري كذا وكذا هذه المقاييس الحسية كنا مشدودين إليها ووديع كان على رأس من يشدد على السلوك في الوقت الذي كان صالح شبل وهاني الهندي أبو محمود يؤكدان أن أي حركة يجب أن يكون لها أفق ولا يقتصر الأمر على العمل والميدان والممارسة فحسب كنا مركبا جيدا Compound وليس خليطا Mixture أبو محمود هاني الهندي وصالح شبل كانا يمنحان قيمة للجوانب النظرية أذكر على سبيل المثال أن صالح كتب محاضرة واعتمدناها وكان السؤال الرئيس فيها لماذا فشلت الأحزاب العربية وهذا موضوع أساسي تكمن فيه أسباب وجودنا لماذا نريد أن نقوم بعمل ما لأن الأحزاب الشيوعية العربية فشلت وهذه هي أسباب فشلها وهو ما يبرر لنا أسباب وجودنا وديع وأحمد كانا يركزان على الممارسة وشعارهما هو شعار لينين خطوة عملية واحدة أفضل من دزينة برامج وكنت أحاول أن أجمع كل ما هو إيجابي لدى الفريقين هوامش 1 في 2 4 1947 تقدم المندوب البريطاني في الأمم المتحدة بمذكرة يطلب فيها إدراج الوضع في فلسطين على جدول أعمال الجمعية العامة وبناء على هذه المذكرة شكلت الأمم المتحدة لجنة خاصة بفلسطين أونيسكوب وقد انتهت تلك اللجنة إلى التوصية بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية القرار 181 29 11 1947 وعلى الفور أعلنت بريطانيا أنها ستنهي الانتداب في 15 5 1948 وتسحب قواتها من فلسطين في ذلك التاريخ 2 أسست جمعية العروة الوثقى في نطاق الكلية الانجيلية السورية الجامعة الأميركية في بيروت لاحقا في سنة 1917 وكانت غايتها في الأساس تطوير الآداب والفنون لطلاب الجامعة وقد اقترض المؤسسون الاسم من مجلة العروة الوثقى التي أصدرها في باريس جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في سنة 1884 لمواجهة الاحتلال البريطاني لمصر بعد فشل ثورة أحمد عرابي في سنة 1882 وكان أول رئيس للجمعية وواضع نشيدها الأول الدمشقي ابراهيم الدادا أما مؤلف نشيدها الثاني فقد وضعه الشاعر السوري جلال أمين زريق في عام 1923 ووضع نشيدها الثالث الشاعر اللبناني عبد الرحيم قليلات في سنة 1936 واستقر الوضع منذ سنة 1938 على النشيد الذي نظمه سعيد عقل ولحنه الأخوان أحمد ومحمد فيلفل 3 آمال نفاع أبو خلدون شيوعي أردني تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1954 واعتقل في سجن الجفر الأردني في سنة 1957 وتوفي في سنة 2018 4 ولد ابراهيم أبو دية في بلدة صوريف قضاء الخليل في سنة 1920 شارك في ثورة 1936 تحت قيادة عبد الحليم الجيلاني وانضم إلى جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني في سنة 1947 أصيب في معركة رامات راحيل 17 5 1948 بعدة رصاصات استقرت في عموده الفقري الأمر الذي أدى به إلى الشلل جاء إلى بيروت في سنة 1949 للعلاج وكان يرافقه باستمرار محمد نمر عودة ومحمد خليفة وتوفي في بيروت في 6 3 1952 5 اغتيل نسيب المتني في 8 3 1958 فكان ذلك الحادث الشرارة التي أشعلت ثورة عام 1958 ويزعم ويلبر كرين إيفلاند في كتابه حبال من رمال بيروت دار المروج 1985 أن الاستخبارات السوفياتية هي التي اغتالت نسيب المتني ص 183 لأنه كان يتعاون مع جهاز الاستخبارات البريطاني sis أو Secret Intelligence Services 6 ولد حامد الجبوري في مدينة الحلة بالعراق في 1 3 1932 والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت سنة 1948 وفي أثناء دراسته عرفه جمال الشاعر إلى ميشال عفلق وانضم إلى حزب البعث العربي وكان من رفاقه محمد عطا الله وعبد المجيد الرافعي استقال من حزب البعث بعد اعتقال ميشال عفلق غداة انقلاب حسني الزعيم في سورية 1949 انضم إلى الشباب القومي العربي مبكرا فاعتبر أحد مؤسسي حركة القوميين العرب في طورها الأول عاد وانضم رسميا إلى حزب البعث في سنة 1966 وأصبح وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية في سنة 1968 وتدرج منذ ذلك التاريخ في مناصب متعددة إلى أن أعلن انتقاله إلى صفوف المعارضة العراقية في سنة 1993 توفي في 18 12 2017 7 كتائب الفداء العربي منظمة سورية أسسها في سنة 1949 جهاد ضاحي للانتقام ممن أضاع فلسطين وكان قوامها ناجي الضلي وجودت ضاحي ومحمد علي النويلاتي ونجيب كحيل وعاصم الشيخ وفتحي كيتكاني وأديب نصور وآخرين وفي دمشق تعرف هؤلاء إلى مجموعة مصرية لاجئة إلى سورية تضم حسين توفيق ابن اللواء توفيق باشا وكيل وزارة الدفاع في مصر وعبد القادر عامر حفيد أحمد عرابي وعبد الرحمن مرسي ومصطفى كمال الدفراوي وهؤلاء كانوا أعضاء في الحرس الحديدي الذي أشرفت عليه ناهد يوسف وزوجها يوسف رشاد طبيب الملك فاروق وهم الذين اغتالوا أمين عثمان في سنة 1946 وفروا إلى سورية وقد انضم هؤلاء جميعا إلى كتائب الفداء العربي وكان هاني الهندي حلقة الوصل بينهم ويقول جورج حبش إن هاني الهندي هو من أطلعه على قصة كتائب الفداء العربي وضمه إليها أنظر جورج حيش صفحات من سيرتي النضالية بيروت مركز دراسات الوحدة العربية 2019 ص 65 وقد نفذ أعضاء الكتائب عدة عمليات منها محاولة اغتيال الكولونيل ستيرلينغ في دمشق في سنة 1949 نفذ العملية جودت ضاحي وعبد القادر عامر وفتحي كيتكاني ونسف مدرسة الاليانس في بيروت قام بالعملية جهاد ضاحي وهاني الهندي وعاصم الشيخ وطارق الخضيري وإلقاء عبوة ناسفة على السفارة البريطانية في دمشق جودت ضاحي وبهجة العلبي وإلقاء عبوة أخرى على السفارة الأميركية في دمشق حسين توفيق وعبد القادر عامر وعباس الخرسان ونسف الكنيس اليهودي في دمشق جهاد ضاحي وفتحي كيتكاني وموسى حمدان ولما أراد حسين توفيق وعبد القادر عامر اغتيال أكرم الحوراني وأديب الشيشكلي رفض هاني الهندي وجهاد ضاحي هذا الأمر فانفردت المجموعة بهذه العملية ففشلت واعتقل كثيرون بمن فيهم هاني الهندي ولما خرج هاني الهندي من السجن ذهب إلى بيروت والتقى جورج حبش وعملا معا على تأسيس مجموعة الشباب القومي العربي التي أصبحت في ما بعد حركة القوميين العرب وبهذه السيرة لم تكن كتائب الفداء العربي سلفا لحركة القوميين العرب بل تجربة من تجارب هاني الهندي وبصورة عابرة إحدى تجارب جورج حبش 8 ولد شارل نخو في بيروت في سنة 1917 والده نعمة نخو من مواليد الناصرة في سنة 1877 وهو أحد أشهر أطباء الأمراض الصدرية والتدرن الرئوي وترأس مصح هملين في قرية الشبانية وقد ورث شارل نخو والده وتخصص في جراحة الرئتين ومعالجة التدرن في مصح ضهر الباشق في لبنان 9 في صيف 1952 تألفت في بيروت هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل وهذه الهيئة أصدرت نشرة الثأر في 20 11 1952 وتألفت هيئة التحرير من صالح شبل ثابت المهايني أديب قعوار عدنان فرج مصطفى بيضون سمير صنبر وتوقفت الثأر في سنة 1957 وكان علي ناصر الدين ألقى محاضرة في طرابلس الشام في نيسان ابريل 1951 بعنوان الثأر وجمعته علاقة وثيقة بجورج حبش وهاني الهندي ووديع حداد فلما ارادت مجموعة الشباب القومي العربي إصدار مجلة تعبوية اختارت اسم الثأر راجع احمد الخطيب الكويت من الامارة إلى الدولة بيروت الدار البيضاء المركز الثقافي العربي 2007 ص 78 10 في آذار مارس 1950 التقى جورج حبش وهاني الهندي ميشال عفلق في دمشق وعرضا عليه جعل كتائب الفداء العربي الجناح العسكري لحزب البعث ولم يتوصل الثلاثة إلى اتفاق في هذا الشأن لأن عفلق طلب من حبش والهندي أن ينضم أعضاء كتائب الفداء العربي إلى حزب البعث أفرادا لا مجموعة وحين يصبح الجميع في داخل الحزب رفاقا متساوين يمكن دراسة مقترحات العمل المسلح ثم التقى ميشال عفلق في منزله في بيروت كلا من جورج حبش وهاني الهندي وموسى حمدان وعلي منكو وعبد الغني النابلسي وبرهان حماد وناجي الضلي وكان عبد المحسن القطان مع عفلق ولم ينجم أي اتفاق عن ذلك اللقاء أيضا راجع جمال باروت حركة القوميين العرب دمشق المركز العربي للدراسات الاستراتيجية 1997 ص 47 51 أما الخلاف فتركز في نقطتين الأولى مركزية قضية فلسطين لدى كتائب الفداء العربي في حين كان البعث يركز على حركة التحرر الوطني في بقاع العالم العربي كله والثانية موضوعة الاشتراكية التي كان ميشال عفلق يراها ضرورية جدا في سياق النضال الجماهيري في سبيل العدالة الاجتماعية فيما كان حبش يرى أن مثل هذه الأفكار ما تزال مبكرة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح