جواسيس وقحاء

84 مشاهدة

عندما تكون الخيانة وجهة نظر، وتصير العمالة فهلوة وأسلوب حياة، والجاسوسية مجرد مهنة، فقل على الأوطان السلام، وأقرأ على يمننا العزيز الفاتحة.
لكن هذا ليس موضوعنا هنا، موضوعنا هو تسجيل بعض الملاحظات المزعجة التي لفتتني في الكشف الأخير الذي أعلنته صنعاء عن شبكة جواسيس تديرها غرفة مخابرات أمريكية إسرائيلية سعودية مشتركة :
ثلاثة في ثلاثة :
أولاً – إن أياً من هؤلاء الجواسيس لم يُستدرج استدراجا، ثم يكتشف لاحقاً أنه قد تورط ويصبح جاسوساً إلا بعد أن وقع في الفخ، أو يقع بتدبير في موقف ما، ثم يعود ذلك الجهاز بابتزازه وتجنيده، كما تفعل عادةً أجهزة المخابرات في اصطياد عملائها، على العكس تماماً نجد أن هؤلاء في الغالب هم من بادروا للعمل مع هذه الأجهزة من أنفسهم وهم يعلمون ما يفعلون، أو على الأقل إن لم يبادر بعضهم، فقد استجاب لأول عرض عُرض عليه بحماس غريب، ومن دون أي وجل أو تردد.
ثانياً – الإخلاص العجيب في الخيانة: أي أنهم في معظمهم كانوا يؤدون كل ما يُطلب منهم من مهام بتفان ملحوظ، من دون أن يُظهر أحدهم أي تذمر أو خوف أو يحاول مرة أن يتملص من أي مهمة توكل إليه، أو أن يؤديها بأي كيفية لمجرد أن يخلص فقط، على العكس هؤلاء – كما ظهر من اعترافاتهم المتلفزة- كانوا متفانين على نحو مقرف في خياناتهم، ويحرصون على إنجاح تأدية أي مهمة توكل اليهم من غير أي نقاش، وأحياناً يعيدون أداءها أكثر من مرة لضمان نجاحها على أكمل وجه، بل ويتطوعون من أنفسهم بإسداء النصائح وتقديم المشورة الطوعية لمشغليهم بما يضمن النجاح التام.
ثالثاً – لم يظهرون أي شعور من قبلهم بالندم: لا بعد تورطهم في أي مهمة ورؤيتهم لنتائج عملهم من دمار ودماء للمدنيين الأبرياء من شيوخ من رجال وأطفال ونساء من قومهم وبني جلدتهم، ولا حتى الآن بعد وقوعهم في أيدي أجهزة الأمن، لا تشعر من خلال اعترافاتهم بأي شعور من قبلهم بالندم أو الخجل أو العار بما

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح