جبل الرب السامعي 3

في فترة من فترات الدول اليمنية القديمة كانت تعمد بعض الدول إلى بناء المعابد في أعلى قمم الجبال حفاظاً عليها من التدمير أثناء الصراعات والحروب والغزو، ومنها هذا البيت، وبيت المُتْخلي القريب منه على الجبل الآخر، ولهذا الأخير قصة أخرى.
ولأن اليمنيين القدماء كانوا يعبدون الكواكب فلربما بنوا معابدهم على قمم الجبال ليكونوا أكثر قرباً منها، أو تجلياً لمعرفة المزيد منها وتأثيراتها والنظر إليها بوضوح تام من قمم الجبال.
لكن أشهر المعابد اليمنية على الإطلاق وهي معبد أوام ومعبد برآن ومعبد المقه في صرواح، أنشئوا في قلب مارب السهلاوي، وكذلك المثل معبد الجَنَد القريب من معبد جبل الرب في سامع، والذي يقوم جامع الجند اليوم على أنقاضه، بحسب المؤرخ مطهر الإرياني.
يذكر لي الأستاذ المرحوم مطهر الإرياني أن مكان جامع الجند في الأساس هو مكان لمعبد قديم. (نقاش بينه وبين الكاتب ولم يدون في أيٍّ من كتبه التاريخية).
أرجح أن الجند كانت عاصمة لدولة السكاسك القديمة، وأن معبد الجند كان معبداً لها، فلا تُذْكر السكاسِك إلا وذكر معها الجند في قلبها، ثم ماوية، ثم شعوبها المحيطة في المعافر بشكل عام، وكذلك محافظة إب السفلى حتى أسفل جبل سمارة؛ إذ لا تزال كثير من الأماكن تسمى بمناطق السكاسِك، ولا تزال هذه الدولة مجهولة التاريخ والأحداث حتى اليوم.
يبدو للبيت/ المعبد في قمة ذلك الجبل أهمية كبيرة في التاريخ اليمني القديم، وخاصة تاريخ المعافر، قبل الفترة الحميرية بكل تأكيد، وهي الفترة المعافرية أولاً، ثم القتبانية ثانياً التي ترجع معظم نقوش المنطقة ولُقاها الأثرية إليهما، عدا نقش نعيم العريقية في سربيت الذي يعود لمنتصف القرن الأول قبل الميلاد لعهد سبأ وذي ريدان بحسب الإرياني؛ فهو حدد الشخصيات بوضوح، وهي كليب شمر يهحمد حاكم المعافر، وكاتبه إل شرح أشوع، ونعيم العريقية.
وكذلك فقد ذكر إله المطر الكائن في أعلى الجبل في منطقة تسمى النّعْرة من جبل و ن ب، وهذا النقش والوصف يعزز من ذكر الإله في نقش المكيال السابق.
أما نقش الصلو ونقش
ارسال الخبر الى: