بل هو ثمن بقاء نتنياهو خارج القضبان

62 مشاهدة

وراء ستار الدخان المتصاعد أحياناً والخافت أحياناً أخرى بين طهران وتل أبيب، تكشف المعادلة الحقيقية عن وجهٍ آخر مُرّ: حربٌ لا تُقاس بصراع حدودٍ أو صواريخ عابرةٍ، بل بفاتورة سياسية يدفعها الشرق الأوسط دماً وخراباً لتمويل هروب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من سجنه المُنتظر. نتنياهو، المُحاصر بقضايا فساد واحتيال خانقة وتلقي رشاوى من رجال أعمال، يحوّلُ جبهة غزة الساخنة منذ ما يقرب من عامين إلى ساحة تمثيل دامية تُلهي شعبه عن محاكمته، وتُحوّل أنظار العالم عن ملفّاته. واستمرار الصراع مع إيران رغم هدوئه بعد معركة الـ 12 يوم هو الورقة الأخيرة في مسرحيته؛ ليرتمي في أحضان الدعم الغربي، خاصّة الأميركي، مستلهماً ذريعة الخطر الوجودي ليُبقي قضبانه السياسية مفتوحة، بينما تُدفع الكلفة الحقيقية من دماء الأبرياء واستقرار المنطقة.

بحسب أرقام وكالة أنباء هرانا الإيرانية، تكبّدت إسرائيل خسائر مالية فادحة تجاوزت 28 مليار دولار بسبب النزيف الاقتصادي والإنفاق العسكري، بينما تتراوح خسائر إيران ما بين 1.5 إلى 3 مليارات دولار بسبب تراجع ضخّ النفط والدمار الذي لحق بالمنشآت الحيوية، نفطية ونووية وموانئ وغيرها، خلال فترة الحرب الخاطفة، لكنّ الثمن الأقسى كان بشرياً: 639 قتيلاً و1329 جريحاً إيرانياً، يقابلهم 24 قتيلاً و838 جريحاً إسرائيلياً. هذه الأرقام ليست نتاج حرب عابرة، بل فاتورة عنادٍ، فإصرار نتنياهو الأعمى على إطالة أمد حرب غزة لتحويل الأنظار عن ملفّات فساده والتماس الدعم الغربي قد حوَّل المنطقة إلى ساحة استنزاف، والدماء إلى عملة رخيصة تُدفَع من أرواح الشعوب.

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قفزة مروّعة في ميزانية الدفاع الإسرائيلية من 60 مليار شيكل عام 2023 إلى 99 مليار شيكل في 2024، مع تسونامي من المتوقّع أن يصل إلى 118 مليار شيكل (31 مليار دولار) عام 2025. هذه النسبة الصاعقة، أي نحو 7% من الناتج المحلي، لا تُضاهيها سوى أوكرانيا الغارقة في حرب مع الدبّ الروسي منذ 2022. لكنّ شبح الانهيار يتربَّص كبركان خامد، ففي ظلّ ركود النموّ وتضخّم العجز، يحذِّر خبراء الاقتصاد داخل دولة الاحتلال من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح