فلسطين حرة تعني دولة شبيهة بحكم طالبان تحكمها حركة حماس الفاشية سلمان رشدي 20 5 2024 ليس جديدا توظيف الرهاب من المسلمين والتمييز ضدهم في تبرير الاستعمار الغربي فتقويض إنسانية الآخر وشيطنته من أهم أدوات إحكام السيطرة على الشعوب والتنكيل بها لذا نرى حاليا هجمة إسلاموفوبية شرسة دفاعا عن إسرائيل مع معاداة الشعب الفلسطيني فمن الكاتب البريطاني العنصري دوغلاس موراي إلى الروائي البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي ينخرط مثقفون في توظيف الإسلاموفوبيا لتبرير حرب الإبادة الإسرائيلية ورفض حرية الفلسطينيين وتحررهم أحيانا بحجة التوجه الأيديولوجي لحركة حماس لكنها في معظمها انطلاقا من الدفاع عن إسرائيل والسياسات الأميركية لا توجد قواسم مشتركة بين موراي ورشدي فالأول يميني معروف بكراهيته الإسلام واحتقاره المسلمين والآخر مسلم ويعي تماما عدالة القضية الفلسطينية لكنه اختار منذ أكثر من عقدين استرضاء الغرب وترويج السياسات الأميركية ابتداء من حرب العراق وصولا إلى إعلانه العداء لإقامة دولة فلسطينية في تماه تام مع قادة إسرائيل والصهاينة في واشنطن في حالة موراي الذي تتسابق محطات التلفزة لمقابلته ومراكز أبحاث أميركية وأوروبية لاستضافته وبخاصة بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى هو عنصري يجاهر دائما بتحريضه ضد المسلمين في بريطانيا ويرى كما شرح في كتابه الدفاع عن الغرب أن المسلمين خطر على المجتمعات وعلى الحضارة الغربية فهو يستهجن وجود مسلمين يشوهون أحياء المدن البريطانية ويلوثونها لمجرد أنهم مسلمون عليه يعتبر أن إسرائيل خط الدفاع الأول عن الحضارة الغربية تماما كما كان يبشر به زئيف جابوتنسكي أحد أهم مؤسسي قادة الحركة الصهيونية ومنسجما مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول يوم للحرب على غزة بأن هذه الحرب صراع بين الخير والشر وبين الحضارة والمتوحشين وعليه طلع علينا موراي من المنظور نفسه مبررا لإسرائيل ما ترتكبه من احتلال وقتل واقتلاع للشعب الفلسطيني بوصفه ضروريا لحماية الحضارة الغربية ليس لأن حركة حماس إسلامية بل لأن ممثلة الحضارة إسرائيل تقوم بدورها في هزيمة المتوحشين لذا أصبح مواري من أهم ممثلي الدفاع عن إسرائيل تستعيض به وسائل الإعلام الغربية عن مسؤولين أو كتاب إسرائيليين فلديه ما يطلق عليه لهجة أكسفورد والملامح الأوروبية أي أنه يجسد التفوق العنصري للرجل الأبيض ارستقراطي المظهر للدفاع عن جرائم حرب باسم أخلاق الغرب الحضارية وأخلاقياته المشتركة مع إسرائيل يردد سلمان رشدي ما يبثه الصهاينة والسياسيون اليمينيون وبعض الليبراليين الذين يغطون عداءهم للفلسطينيين تحت شعار خطر الإسلام السياسي وتنظيمي الدولة الإسلامية داعش والقاعدة أما رشدي فهو قصة أخرى لا ينطلق من الإسلاموفوبيا بل من قرار اتخذه في خدمة الحكومات الغربية وبالأخص الأميركية ورغبة بالانتماء إلى الحضارة الغربية حتى لو أصبح بوقا للسياسات الاستعمارية فقد بدأ مسيرته مناصرا بليغا للقضية الفلسطينية وانقلب عليها في بدايات الألفية الثالثة وكان المبرر الذي يصر مناصروه عليه هو الفتوى الإيرانية بإهدار دمه بعد صدور روايته آيات شيطانية في 1988 لكنه مبرر مرفوض إذ كان رشدي من المدافعين عن القضية الفلسطينية عن قناعة كما ارتبط بصداقة قوية مع المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد والمثقف اليساري الأميركي من أصول باكستانية إقبال احمد إضافة إلى أن سعيد وأحمد وكتابا عربا ومسلمين أعلنوا تضامنهم مع رشدي بصوت عال قولا وكتابة ودافعوا عن حقه بالتعبير والحياة في وجه الفتوى الإيرانية بدأ الإعجاب برشدي قبل إصداره الرواية المثيرة للجدل آيات شيطانية فروايته الأولى العار كانت نقدا عميقا للنخبة الباكستانية ومثلت الثانية أطفال منتصف الليل تشريحا سياسيا واجتماعيا لتاريخ الهند لكن انقلاب رشدي الفكري والسياسي إلى حد تقمص شخصية الاستشراقي الاستعماري وضعه في خانة معادية تماما وإن كان ذلك ليس حجة للفتوى الإيرانية ولا لمحاولة قتله التي أفقدته البصر فهذه جريمة اعتداء بشعة ومدانة فهو ليس كالسياسيين الشعوبيين اليمينيين ولا يشبههم لكنه عمليا يكمل دورهم ويعطيهم لكونه مسلما مصداقية يفتقدونها هم وقادة إسرائيل المهم أن رشدي يردد ما يبثه الصهاينة والسياسيون اليمينيون وبعض الليبراليين الذين يغطون عداءهم للفلسطينيين تحت شعار خطر الإسلام السياسي وتنظيمي الدولة الإسلامية داعش والقاعدة وهم يعرفون حقيقة كذبتهم فحق تحرر الشعوب غير مشروط بشكل الحكم والصحيح أننا نأمل بفلسطين ديمقراطية لكن هذه المقولات تعني قبول القتل اليومي وهدم المنازل والاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي وتشريد الفلسطينيين ودعما وقحا لمشروع استيطاني إحلالي عنصري لفلسطين وتوقيت مثل هذه المقولات التي يتبناها بعض الليبراليين هو تواطؤ بل ومشاركة في حرب الإبادة ومحاولة محو هوية الشعب الفلسطيني هناك فرق بين معارضة التيار الإسلامي أيديولوجيا والتقصير في مواجهة أدوات الاستعمار والصهيونية يدافع هؤلاء أنفسهم ويدعمون الابارتهايد الكولونيالي في فلسطين وحتى إنهم يبررون قتل الأطفال كما فعل أستاذ العلوم السياسية جرايمي وود في مقال في مجلة أتلانتيك الأميركية في 17 الشهر الماضي مايو أيار بادعائه أن قتل الأطفال يكون قانونيا متهما المنظمات الدولية بتقديم بيانات غير صحيحة عن عدد الأطفال الذين قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة منطلقا من التصريحات الإسلاموفوبية نفسها ليستغل تخويف الإنسان الغربي من الإسلام والمسلمين لتقويض إنسانية الفلسطيني وضحايا الحروب الأميركية المشكلة أن بعض العلمانيين العرب وأعتبر نفسي علمانية يتبنون بعض هذه المقولات التي تحذر من دولة فلسطينية إسلامية أو من انتصار حركة حماس في المواجهة يختلف هؤلاء في رؤاهم فبعضهم يعادي الشعب الفلسطيني بحجج مختلفة ويتمنى بعضهم الآخر خسارة حماس في المواجهة مع إسرائيل ليس من قبيل عدم التضامن مع الشعب الفلسطيني وإنما من قبيل الخوف من استقواء التيار الإسلامي في العالم العربي بانتصار المقاومة الفلسطينية حسم من يعادون القضية الفلسطينية من المثقفين العرب موقفهم مع إسرائيل أما الخشية من انتصار الإسلام السياسي في حال انتصار حماس فهو موقف قصير النظر إذ إن انتصار إسرائيل كارثة على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أي أن هناك خشية من استشراء الإسلاموفوبيا بمعنى الرهاب من التيار الإسلامي بين الأحزاب والمثقفين تؤدي إلى نتيجة الإسلاموفبيا العنصرية الغربية نفسها وإن اختلفت الدوافع أدعو المثقفين العرب إلى اتخاذ موقف حازم حيال الإسلاموفوبيا واستغلالها لتمرير حرب الإبادة الإسرائيلية فهناك فرق بين معارضة التيار الإسلامي أيديولوجيا والتقصير في مواجهة أدوات الاستعمار والصهيونية