تقلبات وول ستريت هل تفقد تجارة ترامب زخمها

١٩ مشاهدة
رغم التحذيرات من أن الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن تاريخيا وأن الزخم الذي اكتسبته فور اكتساح دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية قد ينحسر خلال الفترة المقبلة لكن عشرات مليارات الدولارات تتدفق على صناديق الأسهم وسط رهان على ارتفاع سعر كل شيء من أسهم شركات التكنولوجيا والتصنيع العملاقة إلى العملات المشفرة إذ يراهن العديد من المستثمرين على أن هذه الأصول ما يزال لديها مجال للركض وتتجه الأنظار إلى سوق الأسهم هذا الأسبوع بعدما انخفضت مؤشرات السوق يوم الجمعة الماضي لتختتم أسوأ أسبوع منذ أكثر من شهرين إذ فقدت ما تعرف بـ تجارة ترامب زخمها فضلا عن رهانات المستثمرين على أن البنك الفيدرالي سيضطر إلى إبطاء وتيرة تيسير السياسة النقدية وتتوقع مؤسسات مالية ومحللون أن يتراجع زخم ارتفاع الأسهم الأميركية خلال فترة ما بعد الانتخابات وسط شروع المستثمرين في جني الأرباح ومع بدء تلاشي النشوة الأولية بشأن أجندة ترامب الداعمة لقطاع الأعمال بدأ المستثمرون بحساب تكاليف خططه المالية وإمكانية تأثيرها على التضخم ومؤشرات الاقتصاد الكلي وانخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 2 1 خلال الأسبوع الماضي وتراجع مؤشر ناسداك 100 لأسهم التكنولوجيا بأكثر من 3 وسجلا أكبر انخفاض أسبوعي منذ الفترة المنتهية في 6 سبتمبر أيلول وفي تعاملات الجمعة وحده انخفضت أسهم جميع الشركات العملاقة التي توصف بـالعظماء السبعة باستثناء تسلا التابعة للملياردير إيلون ماسك مع تراجع أسعار أسهم أمازون وإنفيديا وميتا بأكثر من 3 وعانت شركة بلايد ماتيريالز أكبر شركة أميركية لتصنيع معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية أشباه الموصلات أسوأ انخفاض لسعر سهمها خلال شهر بعد توقعات مخيبة للآمال للإيرادات وذكر بنك سيتي غروب في مذكرة أن ارتفاع أرباح مؤشري إس آند بي و راسل قد يدفع نحو جني الأرباح في المدى القريب ما قد يقلص فرص حدوث مزيد من الارتفاع وكان المستثمرون قد رفعوا رهاناتهم على صعود أسعار الأسهم الأسبوع الماضي ليرتفع الانكشاف على مؤشر إس آند بي 500 إلى أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات ويتركز الشراء في مؤشر ناسداك 100 ذي الثقل لشركات التكنولوجيا ومؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة وارتفع مؤشر إس آند بي 500 إلى مستوى قياسي بدعم التفاؤل من استفادة الأصول المحلية من مقترحات أميركا أولا التي قدمها ترامب كما أعطت ما يطلق عليها عمليات التداول المرتبطة بفوز ترامب دفعة لأسهم الشركات قليلة رأس المال التي يرجح أن تحظى بدعم من موقفه المؤيد للحمائية التجارية لكن المحلل في بلومبيرغ جون أوثرز أشار في مقال له إلى ضرورة الحذر في ما يتعلق بتعامل سوق الأسهم مع فوز ترامب لافتا إلى أن الأسهم التي كان من المرجح أن تستفيد خلال إدارة ترامب وليس من البديل الديمقراطي شهدت ارتفاعا كبيرا بينما لا ينبغي للسياسيين أن يحكموا على أنفسهم من خلال أداء سوق الأوراق المالية وأضاف من الضروري توخي الحذر في هذا الشأن إذ إن أسعار الأصول متقلبة بالفعل إلى الحد الذي يجعل من غير الحكمة استخلاص الكثير من الاستنتاجات في الوقت الحالي رغم ارتفاعها بقوة بعد الانتخابات ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال فقد توافد على صناديق الأسهم في الأسبوع التالي لإعلان فوز ترامب رؤوس أموال بوتيرة نادرة منذ عام 2008 فقد أدى ارتفاع السوق الصاخب منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني الجاري إلى ارتفاع سعر كل شيء من أسهم شركات التكنولوجيا والتصنيع العملاقة إلى العملات المشفرة ورغم التحذيرات من توجه السوق إلى التصحيح واعتبار تداولات يوم الجمعة الماضي مؤشرا على ذلك لا يزال العديد من المستثمرين يراهنون على أن لدى سوق الأسهم مجالا للركض واستقطبت صناديق الأسهم المتداولة في البورصة والصناديق المشتركة الأميركية ما يقرب من 56 مليار دولار في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء الماضي وهو ثاني أكبر حصاد أسبوعي في السجلات يعود إلى عام 2008 وفقا لبيانات لمؤسسة إي بي إف آر غلوبال التي تتعقب تحركات الأموال واجتذبت مثل هذه الصناديق تدفقات لمدة سبعة أشهر متتالية وأبدى العديد من المستثمرين تفاؤلا باستمرار السوق في الصعود إذ يتوقعون ضرائب أقل وقيودا تنظيمية أقل خلال فترة ولاية ترامب الثانية وقال دومينيك ريزو مدير محفظة التكنولوجيا في شركة تي رو برايس غروب للخدمات المالية إن التعريفات الجمركية يمكن أن تعزز التصنيع الأميركي مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي ويشرف ريزو على أسهم إنفيديا للرقائق الإلكترونية وشركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى وبعد ارتفاع كبير لأسهم هذه الشركات لا يزال متفائلا كما قال المستثمر في سوق الأسهم جو جونسون 37 عاما وفق وول ستريت جورنال إنه خاض في أسهم ساخنة بما في ذلك إنفيديا وتسلا ومايكروستراتيجي للعملات المشفرة وقد تضخمت محفظته هذا العام وهو يشعر بالرضا عن السوق لدرجة أنه يفكر في ضخ أمواله في الأسهم وأضاف أنا متفائل بشأن السوق النشوة التي يشعر بها الجميع مبررة وأعرب عن تحمسه لرئاسة ترامب متوقعا أن تفيد سياساته أعماله الصغيرة في ولاية ماريلاند حيث ينشط في بيع أدوات صيانة القوارب وأجزاء المحركات والأغطية الواقية لكن بعض مراقبي السوق يحذرون من أن المستثمرين قد يكونون سريعين للغاية في التمسك بالسياسات التي يمكن أن تعزز الأسواق بينما يتجاهلون الخطط التي قد تثير التضخم وتقلبات السوق وقال البعض إن الأسهم تبدو باهظة الثمن بعد ارتفاعها الأخير وقد وصفت سافيتا سوبرامانيان المحللة الاستراتيجية في بنك أوف أميركا معنويات السوق والمواقف في مذكرة للعملاء بأنها صعودية بشكل خطير وبين المراهنين على مواصلة السوق الصعود والخائفين من موجة تصحيحية تدفع الأسهم إلى الهبوط هناك من يتحركون بحذر خلال هذه الفترة عبر انتقاء القطاعات التي ستحقق دعما مستداما وفق محللين على سبيل المثال ربما تؤجج التعريفات الجمركية التضخم وتضر الشركات متعددة الجنسيات الكبرى في حين قد تستفيد الشركات الصغيرة ذات التوجه المحلي إلا أن تشديد قوانين الهجرة قد يؤدي إلى زيادة تكاليف العمالة ما يضغط على الشركات الصغيرة كما أنه يمكن أن يعزز موقف ترامب المؤيد للطاقة التقليدية الإنتاج ما قد يخفض أسعار النفط بينما قد تجد الجهود الرامية إلى إلغاء سياسات الرئيس جو بايدن الداعمة للطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية صعوبة في الحصول على موافقة الكونغرس وتوقع إريك كلارك مدير محفظة في شركة أكيوفست غلوبال أدفيزورز لإدارة الأصول والخدمات المالية أن يبدأ المستثمرون النشطون باستخدام أدوات تحليل دقيقة للتمييز بين الصناعات لمعرفة الشركات والصناعات التي قد تستفيد الآن وأقدم كلارك بالفعل على تحركات من هذا القبيل حيث باع بعض أسهم شركات التكنولوجيا والخدمات المالية بعد ارتفاع أسهم البنوك والصناعات والطاقة والتكنولوجيا الكبرى خلال الأيام الماضية واشترى أسهما في شركات التجزئة الفاخرة والسلع الاستهلاكية الأساسية التي كانت منخفضة وسط هذا الارتفاع وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ وشهدت أسهم الشركات الصغيرة ارتفاعا في الأيام التالية لإعلان فوز ترامب ويبدو أنها في وضع مناسب حيث يقيم المتداولون تأثير سياسات الرئيس المنتخب المحتملة وتستفيد هذه الشركات التي تعتمد على السوق المحلي من دعوات الحمائية الاقتصادية كما أن تخفيضات الضرائب على الشركات قد تكون مفيدة لها واقترح ترامب فرض ضريبة تراوح بين 10 و20 على الواردات عامة من مختلف دول العالم لتصل إلى 60 على السلع المصنعة في الصين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح