أعرب الصحفي اليمني البارز عادل المدوري عن تفاؤله الحذر إزاء التحول الملحوظ في لهجة البيان الأخير الصادر عن السفارة الأمريكية وسفارات دول الاتحاد الأوروبي، والمتعلق بتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المناطق الشرقية من اليمن.
وأشار المدوري إلى أن هذا البيان يأتي في سياق متغير يعكس تحولًا محتملًا في النهج الدولي حيال القضايا السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد.
وأوضح المدوري أن البيانات السابقة لهذه الجهات كانت تقف عند حد الدعوة إلى التهدئة وعدم التصعيد كلما أقدم الانتقالي على أي تحرك شرقًا، خصوصًا عندما بلغت قواته محافظة حضرموت أو غيرها من المحافظات الشرقية.
لكن البيان الأخير جاء مميزًا بتوجه جديد حيث ركّز بشكل واضح على ضرورة التوحد لمواجهة الحوثيين، وهو ما اعتبره المدوري مؤشرًا على تغيير في الأولويات الدولية تجاه الملف اليمني.
وفي تحليله لهذا التحول، اعتبر الصحفي اليمني أن هذه اللغة الجديدة قد تكون بمثابة رسالة دعم ضمنية لاتفاق الرياض، الذي تم توقيعه برعاية أمريكية-سعودية في نوفمبر 2019. وأوضح أن الاتفاق الذي نصَّ على إعادة هيكلة القوات العسكرية والأمنية في الجنوب، بما في ذلك خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من محافظة حضرموت، قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذا البيان.
وأشار المدوري إلى أن الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب كانتا من أبرز الداعمين لهذا الاتفاق، مما يجعل التحرك الدولي الحالي يبدو وكأنه محاولة لإعادة تعويمه وتجنب أي تصعيد محتمل بين المنطقتين العسكريتين الأولى (الشمالية) والثانية (الجنوبية).
ومع ذلك، أكد المدوري أن تفاؤله بهذا التحول لا يعني أنه ينبع من ثقة كاملة بالنية الدولية.
فهو يرى أن هذه الخطوة قد تكون مدفوعة بأولويات سياسية واستراتيجية تتعلق بمواجهة الحوثيين الموالين لإيران، أكثر من كونها انحيازًا حقيقيًا لتحقيق الاستقرار الشامل في اليمن.
انتقاد موقف السفارات تجاه الأوضاع الإنسانية
على الرغم من هذا التفاؤل الحذر، وجّه المدوري انتقادًا حادًا إلى السفارة الأمريكية وسفارات الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ما وصفه بـالمعيب في موقفها تجاه الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المحافظات المحررة.
وقال إن هذه الجهات