أن تضرب صواريخ إيرانية تل أبيب

٢٩ مشاهدة
قطع الحرس الثوري الإيراني حالة صمت كانت سائدة في طهران سيما خلال الأسابيع الماضية وقصف فجأة ومن دون مقدمات أو لفت انتباه قواعد عسكرية إسرائيلية في معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ التي تسبق الصوت فلم يكن لدى المستوطنين الوقت الكافي ما بين الاستجابة لنداء الجبهة الداخلية والنزول إلى الملاجئ ووصول الصواريخ إلى سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة والقواعد العسكرية الجوية الإسرائيلية المستهدفة دحض الحرس الثوري الشكوك والنيات كلها التي اتهمته وإيران بالتقاعس عن الرد أو الثأر لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل حين كان ضيفا على الجمهورية وكذلك الرد أو الثأر لأمين عام حزب الله حسن نصر الله وقائد فيلق القدس في لبنان اللواء عباس نيلفروشان اللذين اغتالتهما إسرائيل في ضربة جوية دمرت فيها أحياء كاملة في الضاحية الجنوبية لبيروت وسقط فيها أيضا مئات الشهداء من السكان المدنيين ووجه الحرس ضربته الصاروخية بكل سرية فاجأت القيادة العسكرية الإسرائيلية والعالم واستهدف القواعد الجوية والاستخباراتية التي كانت ضالعة في عمليات الاغتيال والقتل وأعلن الحرس الثوري المسؤولية عن الضربة وشدد على أن أي رد إسرائيلي عليها سيواجه بضربة أكثر قسوة وتدميرا وسيستهدف البنى التحتية في كيان الاحتلال مستعيدا بذلك قوة الردع التي انتشى بها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو في ضوء جرائمه واغتيالاته بحق اللبنانيين وملقيا الحرس الثوري الكرة في الملعب الإسرائيلي لناحية تطور الأمور والانزلاق بالمنطقة إلى حرب إقليمية واسعة تغير فعلا وجه المنطقة بشكل كامل والحقيقة أن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي سعى جاهدا في ضوء فشله في تحقيق أي من أهدافه في عدوانه على غزة إلى إعادة خلط الأوراق في المنطقة والعمل بشكل حثيث لإدخالها في حرب واسعة تشترك فيها قوى إقليمية ودولية وفي طليعتها الولايات المتحدة لأنه ما زال يعتبر أن الحل والخلاص الوحيد له شخصيا ولكيانه المأزوم إشعال هذه الحرب وإعادة خلط الأوراق ولذلك تجاوز منذ قرابة الشهرين بعد تيقنه من هزيمته في غزة الخطوط الحمر كلها والقواعد التي كانت تحكم المواجهة والاشتباك وفعل سياسة الاغتيالات التي بدأها باغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر 30 يوليو تموز 2024 وفي صباح اليوم التالي اغتيال هنية في طهران وتوج ذلك باغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله 27 سبتمبر أيلول وراح بعد ذلك يعلن بكل صلافة أنه يريد أن يغزو لبنان بريا ويغير وجه الشرق الأوسط برمته انطلاقا من لبنان وأطلق لطائراته العنان في قتل المدنيين وارتكاب المجازر وتهجير السكان بشكل جماعي وتوعد دول المنطقة كلها من على منبر الأمم المتحدة وقبالة هذه التطورات وهذا المشهد المفعم بالغطرسة الإسرائيلية كان لا بد من رد ومن تحرك يعيد التوازن إلى المنطقة أو يفتح الأمور فيها على الاحتمالات كلها هل انزلقت إيران إلى تحقيق رغبة نتنياهو في إشعال حرب إقليمية واسعة بإطلاق صواريخ على قواعد عسكرية إسرائيلية في فلسطين المحتلة قررت إيران الرد على إسرائيل لأن ذلك بات ضرورة للحفاظ على قوة إيران ودورها الإقليمي وباتت المنطقة مفتوحة على الخيارات كلها الحقيقة لم يكن أمام إيران خيارات كثيرة فبعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق نيسان إبريل الماضي وبعد اغتيال هنية في طهران وبعد اغتيال نصرالله في بيروت وبعد الشعور بالنشوة والعمل لفرض الإرادة الإسرائيلية على المنطقة كلها وجدت إيران نفسها أمام خيارين أن تظل معتصمة بالصمت وبالتالي ستظل كرة النار تتدحرج صوبها آكلة من رصيدها وصولا إلى تجريدها من مكامن قوتها المتمثلة بحلفائها في المنطقة وبذلك ستتحول لاحقا إلى نمر من دون أنياب وتصبح لقمة سائغة للوحش الإسرائيلي وبذلك تخسر حلفاءها وتخسر نفسها لاحقا أيضا أو أن تذهب إلى الحرب علها توقفها وتعيد هي أيضا خلط الأوراق بما يحافظ على قوتها وردعها وبما يقطع الطريق على أي تحرك داخلي لقوى معارضة يمكن أن يصدع رأسها بدعم من خصومها وأعدائها خاصة أن إيران تدرك أيضا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا في المنطقة تشغلها وتصرفها عن اهتمامها الأساسي في أوكرانيا أمام هذا الواقع وهذه التحديات قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذهاب إلى خطوة الرد الصاروخية وكان جادا لأنها باتت ضرورة للحفاظ على قوة إيران ودورها الإقليمي ولأنها خط الدفاع الأول عن طهران وكذلك فإن إيران جادة أيضا في تهديدها بضرب البنية التحتية الإسرائيلية في حال رد كيان الاحتلال على الضربة الصاروخية فمنطق الأمور بالنسبة إلى إيران لم يعد يحتمل الصمت والانتظار باتت المنطقة الآن مفتوحة على كل الخيارات وتنذر بحرب واسعة ومدمرة تعيد خلط الأوراق ورسم الخرائط من جديد بالفعل إلا إذا عادت لغة التسويات وتقدمت وهذا لن يكون إلا حال استشعار الجميع حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها الطرفان المتصارعان الشيء الوحيد الثابت أمام هذه الأحداث والتطورات أن منطق الظلم والتسلط لا يمكن أن يدوم إلى الأبد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح