لا تصمت عن قول الحق فالصمت أول أبواب الانكسار

27 مشاهدة

لم يعد الصمت في عالم اليوم خيارًا محايدًا أَو موقفًا رماديًّا، بل أصبح فعلًا سياسيًّا بامتيَاز، يحمل دلالات خطيرة تتجاوز حدود الفرد لتصل إلى مصير الأُمَّــة كلها.. ففي زمن تتكاثر فيه الضوضاء، وتتصارع فيه الروايات والحقائق، بات السكوت عن الظلم أشبه بمنح تفويض مفتوح للطغيان كي يتمدد ويترسخ.

لقد أثبتت التجارب الحديثة أن الصمت لا يطفئ نار الفتن، ولا يخفف من وطأة المؤامرات، بل يمنح القوى المعتدية فرصة أوسع لإعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحها.

الحكمة التي تقول: “لا تصمت عن قول الحق مهما كان مرًا؛ فعندما تضع لجامًا في فمك سيضعون سرجًا على ظهرك” ليست مُجَـرّد عبارة، بل هي توصيف دقيق لواقع عربي مرير، حَيثُ اختارت بعض الأنظمة التواطؤ أَو الصمت إزاء الجرائم الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين ولبنان واليمن، معتقدة أن تجنب المواجهة يحميها من الخطر.

لكن النتائج جاءت عكس ذلك تمامًا.

فالصمت العربي والإسلامي الطويل تجاه ما تعرض له اليمن منذ عام 2015 لم يمنع النار من الوصول إلى غيره؛ بل امتدت المخطّطات إلى السودان وليبيا وغيرها، في تأكيد واضح على أن من يظن أنه بمنأى عن العدوان لم يفهم طبيعة المشروع الأمريكي والإسرائيلي الساعي إلى تفكيك الأُمَّــة وإغراقها في صراعات لا تنتهي.

إن السكوت عن الظلم لا يطفئ الشر، بل يستدعيه.

سياسيًّا، يُعتبر الصمت فراغًا تملؤه قوى النفوذ، وإعلاميًّا يمنح فرصة للمحتلّ كي يفرض روايته، واجتماعيًّا يخلق حالة من التبلد الأخلاقي لدى الشعوب، حتى يصبح الظلم مشهدًا عاديًّا لا يحرك ساكنًا.

وحين يترسخ هذا النمط، تتحول الأُمَّــة إلى كيان منزوع الإرادَة، لا يقوى على الاعتراض حين تدور الدوائر عليه.

وفي هذا السياق، لم تعد القوى المتربصة بالأمة تعتمد على السلاح وحده، بل باتت تستثمر في إخماد الأصوات الحرة، وإضعاف وعي الشعوب، وتزييف الحقائق عبر أدوات إعلامية وسياسية ضخمة تهدف إلى تحويل المظلوم إلى متهم، والجلاد إلى ضحية.

وهذا ما شدّد عليه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطبه المتعددة، حين أوضح أن المعركة اليوم لم تعد معركة ميدان فقط،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح