تصريحات الأمم المتحدة قضية شعب الجنوب المفتاح الواقعي للسلام المستدام
41 مشاهدة

4 مايو / د. أمين العلياني - الجنوب العربي
في إحاطةٍ سياسيةٍ دقيقةٍ، لم تكتفِ بالتقارير الجاهزة، بل نزلت إلى عمق واقع الأزمة في اليمن المعقّد شمالًا وجنوبًا، حيث تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، (أنطونيو غوتيريش)، بلغةٍ تحمل بين سطورها إدراكًا متجدّدًا لحقيقةٍ قضية شعب جنوبي عربي طالما تم تهميشه أو التعامل مع شعبه وأرضه وثرواته بنوع من النهب والإقصاء والتسريح والقتل والاغتيال ونهب الأراضي العامة والخاصة في ظل وحدة اندماجية فشلت في مرحلتها الانتقالية بسبب حرب شنتها قوى الشمال على الجنوب.ومن هنا فقد جاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، التي قد تبدو للبعض ضمن الإطار الدبلوماسي المعتاد، حاملةً في طياتها مقاربةً جذريةً تلمس لبَّ أزمة ما أفضت الحرب الحالية، مؤكِّداً أن أي تسوية مستدامة لا تلبي تطلعات شعبية لليمن لن ولم يكتب لها البقاء والاستمرار ، مشترطًا هذه المرة نجاحها ببداية جادة بالاعتراف الواضح بالحل العادل لقضية شعب الجنوب.
ومن هنا، لا يصدر الأمين العام للأمم المتحدة حديثه من فراغٍ نظري، بل يستند، كما أوضح، إلى معطيات الواقع والقوى الفاعلة على الأرض، مُستحضرًا الإنجازات الميدانية في مجالات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وهو بذلك يربط، ضمنًا وبقوة، بين شرعية التمثيل والقدرة على صنع السلام وبين شرعية الفاعلية الميدانية والقادرة على صناعة الواقع وتأمينه وحمايته، وهذا الربط يحوِّل الخطاب من عموميات التسوية المستدامة والسياسية إلى خصوصيات التوازنات الفعلية على الأرض؛ فهو لا يتحدث عن أطرافٍ في الفراغ وشرعية الموميات المحنطة في فنادق الرياض، بل عن كياناتٍ تملك الجغرافيا وتملك القدرة على إدارتها وحمايتها، وتمتلك تفويضًا شعبيًا يعبر عن تطلعات شعبية جماهيره الغفيرة.
التسوية المستدامة نجاحها مشروط بإعتراف حق الجنوب بتقرير مصيره:
يضع غوتيريش المجتمعين الدولي والإقليمي أمام مرآة الحقيقة قضية شعب الجنوب مشيرًا إلى عدالتها من حيث قانونيتها وإطار حقيقتها السياسية ويصفها بأنها ليست مجرد مظلومية حقوقية كما يصفها قوى الشمال اليمني يمكن تعويضها، بل هي قضية شعبٍ كانت ذات كيانٌ سياسيٌّ معترفٌ به دوليًا وإقليميًا، تعرّضت لاحتلالٍين في عامي
ارسال الخبر الى: