تصحر الكويت ثمن 30 عاما من تأخر مشاريع الحزام الأخضر

٨٩ مشاهدة
تأخر إنجاز مشاريع الحزام الأخضر 30 عاما في الكويت التي تعاني طقسا قاسيا وصل إلى حد تسجيل خامس أعلى درجة حرارة على مستوى العالم في عام 2016 ما أدى إلى تفاقم التصحر وآثاره الخطرة بيئيا وبشريا ومنها انتشار الربو يشكل تفاقم مساحة الأراضي الجافة في الكويت هاجسا ملحا لدى الباحثة موضي الحمادي رئيسة قسم رصد التصحر في الهيئة العامة للبيئة سابقا حكومية إذ وصلت نسبة المساحة الجافة والمتصحرة إلى 90 من أراضي البلد جراء تأخر لأعوام طويلة في تطبيق مراحل مشروع الحزام الأخضر سواء تلك المرتبطة بحدود البلاد أو في داخلها على أطراف الطرق والمناطق السكنية ومن خلال عملها توصلت الحمادي المختصة بدراسة طبقات الأرض إلى أن تفاقم أزمة التصحر ونتائجها السلبية على البيئة والاقتصاد يعود إلى عدم تفعيل دور الوزارات المعنية بالمشروع الذي كان يمكنه التقليل من تعرض الكويت للعواصف الترابية والغبارية التي تضرب البلاد على مدار 4 أشهر كل عام أغلبها خلال الصيف نظرا لموقعها الجغرافي وظروفها المناخية وطبيعتها الجيولوجية وخصائص تربتها وسمات غطائها النباتي وأنماط استخدام أراضيها تأخر حكومي يزيد مخاطر الاحتباس الحراري تأخرت حكومة الكويت في تطوير خطة استراتيجية ورئيسية لتنمية المساحات الخضراء عبر إنجاز مشروع الحزام الأخضر الذي أعدت أهم ملامحه منذ عام 1991 لكن إطلاق مشاريعه رسميا كان في عام 2015 وتقوم خطته التنفيذية على إعداد مناطق مزروعة بأشجار وشجيرات وزيادة المحميات عبر زراعة 315 ألف شجرة خلال 10 سنوات تمتد على مسافة 420 كيلومترا على طول الخط الحدودي من أجل صد الرمال المتحركة بالإضافة إلى خطة تهدف إلى زراعة 35 مليون شتلة لإعادة تأهيل الحياة الفطرية وفق ما تكشفه نتائج الجزء الثالث من دراسة أعدها فريق مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث بحثي كويتي بعنوان زيادة انكشاف الكويت على مخاطر الاحتباس الحراري المخاطر والتحديات والمنشورة في 16 أغسطس آب 2021 90 من مساحة الكويت أراض جافة ومتصحرة وأهدرت الكويت نحو 30 عاما دون إنجاز المشروع البيئي الحيوي وكلفة تأخر إنجازه ضخمة جدا وذات تداعيات خطيرة على حياة الكويتيين على المدى القرب والمتوسط وحتى في حال اعتمدت الحكومة مسارا مضاعفا لزراعة أشجار تتأقلم مع البيئة الصحراوية فإنه يمكن توقع ظهور حزام شجري لكن مع بداية 2040 بحسب الدراسة وهو ما يفسره رأفت ميساك عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة تعنى بالحفاظ على مقدرات البيئة ومكافحة التلوث والمدير التنفيذي لشركة الرؤية الكويتية لإدارة المشاريع البيئية خاصة بأن الأجهزة التنفيذية بأدواتها وإمكاناتها المتاحة لا تستطيع أن تتحكم أو تسيطر على وقوع العواصف الرملية والغبارية التي تزيد من خطر التصحر والجفاف إلا أنه يمكنها أن تخفف من حدتها عبر فعاليات المشروع الوطني للحزام الأخضر الذي جرى غرس أول شجرة منه في يوليو تموز 2021 ويمكن لمشروع الحزام الأخضر أن يقلل من تأثير العواصف الرملية والظواهر الجوية الغبارية الآتية من خارج الكويت بنسبة تتراوح بين 20 و30 بينما يحد من العواصف الرملية المحلية خلال الصيف وعلى مدار فصول السنة بنسبة تصل إلى 70 كما أنه يساعد في خفض درجات الحرارة بين 3 و7 درجات مئوية في محيط المشروع و3 درجات مئوية أو أكثر في ضواحي مدينة الكويت كما يؤكد محاضر مادة الأرصاد والمناخ والبيئة في عدد من المؤسسات الخاصة والحكومية عيسى رمضان ويتضمن المشروع زراعة أشجار وشجيرات بأطوال مختلفة على أن تغرس على مراحل وتتوزع على طرقات ومزارع ومناطق سكنية ومشاريع سياحية وجامعات كما يوضح رمضان أن تأثير المشروع في حال إنجازه يمكن أن يلمس بقوة في المنطقة الشمالية الغربية حيث تكثر الكثبان المسببة لمعظم العواصف الرملية شبه اليومية التي تكلف الدولة سنويا ملايين الدنانير لإزالة الرمال المتراكمة التي تصل إلى المنشآت الحيوية الواقعة في مسار الكثبان كيف يهدد التصحر صحة الكويتيين تصل كلفة التأخير في تنفيذ مشاريع الحزام الأخضر إلى خسائر تقدر بـ 300 مليون دينار كويتي 977 مليون دولار أميركي في كل عام ويدخل ضمنها خدمات الرعاية الصحية التي تقدم للمصابين بالربو جراء العواصف الترابية التي تضرب البلاد كما تقول الباحثة الحمادي مضيفة أن التكلفة الباقية تعود إلى عمليات صيانة المرافق من التلف وتنظيف الشوارع جراء العواصف بينما حدد القائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مانع السديراوي في تصريحات صحافية خلال شهر يناير من العام الماضي حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن العواصف الرملية والغبار سنويا بـ 190 مليون دينار 622 مليون دولار وقد تتراجع مؤشرات الحياة الصحية للأجيال القادمة ما لم يجر مضاعفة تشجير البلاد من أجل تحقيق هدف الكويت الخضراء في 2035 في ظل الحاجة إلى تلطيف الجو وامتصاص نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون عبر زراعة ما يتراوح بين مليون إلى 4 ملايين شجرة على الأقل إذ يهدد تدهور الواقع البيئي ونقص نسبة الغطاء النباتي مخزون الأكسجين الطبيعي في البلاد الذي يتنفسه الفرد في الفضاء المفتوح وهو ما يمثل تهديدا وجوديا للمواطنين على المدى البعيد بحسب ما توصلت إليه دراسة زيادة انكشاف الكويت على مخاطر الاحتباس الحراري 90 من مساحة الكويت أراض جافة ومتصحرة ويتجلى التهديد الكبير في تزايد أعداد الكويتيين المصابين بالربو وغيرها من الأمراض التنفسية المزمنة ومن بينهم مريم المطيري ذات الخمسة أعوام التي أدت موجات الغبار المتلاحقة والممتدة على مدار العام إلى إصابتها بالمرض كما يقول والدها بداح المطيري لـالعربي الجديد موضحا أنه يتابع حالتها بشكل دوري في عيادات الجهاز التنفسي وبالأخص عندما تضرب العواصف أجواء الكويت ويشتد عليها تبعات ضيق التنفس وتدخل حالة المطيري ضمن نسبة 1 من كل 4 كويتيين يعانون من الربو كما تقول مديرة إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الدكتورة عبير البحوه والتي لفتت إلى أن تكلفة علاج المرض تصل إلى 60 مليون دينار سنويا 195 مليون دولار الرعي الجائر والتخييم العشوائي يفاقمان خطر الظاهرة تقع دولة الكويت بين خطي عرض 28 45 و30 05 شمال خط الاستواء وبين خطي طول 46 30 و48 30 شرق خط غرينتش ولكونها ضمن الإقليم الجغرافي الصحراوي فإن مناخها قاري يتميز بصيف طويل حار جاف وشتاء دافئ قصير ممطر أحيانا ما ينعكس سلبا على الغطاء النباتي في الكويت الذي صار فقيرا جدا ومحدودا نظرا لقلة كميات الأمطار في المناطق الصحراوية كما توضح الحمادي ويتراوح متوسط درجات الحرارة بين 45 مئوية صيفا و6 درجات مئوية شتاء وتسجل درجات حرارة عالية في الكويت وصلت حتى 51 درجة مئوية في شهر يوليو عام 1978 بينما أدنى درجة حرارة سجلت في يناير كانون الثاني عام 1964 وكانت 4 تحت الصفر ويصاحب هذا التباين الكبير في درجات الحرارة فروق كثيرة في المعدلات السنوية لهطول الأمطار التي تتراوح أحيانا بين 22 مليمترا وقد تصل إلى 352 مليمترا سنويا بحسب بيانات البوابة الإلكترونية الرسمية لدولة الكويت وتفاقم الأنشطة البشرية من التبعات التي تخلفها الظروف البيئية القاسية كونها تستنزف موارد البيئة الصحراوية الشحيحة ما يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي الطبيعي وأبرز تلك الأنشطة وأكثرها ضررا الرعي الجائر والتخييم العشوائي اللذان يأتيان على رأس الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى تدهور التربة والقضاء على الغطاء النباتي الذي يمكنه أن يحد من التصحر ويحتل الرعي الجائر الصدارة كونه العامل الذي يشكل 70 من إجمالي أسباب التصحر كما يشكل التخييم في موسمي الشتاء والربيع والأنشطة الترفيهية نحو 10 وتتوزع النسبة المتبقية بين العمليات العسكرية التي جرت في صحراء الكويت خلال الاحتلال العراقي عام 1991 بواقع 15 في حين أن نسبة 5 المتبقية ناتجة عن موت الأشجار والنخيل وعدم الاهتمام بالحزام الأخضر سواء على حدود الكويت أو داخلها بحسب ما توصلت إليه الباحثة الحمادي ويؤدي وجود السيارات في البر إلى القضاء على دورة الحياة للنباتات الصحراوية كما يوضح الناشط البيئي شبيب العجمي رئيس فريق حلم أخضر التطوعي جمعية نفع عام مشيرا إلى أن أكثر من 400 ألف سيارة تتحرك في الصحراء خلال فترة التخييم الربيعي الممتدة من نوفمبر تشرين الثاني وحتى مارس آذار من كل عام ما يؤدي إلى دك وتدمير التربة وقتل الأحياء البرية وبالتالي تقليل المساحات الخضراء بدلا من إنعاشها بسبب هطول الأمطار معتبرا أن أثر المخيمات الربيعية أقسى من الحروب كونها تنظم سنويا ويجري في كل عام منح تراخيص إلى 40 ألف مخيم ربيعي بحسب إحصاءات بلدية الكويت وفي كل منها ما يصل إلى 10 سيارات على الأقل كما يضيف العجمي محذرا من تبعات التوسع العمراني الذي لعب دورا في تزايد التصحر وهو ما تؤكده دراسة مركز الخليج العربي التي رصدت تفاقم ظاهرة تقلص عدد الأشجار لأسباب أغلبها مرتبطة بإزالتها من أجل التطور الحضري ما رد الحكومة يوضح نائب المدير العام لقطاع الشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة عبد الله الزيدان في سياق رده على تأخر تنفيذ مشروع الحزام الأخضر إن المشروع ضخم ويحتاج إلى مجهود كبير لإنجازه وتحقيق الأهداف المرصودة له بالصورة المطلوبة مؤكدا أن دولة الكويت قطعت شوطا جيدا في تنفيذ المشروع الذي سيرى النور خلال السنوات المقبلة بصورة تدريجية إذ بلغت نسبة تنفيذ المشروع نحو 20 حتى الآن وتبذل الهيئة العامة للبيئة جهودا مضاعفة بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة بهدف وضع حد للتصحر الذي يصيب مساحات كبيرة من الكويت ما يؤدي إلى أضرار بالمنشآت والممتلكات بحسب حديث الزيدان لـالعربي الجديد موضحا أن التعاون المشترك يمتد إلى المشاريع الحدودية وكذلك الداخلية لزيادة المساحات الخضراء في المناطق السكنية وزيادة رقعة الزراعات التجميلية على الطرق مشددا على أهمية التعاون والتكامل بين جميع الجهات المعنية سواء العامة أو الخاصة أو القطاع الأهلي وأفراد المجتمع وصولا إلى تحقيق التوازن البيئي لكن الناشط البيئي العجمي يشير إلى غياب الحوافز أو الدعم الحكومي لحث المجتمع المدني على المشاركة في تلك الجهود حتى أن زراعة الأشجار والنخيل داخل المحافظات والمناطق السكنية مرتبطة بمبادرات فردية معزولة وفي حال لم تعمل الحكومة على خلق ثقافة الاهتمام بزراعة النباتات والأشجار بين المواطنين فضلا عن محدودية اهتمام الإعلام المحلي بالتوعية البيئة اللازمة خاصة زراعة الأشجار لن تحقق المشاركة المطلوبة كيف يتم تنشيط الغطاء النباتي البري يمكن تنشيط الغطاء النباتي البري عبر تخصيص أراض لمحميات مؤقتة يجرى استصلاحها على مدى سنتين ومن ثم فتحها للرعاة والماشية لتكون سندا لهم في توفير العلف المناسب وهي واحدة من السياسات البيئية التي تحتاجها الكويت كما تؤكد الباحثة الحمادي ضرورة اعتماد حزمة متكاملة من الحلول لإعادة الحياة إلى الصحراء ويجب من وجهة نظرها وقف المخيمات الربيعية كليا لمدة لا تقل عن خمسة أعوام مع تحديد مناطق محصورة ومحدودة المساحة لإقامتها لأنها من أكثر الأنشطة تدميرا للبيئة البرية ولا بد من الالتفات إلى نثر بذور النباتات البرية في الصحراء باستخدام الدرون الزراعي وسن تشريعات وقوانين بيئية صارمة تحد من المخالفات البيئية التي تدمر الصحراء والأحياء وأيضا فرض مشاركة شركات النفط التي لديها مواقع في البر من أجل زراعة النباتات البرية الصحراوية والابتعاد عن زراعة أشجار أو نباتات غير ملائمة للبيئة بحسب الحمادي والناشط البيئي سعد الحيان الذي يقول لـالعربي الجديد إنه لم ولن يستسلم لكل ما سبق وقاد مبادرة لتشجير منطقة مطربة القاحلة في شمال الكويت التي سجلت فيها خامس أعلى درجة حرارة على مستوى العالم وبلغت 53 9 درجة مئوية في 21 يوليو 2016 آملا في أن تدعم الدولة الأنشطة الشبيهة وتتحرك بفاعلية من أجل تنفيذ مشاريع الحزام الأخضر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح