تركي الدخيل أعلى الجمال تغار منا قصيدة نسجت حولها الأكاذيب

بقلم تركي الدخيل Turki_Aldakhil@
عشيةَ عودة الأصدقاء الثلاثة إلى منازلهم ليلًا، بعد أن حضروا، الأسبوع الماضي، ليلةَ فنان العرب والنجوم 2025، قال أحدهم: أهي جرأةٌ أم مجازفةٌ من محمد عبده أن يُغني رائعتَه الجديدةَ (أَعَلَى الجمال تغار مِنَّا)، والتي لم يُعلن عنها، ولا عن شاعرها، وتبين أنها للشاعر السوداني الراحل: إدريس محمد جَمَّاع، وهو شاعر مبدع، تفيض قصائدُه عذوبةً ورقةً؟
سأل الثاني: لماذا تعتبر هذه الأغنيةَ مجازفةً، وقد توفرت فيها شروطُ الإبداع، لحنًا وشعرًا، وصلَ محمد عبده، بسلطنة أدائه، الإبداعَ بالإمتاع، فأين المُجازفة في الموضوع؟!
قال الأول: غناءُ قصيدة إدريس جَمَّاع مجازفة كبرى! مع أن كثيرًا من النقاد اعتبروا جَمَّاع واحدًا من أهم شعراء السودان المعاصرين، لكن لا تنسَ أنه تعرّض لتقلبات عاصفة في صحته النفسية والعقلية، منذ بداية السبعينات الميلادية، وفي سنوات حياته الأخيرة تدهورت صحتُه العقلية، وأُرسِل إلى لبنان للعلاج فأقام بضعة شهور في مستشفى الأمراض العقلية ببيروت، ولم يكتب له الشفاء، فأعادته أسرته إلى مستشفى مماثل بالخرطوم، وبقي بضعة أشهر على حالته حتى مات في 1980 -رحمه الله-.
قال الصديق الثالث: لا أعتقد أن غناءَ محمد عبده رائعةَ جَمَّاع مجازفةٌ ولا جرأةٌ، بل هو انتصار للإبداع، وهذا هو مبدأ محمد عبده دومًا، لقد وقف على إبداع إدريس جَمَّاع في قصيدته، وقرر أن يواصل إبداع الشعر بإبداع اللحن والغناء.
القصيدة التي غناها محمد عبده، لإدريس جَمَّاع، هي مثل شاعرها، نُسِجَت حولها قصص مختلقة، وروايات مكذوبةٌ، وهي من شعر إدريس جماع قولًا واحدًا، والطريف أن خطأً مطبعيًا في ديوان الشاعر جعل القصيدة تنشر مرتين بالعنوان نفسِه (أنت السماء)، المرة الأولى في ص 102، وفي 11 بيتًا، ونشرت مرة أخرى بالعنوان ذاته، في ص 140، في 11 بيتًا أيضًا، لكن باختلاف بعض الأبيات.
قصص مختلقة وروايات مكذوبة!
حياة الشاعر المبدع إدريس محمد جَمَّاع (1922-1980)، وما اعتراه فيها من بؤسٍ وأمراضٍ، أمورٌ جعلت الكذب عليه، وحياكة القصص المختلقة عن حياته، منتشرةً تملأ مواقع الإنترنت، والغالب أن ذلك بهدف خلق الإثارة، والحصول
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على