تحية للمقالح في مهرجانه الشعري السنوي

يمنات
قادري أحمد حيدر
عبدالعزيز المقالح في سرديته الإنسانية.
كم نفتقد صوتك الهادئ والمريح للنفس.
رغم حضورك في الرحيل، يبقى الشعور بالخسارة والفراغ الذي تركته في حياتنا جميعًا حاضرًا: في أسرتك، وأصدقائك، وكل من عرفك من شتى جهات البلاد.
لقد كنت دائمًا حارسًا للأمل، رمزًا لذاكرة القيم والمعاني النبيلة، التي كنت تنشرها من خلال سلوكك اليومي في عمق إنسانيتك.
ومن هنا، تأتي صعوبة وقسوة الفراق والبعد.
على مدار أكثر من نصف قرن، جسد المقالح صورة واقعية لضمير الإنسان الغائب والمغيب في حياتنا المليئة بالعنف، دون أن ينبس بكلمة نابية أو يستخدم مفردة تشجع على العنف.
لقد كان دائمًا حمامة وواسطة سلام للجميع ، رجل وفاق وتوافق، يجعل من المختلف مؤتلفًا قدر الإمكان.
هكذا عرفته، ولذلك أحببته، رغم وجود من يلومه على ذلك.
لم يفرط يومًا في المعنى الأخلاقي والقيمي الإنساني في سلوكه ومواقفه، وكان الجميع في المجتمع الثقافي والسياسي يلجأون إليه لفض اشتباكاتهم الذاتية والسياسية. وحين يجد نفسه في موقف محرج، يلجأ للصمت، إلا حين يتعلق الأمر بقضية تتعلق بحصار أو قمع المعنى الوطني والإنساني، عندها يعلن انحيازه بوضوح.
مرّة، انتصر لفراشة بسيطة على مدير، ولموظف على وزير بحضورهما معًا.
في بداية التسعينيات، ذهبت إليه مع صديقي الشاعر إسماعيل الوريث والدكتور الصديق، الشاعر سلطان الصريمي، لنطلب كتابيًا نقلي إلى المركز، فقال لي لم تكن تحتاج لواسطة، ولم يتردد لحظة في الاستجابة، وهو يعلم بالصعوبات التي أواجهها في وزارة الثقافة بسبب كتاباتي السياسية ضد النظام.
وقد أدى ذلك إلى إصدار الوزير قرارًا بتغيير هيئة تحرير “مجلة الثقافة” كاملة، لأننا كنا نرفض تحويل المجلة الثقافية/ الادبية، إلى منبر حزبي لنشر أدبيات الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، الذي كان وزيرًا للثقافة حينها.
الفضل في تثبيت موقفنا والاصرار عليه يعود لوكيل الوزارة ورئيس تحرير المجلة، الأستاذ والمثقف والناقد الكبير هشام علي بن علي، الذي انحاز لخيار المثقف والثقافة، وكان ثمن انحيازه للخيار الثقافي تغييره من موقع رئيس التحرير، واستبداله بقيادي سياسي، من حزب
ارسال الخبر الى: