عام على تحرير سورية تحول معيشي واسع واختفاء طوابير الذل
بعد عام واحد فقط على خروج سورية كاملة من قبضة نظام الأسد، بدأت ملامح مشهد اقتصادي واجتماعي جديد تتشكل في كل زاوية من شوارع المدن السورية، كأن البلاد تستيقظ من سبات طويل كان فيه الاقتصاد موجهاً أمنياً، والأسواق مقطعة بالجمارك والحواجز، والمعيشة محكومة بانهيار الليرة وبطاقة ذكية تتحكم بالغاز والبنزين والمازوت والخبز، وحتى الأرز والسكر. التحول الذي حصل منذ وصول الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بدا سريعاً وعميقاً، إلى حد جعل السوريين يشعرون بأنهم يعيشون في زمن آخر لا يشبه ما كان عليه الحال حتى العام الماضي.
تحرير الأسواق
في الشوارع، كما في البيوت، تتردد الجملة نفسها على ألسنة الناس: البلد تغير، ليس الوضع الأمني فقط، حتى المعيشة أصبحت مفهومة. العبارة التي يكررها شادي شنيرة، الموظف الأربعيني في إحدى المؤسسات الخدمية في دمشق، تختصر شعور آلاف السوريين الذين يقارنون يومياً بين وضعهم اليوم ووضعهم خلال سنوات النظام السابقة، حين كانت الأسواق غارقة في الغلاء، والرواتب منهارة، والناس يركضون خلف أسطوانة غاز أو عشرة ليترات مازوت تأتي عبر رسالة غامضة من تطبيق تكامل. يقول شنيرة لـالعربي الجديد إن دخله اليوم يصل إلى ما يقارب 500 دولار، بعدما كان راتبه لا يتجاوز 30 دولاراً في آخر سنوات حكم الأسد. ويرى أن الفرق الأساسي ليس في قيمة الراتب فقط، بل في قدرته على التخطيط المالي. فالدولار، الذي كان التعامل به يعد جريمة، أصبح اليوم جزءاً من الحياة اليومية، سواء في التسعير أو في المدفوعات أو في العقود، ما سمح للأسواق بأن تستقر على أسعار مفهومة.
وترى منى الأسعد، موظفة في وزارة التعليم العالي، أن حياتها تحسنت، رغم أن الأسعار لم تنخفض كما حلم الجميع. فدخلها يقارب 100 دولار، لكنها تؤكد أن الأسعار واضحة مقارنة بما كان يحدث في السابق. وتضيف أن السلع الأجنبية، خصوصاً التركية والأوروبية، انخفضت أسعارها بشكل ملحوظ بسبب فتح الحدود وإلغاء الاحتكار، بينما بقيت السلع المحلية مرتفعة لأن المواد الأولية ما زالت مكلفة، ولأن الصناعة السورية تحتاج سنوات لتتعافى
ارسال الخبر الى: