تحذيرات أممية من انهيار الأمن الغذائي في اليمن تحت وطأة حصار التحالف وتعثر مسار السلام

متابعات خاصة – المساء برس|

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الوضع الغذائي في اليمن لا يزال شديد القلق، مع استمرار الحصار السعودي الإماراتي على مناطق صنعاء، والسياسات الاقتصادية المدمرة وحالة الفوضى الأمنية التي تشهدها المحافظات الجنوبية.

وأشار تقرير جديد نشر اليوم الاثنين إلى أن تحسن قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرة حكومة التحالف مؤخراً لم يكن مستداماً بعد، محذراً من أن انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار قد يعودان إذا لم تُنفّذ إصلاحات اقتصادية شاملة تعالج العجز التجاري واحتياطيات النقد الأجنبي ونقص الدولار.

وقال التقرير إن مناطق سيطرة حكومة صنعاء تواجه “انخفاضاً في هطول الأمطار والصقيع وتصاعداً في الصراع وانخفاضاً في الواردات”.

وتشير أحدث تحليلات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن أكثر من 18 مليون شخص، أي نحو نصف سكان اليمن، سيظلون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى فبراير 2026، مع احتمال استمرار هذا العدد أو ارتفاعه في حال تفاقمت المخاطر.

ولفت التقرير إلى أن واردات القمح شهدت ارتفاعاً ملحوظاً عبر الموانئ الشمالية في أكتوبر الماضي، بينما سجلت الموانئ الجنوبية تراجعاً مقارنة بشهر سبتمبر.

وبحسب المنظمة الأممية، فإن “واردات الوقود ارتفعت بشكل طفيف في رأس عيسى، لكنها انخفضت في عدن والمكلا، على الرغم من الغارات الجوية التي حدّت من سعة الموانئ الشمالية، وأثرت سلباً على أداء الواردات بشكل عام هذا العام”.

ويرى مراقبون واقتصاديون أن الضغوط المباشرة وغير المباشرة من التحالف على مناطق صنعاء، إضافة إلى السياسات الخاطئة في الجنوب، هي السبب الرئيس في استمرار ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل نصف سكان اليمن معرضين لأزمة غذائية حادة حتى فبراير 2026، مع توقع ارتفاع هذه الأرقام إذا استمرت الإجراءات الحالية دون تعديل.

وتأتي تحذيرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة اليوم في ظل استمرار التعنت السعودي والمماطلة في تنفيذ استحقاقات السلام، إلى جانب مواصلة التحالف انتهاج سياسات تدميرية للبنى التحتية والمنظومة الاقتصادية وافتعال الأزمات وترسيخ حالة من الفوضى الأمنية في المحافظات الجنوبية الخاضعة