تحديات لا بد من مواجهتها

41 مشاهدة

لا يمكن وصف الوثيقة التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنها خطة سلام، إذ تفتقد مقومات ما يمكن تسميتها الخطّة، وهي، في أحسن الأحوال، إعلان مبادئ عامة. وهي ثانياً لم تتضمّن عناصر إرساء سلام. إذ لم تشر من قريب أو بعيد إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبر الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث، ولا لحقوق اللاجئين التي أقرّتها قرارات الأمم المتحدة، بل اعتبرت تنفيذها في حينه شرطاً للاعتراف بإسرائيل. ولم تتضمّن خطّة ترامب إقراراً صريحاً غير مشروط بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، الذي استبدلته بمسارٍ غير مضمون، مشروط ومحفوف بالإملاءات، يذكّرنا بمسار ما بعد أوسلو الذي طال 32 عاماً ولم يحقّق سوى تعميق الاحتلال والاستيطان ونظام الأبارتهايد العنصري.

ولم تشر الوثيقة إلى ما يجري في الضفة الغربية من استيطان استعماري، وتقطيع للأوصال تجاوز كل الحدود، ولا إلى ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني ومقدّساته من اعتداءات، بل تفاخر الرئيس الأميركي بأنه اعترف بالضم غير الشرعي للقدس.

وإذا شئنا الدقّة، كانت خطّة ترامب وثيقة إعلان وقف حرب الإبادة على قطاع غزّة، رغم أنف نتنياهو ووزرائه الفاشيين، وتضمّنت اعترافاً ضمنياً بفشل مؤامرة التهجير والتطهير العرقي لقطاع غزّة التي أيدها ترامب سابقاً، وكانت ستؤدّي لو نجحت إلى تطهير عرقي آخر في الضفة الغربية.

لم تشر الوثيقة إلى ما يجري في الضفة الغربية من استيطان استعماري، وتقطيع للأوصال تجاوز كل الحدود

اضطرّ ترامب إلى إعلان وقف الحرب لأربعة أسباب: أولاً، وقبل أي سبب، الصمود البطولي الباسل للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة رغم عظمة التضحيات التي زادت عن 250 ألفاً بين شهيد وجريح، وتدمير أو تخريب أكثر من 90% من بيوت القطاع وبناياته ومؤسساته. صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وفشل مؤامرة التهجير استنهض العامل الثاني وهو ثورة شعوب العالم التضامنية التي تجاوزت كل الحدود، بل فاقت مثيلتها ضد نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب أفريقيا، وأجبرت حكومات غربية متردّدة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهي ثورة عزلت إسرائيل عالمياً، فجاء ترامب بخطّته التي قال إن هدفها فك عزلة إسرائيل،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح