زيارة تجريبية إلى دمشق فنادق للسوريين فقط

40 مشاهدة

سألني موظف الجوازات السوري، في معبر نصيب على الحدود مع الأردن، بشيءٍ من الاستغراب، إن كانت هذه زيارتي الأولى إلى سورية، فأجبته: تقريباً. أوضحتُ للموظف أن آخر زيارة لي جرت في العام 1971، ما يجعلني أزور البلد لأول مرة منذ نصف قرن ونيّف. لم يعبأ الموظف الشاب بما قلت، وأفسحتُ مكاني للرجل الواقف خلفي، وخرجتُ من طابور النساء! فقد كان تصميم المعبر كريماً مع الأردنيين، إذ خُصّصت نافذة لهم، لكنها خلت صبيحة الجمعة، 4 أكتوبر/ تشرين الأول، من أي موظف، فطُلب منا الوقوف في طابور القادمون نساء، ولبّينا الطلب غير هيّابين. ومن باب التفاؤل، عقّبت لمسافرين بجواري، كانوا يتضاحكون على الموقف، بأن في الأمر نيّة على تشجيع الاختلاط، علما أننا صادفنا نافذتين متجاورتين لـالقادمون نساء، إحداهما وقفت المسافرات أمامها، والثانية وقفنا أمامها، نحن معشر الرجال، لا نلوي على شيء. ... إذن، تملي ضرورات الحياة (دعك مؤقتاً من الأفكار) أن يتبادل الجنسان المواقع هنا وهناك، وأن يشغلا الموقع نفسه، كما حدث مع المسافرين من عمّان إلى دمشق، أو يتناوبان عليها مع غض النظر عن الجنس/ الجندر، إذ يستحيل الفصل الإسمنتي بين الجنسين، علاوة على أنه مخالفٌ للفطرة وللاجتماع المديني.

تبلغ الطريق من نصيب إلى العاصمة دمشق زهاء مائة كيلومتر، وهي تشهد على ما عاشه البلد من ضنك عقوداً، وحيث يمتزج التصحّر الطبيعي بالتصحّر الذي ارتكبه بشرٌ ضد بيئتهم ومظاهر الحياة ومواردها

لا أودّ إخفاء مفاجأتي، فالنقطة الحدودية فسيحة ونظيفة ولامعة، والموظفون لطفاء، وحتى على شيء من الخجل، وسريعو الإنجاز، غير أني تعاملت مع المفاجأة بواقعية، فقد سمعتُ أنباءً مثل هذه عن الفصل بين الجنسين في المواصلات العامة (الحافلات)، ولا أعلم إن نجح هذا الفصل أم لا(أتمنّى أن يفشل..)، وهل كان قراراً أم اجتهاداً ما لأحد المسؤولين. وبمتابعتي الأخبار السورية، لا تبرز مشكلة قائمة بذاتها تتعلق بالفصل بين الجنسين، بينما تتقدّم القضايا المعيشية وتوفير التيار الكهربائي والتطلّع إلى دولة عادلة، لا تظلم أحداً وتُنصف الجميع، وتعمل على استتباب الأمن بغير عسف، وتُنجي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح