هل تبادر دول الخليج بتبريد خاصرتها الجنوبية

كتب/ أنور الرشيد
المتابع للتطورات المتلاحقة في الجنوب العربي، وبعد الاستفتاء الشعبي العارم والذي لم أرَ له مثيلًا طوال مسيرتي ومتابعتي للملف الجنوبي منذ عقدين تقريبا، نعم أسميه استفتاء شعبيًا فقد عبّر الشعب الجنوبي في مختلف ميادين عواصم المحافظات الجنوبية التي تجمعوا بها، وأعربوا عن رأيهم بالمطالبة بعودة دولتهم، وفك الارتباط مع الشمال الذي أذاقهم مر العذاب من قتل ونهب وتدمير وسرق ثرواتهم وقطع رواتبهم عنهم وأطفأ عليهم كهربائهم بعز حمى تموز ، ولا أدل على ذلك إلا البيانات التي صدرت من ساحات الميادين.
اليوم لا مجال للمناورة لأي مكابر لا قوميّ ولا يساريّ ولا ليبراليّ يمكنه أن ينكر هذا الإجماع الشعبي برفض الوحلة كما يسميها الجنوبيون، فإن كان للشعوب رأي وحق بالتعبير عن رأيهم لدى كل من يعارض عودة دولة الجنوب ويتمسك بالوحدة وهو متكئ على أريكته في منزله، ويحتسي قهوته ويودع أبناءه للمدارس، ويذهب للمقاهي مع أصحابه، ويستلم راتبه آخر الشهر، ويطبب أبناءه إن مرضوا، ويطالب الشعب الجنوبي بتصحيح وحدة لم يرَ منها يوما إلا وحدة قهر وعذاب ونهب ثروات.
اليوم وبعد هذا الاستفتاء الشعبي العارم المطالب بعودة دولة الجنوب من كافة أطياف الشعب الجنوبي، ومن النقابات والاتحادات وحتى تحالف القبائل جميعها نادت بصوت واحد عودة دولتهم؛ لذلك اليوم دول الخليج أمام استحقاق تاريخي بتبريد خاصرتهم الجنوبية الملتهبة، وسيزيد التهابها التهابا كل يوم يمر دون أن يستقر الجنوب وشعبه، وقد يؤدي عدم استقراره تطاير شضاياه لعواصم الخليج، وهذا غير مستبعد حقيقة عندما يرى الإخوان المسلمون اكبر الخاسرين في الجنوب العربي فرصة تلوح لهم بتردد دول الخليج بعدم دعم عودة دولة الجنوب لا أستبعد أن يخلطوا الأوراق، وأيضا الحوثي الذي تضرر كثيرا من قطع الشريان الجنوبي الذي كان يغذيه ويمده بالمال والسلاح والنفط.
لذلك أرجو وأتمنى أن تسارع دولة الخليج بدعم عودة دولة الجنوب، واعتماد مارشال خليجي لإعادة إعمار ما دمرته وحدة النهب والسرق والفيد والقتل على يد من؟ على يد أشقاء ارتكبوا جرائم لم يرتكبها المستعمر البريطاني للجنوب
ارسال الخبر الى: