حقق حزب العمال في المملكة المتحدة فوزا كبيرا في انتخابات يوم الخميس لتتولى السلطة حكومة عمالية بعد 14 عاما من حكم المحافظين ويزداد اضطراب مناخ الاستثمار في وقت لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على اقتصاد البلاد وارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0 4 مع تفاعل المستثمرين مع نتائج الانتخابات يوم الجمعة وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0 4 فيما ارتفع مؤشر FTSE 350 للسلع المنزلية وبناء المنازل بنحو 1 ولا تزال أسعار الفائدة مرتفعة في المملكة المتحدة حيث يحاول بنك إنكلترا المركزي السيطرة على التضخم في أعقاب التباطؤ الناجم عن فترة الجائحة وحفلت الحملات الانتخابية للحزبين بالبيانات الاقتصادية والمالية المختلفة مما يتوقع أن يكون له تبعات على بيئة الاستثمار في المملكة المتحدة وعلى سبيل المثال أثار تعهد حزب العمال بزيادة الضرائب على التعويضات التي يتلقاها مديرو صناديق الأسهم الخاصة بعض الدهشة وأدى إلى تساؤلات حول ما قد يعنيه ذلك من نظرة وسياسات من حكومة عمالية لسوق المال الأكبر في القارة الأوروبية حكومة عمالية وسوق أسهم متفائلة ولم يحرك وصول حكومة عمالية لـداوننغ ستريت للمرة الأولى في 14 عاما الأسواق بصورة كبيرة حتى الآن لكن المحللين توقعوا أن تصبح الأصول البريطانية أكثر جاذبية من الآن فصاعدا وفي مذكرة يوم الجمعة قال محللون في جيفريز إنه على الرغم من المخاوف التي أثارها الأداء القوي لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة اليميني فإن فوز حزب العمال في الانتخابات في المملكة المتحدة سيساعد في جعل البلاد تبدو مستقرة نسبيا وكتب محللو جيفريز في مذكرة بحثية أن هذا إلى جانب الإصلاح التنظيمي يمكن أن يزيد من جاذبية الأصول في المملكة المتحدة وفي الوقت نفسه قال جيمس مكمانوس كبير مسؤولي الاستثمار في Nutmeg لإدارة الاستثمارات لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية إن الغالبية العظمى من الوقت الأسواق لا تهتم حقا بالانتخابات وأضاف تظهر لنا البيانات التاريخية أن الانتخابات ونتائجها نادرا ما تحرك الأسواق عندما يتم تحقيق النتيجة المتوقعة ورددت سوزانا ستريتر رئيسة قسم المال والأسواق في هارغريفز لانسداون للاستثمار تعليقات ماكمانوس على نطاق واسع في مذكرة نشرت هذا الأسبوع لكنها أضافت أنه قد يكون هناك بعض التأثير على الاقتصاد وقالت إن فوز حزب العمال المتوقع على نطاق واسع في المملكة المتحدة يمكن أن يبشر بعصر من الاستقرار الأكبر للمملكة المتحدة وهو ما سيكون من شأنه أن يساعد في تعزيز معنويات المستثمرين تجاه المملكة المتحدة وفي السنوات الأخيرة اتسم المشهد السياسي في المملكة المتحدة بتغييرات متكررة في القيادة والتي أدت في بعض الأحيان إلى اضطرابات في السوق خاصة خلال رئاسة الوزراء القصيرة السابقة لرئيسة الوزراء ليز تروس وأشارت ستريتر إلى أن بعض القطاعات وبالتالي بعض الأسهم يمكن أن تتأثر أيضا ويمكن أن يكون هناك بعض الضغط على قطاع المرافق حيث يخطط حزب العمال لزيادة الغرامات على شركات المياه التي تعاني بالفعل من ارتفاع التكاليف وفي الوقت نفسه فإن تعهد الحزب بتعزيز ميزانية الدفاع للبلاد قد يؤدي إلى استفادة الأسهم المرتبطة بالقطاع في المملكة المتحدة من الإنفاق الإضافي على التكنولوجيا والمعدات الجديدة أسواق العقارات والإسكان وقال ريتشارد دونيل المدير التنفيذي للأبحاث في Zoopla في مذكرة إن خطط جميع الأطراف لبناء المزيد من المنازل يمكن أن تؤثر على قطاع العقارات والإسكان وأضاف سيرحب المستثمرون بهذا التركيز على بناء المنازل ما يريده المستثمرون هو المزيد من التركيز على الإسكان وتوفير المنازل التي تحتاجها البلاد والاستفادة من أكبر قدر ممكن من الاستثمار الخاص لخلق استثمار جاذب لرأس المال ودعم طموحات الحكومة الجديدة وأشارت شركة هارغريفز لانسداون للاستثمار إلى أن بعض أسهم بناء المنازل قد تشهد أيضا ارتفاعا بسبب خطط حزب العمال لبناء منازل جديدة بأسعار معقولة ومع ذلك ستكون التطورات الاقتصادية الأوسع عاملا هاما أيضا وفقا لماكمانوس من شركة Nutmeg الذي قال إنه مع انخفاض أسعار الفائدة فإن الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري ستنخفض مما قد يؤدي إلى قيام المزيد من الأشخاص بشراء أو بيع المنازل مضيفا أن هذا قد يكون له أيضا آثار غير مباشرة على الشركات الأخرى مثل الأثاث ومحلات الأعمال اليدوية وقال آينسلي لامين محلل الأسهم في شركة إنفستك في مذكرة إن خطة حزب العمال لاستعادة أهداف بناء المنازل الإلزامية ستكون بمثابة مكسب سريع للقطاع الذي ينبغي أن يعزز التخطيط والعرض وصرح مارك فيلدنغ رئيس أبحاث السلع الرأسمالية الأوروبية في RBC لإدارة الأصول لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية يوم الجمعة بأن قطاع بناء المنازل سيكون المستفيد الرئيسي من الانتصار الساحق لحزب العمال وأشار إلى أنه في كل الأحوال الأخبار جيدة لبناة المنازل ورائعة للقطاعات المساعدة وأوضح هناك عاملان كبيران أولا العودة إلى الأهداف المقررة لبناء المنازل لدعم 1 5 مليون منزل جديد على مدى السنوات الخمس المقبلة وهو ما سيكون عاملا إيجابيا كبيرا وثانيا الآمال في تخطيط الإصلاحات واستهداف تحقيق ذلك وقال هذا بدوره سيسمح بعمليات تخطيط أسرع وربما تدخل إضافي من الحكومة المركزية للمضي قدما في الحصول على المزيد من الموافقات من مجلس النواب وفقا لما ذكره فيلدينغ الذي أشار إلى أن تركيز المستثمرين سيضيق الآن على قدرة حزب العمال على تحقيق نمو اقتصادي أوسع الجنيه الإسترليني ويتوقع الاستراتيجيون والاقتصاديون عدم تأثر الجنيه الإسترليني البريطاني بقوة بنتيجة الانتخابات وقال شرياس غوبال الخبير الاستراتيجي وسانجاي راجا كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك في مذكرة نشرت يوم الأربعاء إنه إذا جاءت النتائج كما هو متوقع فسوف يتحول الاهتمام بعيدا عن الانتخابات البريطانية بسرعة وقالا بالنسبة لزوج يورو إسترليني EUR GBP فإن هذا يعني تحويل الاهتمام إلى الانتخابات عبر القناة في إشارة إلى الانتخابات الفرنسية ثم بيانات المملكة المتحدة القادمة في منتصف يوليو والتي ستحدد ما إذا كان بنك إنكلترا قادرا على الضغط على الزناد لإطلاق التخفيض الأول لسعر الفائدة في أوائل أغسطس آب وقال فرانشيسكو بيسول استراتيجي العملات الأجنبية في بنك الاستثمار ING لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية إنه على المدى الطويل لا توجد أيضا مخاطر كبيرة على الجنيه الإسترليني في ظل حكومة حزب العمال وأوضح أن إعادة التفاوض المحتملة على صفقات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون أكثر دعما للنمو في ظل حزب العمال كما أن مخاطر الإنفاق الحكومي المفرط منخفضة أيضا لكن بيسول أشار إلى أن الجنيه الإسترليني قد يظل في طريقه لفترة صعبة وقال نتوقع انخفاض قيمة الجنيه مقابل اليورو في الأشهر الـ24 المقبلة في المقام الأول على خلفية وجهة نظرنا بشأن تخفيضات أكبر من بنك إنكلترا لأسعار الفائدة مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي يمكن أن يؤدي ارتفاع الضرائب في المملكة المتحدة أيضا إلى إضعاف عملتها لكن من المرجح أن ذلك كان سيحدث بغض النظر عن نتيجة الانتخابات وفقا لبيسول أسواق السندات وقالت ستريتر من هارغريفز لانسداون في مذكرة ثانية نشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أسواق السندات لم تبد حتى الآن متفاعلة مع السياسات الجديدة المحتملة في ظل حزب العمال وخلال الحملة أشارت المتحدثة الاقتصادية باسم حزب العمال راشيل ريفز إلى أنه قد تكون هناك تغييرات في قواعد الاقتراض الحكومي في محاولة لتعزيز النمو والاستثمار وقالت ستريتر إن تركيز سوق السندات يبدو أنه ينصب في مكان آخر وأضافت حتى الآن لا يبدو أن هذا قد أدى إلى اضطراب أسواق الديون حيث يبدو أن مستثمري السندات أكثر حساسية للمضاربة على أسعار الفائدة من الخطط الاستثمارية للحكومة القادمة