متابعات..| تقرير:

يؤكِّدُ تقريرٌ أمريكي أن الطرح اليمنيّ حول “التواطؤ الإسرائيلي-السعوديّ” لم يعد مُجَـرّدَ دعاية، بل ستتحول إلى “نبوءة ذاتية التحقّق”، في تأكيدٍ أمريكي على توخِّي إعلان السعوديّة تطبيعَها مع كَيان الاحتلال خلال شهور.

التقريرُ الحديث لـ يلفتُ إلى أن مما يُعزز هذه الرواية التطوراتِ السريعةَ عقبَ القصف المتقطّع وترجيح نكث الاحتلال اتفاقَ غزة ومن ثَم عودة منع ملاحة الكيان والشركات المتخادمة معه في البحر الأحمر، إلى جانب الأنشطة اليمنية الأخرى ضد الاحتلال الصهيوني والسعوديّة معًا.

وفي تلميح قويٍّ عن قُرب التطبيع، يوضح المعهد أن اليمنيين أَو من سمَّاهم (الحوثيين) يصدُقون في اتّهاماتهم الموجَّهة للسعوديّة والاحتلال، وليست مُجَـرّد خطاب دعائي، إنما هي حقيقةٌ ملموسة، وستكون قريبًا في العَلَن، خُصُوصًا في ظل تصعيد زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي ضد الرياض، متهمًا إياها بحماية مصالح (إسرائيل) في المنطقة.

وقد تصاعدت هذه الاتّهامات بعد مؤتمر “شراكة الأمن البحري اليمني” الذي استضافته السعوديّة، والذي عَــدَّه اليمنُ “غطاءً لحماية الشحن الإسرائيلي”.

في الوقت ذاته، يشدّد اليمنيون على مطالبَ حقوقية تمثلت في الضغط على السعوديّة لتوقيع وتنفيذ خطة الأمم المتحدة التي تشمل إعادة الإيرادات المنهوبة إلى البنك الوطني في الرياض وتسليم رواتب القطاع العام في اليمن وإعادة الإعمار.

كما أن هناك تزايدًا في الاتّهامات تجاه الرياض بمحاولة تعزيز “وحدتها” بين أطراف المجلس الرئاسي اليمني، وهي خطوة تراها حكومة صنعاء بمثابة تعزيز للحصار ضدها.

ووفقَ معهد الدراسات الأمريكي فعلى المستوى العسكري، تتجنَّب السعوديّة التصعيدَ المباشر بعد سنوات من عدوانها لم تحقّق أهدافًا حاسمة، وتعمل على بناء قدرات بحرية ودفاعية جديدة مع دعم الحكومة الموالية لها والمجلس الرئاسي المشكَّل من قبلها والقاطن أَيْـضًا في عاصمتها.

تزداد المؤشراتُ على أن السردية اليمنية الصادقة حول “التواطؤ الإسرائيلي-السعوديّ” تجدُ طريقها إلى الواقع؛ مما قد يفاقم السخطَ العربي والإسلامي ضد المؤامرات الصهيونية التي ستساهم الرياض في تحقيقها عقبَ رضوخها للاحتلال الطامع في الهيمنة إن لم يكن ابتلاع المنطقة، والطامح لتحقيق مشروعه التلمودي بإقامة دولةٍ كُبرى لليهود تلتهمُ دولًا عربية بكاملها.