بقرار حوثي جديد جامعة العلوم تتحول إلى حوزة طائفية جديدة بيد شرف الدين

الجنوب بوست/ متابعات

في خطوة جديدة نحو تفخيخ التعليم وتحويله إلى أداة طائفية بيد إيران، أعلنت ميليشيا الحوثي، تعيين القاسم عباس شرف الدين رئيسًا لجامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، خلفًا للدكتور خالد صلاح، في ثالث عملية تغيير إداري قسري تتعرض له أكبر جامعة أهلية في اليمن منذ اقتحامها والسيطرة عليها بقوة السلاح مطلع عام 2020.

ويُعرف شرف الدين بأنه أحد العناصر الفكرية المتشددة للمليشيا، وكان له دور رئيسي في تحويل جامعة صنعاء الحكومية إلى نسخة مكررة من الحوزات الإيرانية، بإغراقها بالمناسبات الطائفية، والخطاب المذهبي، وتهميش الكفاءات الوطنية.

ويرى مراقبون أن هذا التعيين يكشف إصرار المليشيا الحوثية على حوثنة القطاع التعليمي وتفريغه من مضمونه الأكاديمي، وتحويل الجامعات - سواء الأهلية أو الحكومية - إلى منصات للتلقين العقائدي ونشر الأيديولوجيا المستوردة من طهران.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة ممنهجة تنتهجها المليشيا منذ انقلابها على الدولة، وتهدف من خلالها إلى السيطرة على العقول وفرض مشروعها الفكري الطائفي، عبر الإقصاء المتعمد للعقول العلمية والكوادر الأكاديمية واستبدالهم بشخصيات موالية لها فكرياً وتنظيمياً.

وأكد محللون تربويون أن جامعة العلوم والتكنولوجيا، التي كانت حتى وقت قريب صرحًا أكاديميًا متميزًا ووجهة لآلاف الطلاب من مختلف المحافظات اليمنية، باتت اليوم رهينة بيد ميليشيا تسعى لتحويل قاعاتها إلى منابر تعبئة طائفية تتناقض كليًا مع رسالتها التعليمية.

وتعد جامعة العلوم والتكنولوجيا أكبر جامعة خاصة في اليمن، وتخرّج منها الآلاف من الأطباء والمهندسين والكفاءات خلال العقود الماضية، غير أن سيطرة الحوثيين عليها قلبت مسارها تماماً، وأفقدتها استقلاليتها، وكبّلتها بخطاب أيديولوجي يهدد مستقبل الأجيال.