طارق صالح بين خطابات الواقع وهجمات الوهم
33 مشاهدة

صدى الساحل - كتب / حسين الشدادي
فيما انشغلت أقلام بعض الصحفيين والناشطين المقربين من حزب الإصلاح، بالهجوم الممنهج على العميد طارق محمد عبدالله صالح، بدا أن هذا الهجوم لا يتعدى كونه تكرارًا لخطاب مناطقي يحاول صبغ الخلاف السياسي بلبوس جهوي مقيت، في وقتٍ تتطلب فيه المعركة الوطنية تكاتفًا وتجاوزًا للانتماءات الضيقة.
تحت عنوان التضليل الإعلامي والتزييف السياسي، جاء تقرير “المجهر” ليبني سردية تتحدث عن فشل طارق صالح في خوض معركة تحرير صنعاء، متناسية أن الطريق إلى صنعاء لا يبدأ من خلف الشاشات، بل من الميدان، حيث يُعبّد الطريق الممتد شرقًا عبر جبل النار وموزع ثم الكدحة، وصولًا إلى قلب مدينة المخا.
هذا الطريق – الذي بات اليوم شريان حياة وتنمية – ليس إلا جزءًا من مشروع تنموي وعسكري يثبت أن تعز والساحل الغربي جسدٌ واحد، ووحدة جغرافية لا تقبل التقسيم، وهو ما تؤكده مشاريع الطرق التي تربط تعز بالمخا، وتخدم أبناء المحافظة من شرقها إلى غربها.
في مقابل ذلك، يتحدث تقرير المجهر عن “مراوغة سياسية” لطارق صالح، بينما يغفل عمدًا عن موقعه كمكون وطني في مجلس القيادة الرئاسي، وعضو شرعي يمثل المقاومة الوطنية، لا كيانًا مفصولًا عن الدولة. وإذا كانت مشاركة قواته قد توقفت عند اتفاق ستوكهولم، فذلك ليس تقاعسًا، بل التزامًا باتفاق دولي رعته الأمم المتحدة، لا يستطيع تجاوزه طرف يلتزم بالشرعية.
وعن الحديث عن ضعف المشاركة العسكرية، يتجاهل التقرير عن قصد دور المقاومة الوطنية في حفظ الأمن في المناطق المحررة، وعن احتفاظها بجهوزية كاملة لأي طارئ. فالمعركة الوطنية لم تنتهِ، وإنما تغيرت أولوياتها من مواجهة مباشرة إلى استعداد دائم، ومن التمدد العسكري إلى التثبيت السياسي.
وإذا كان طارق صالح لم يزج بقواته في معارك عبثية تستنزف الطاقات دون غطاء سياسي ودولي حقيقي، فذلك موقف عقلاني واستراتيجي، لا كما يصفه البعض تهربًا. بل إن تصريحات طارق المتكررة حول ضرورة الإجماع الوطني والدعم الجوي ليست تبريرات، بل شروط أساسية لأي تحرك عسكري مسؤول.
ومن الغريب أن يعتبر البعض بيانًا
ارسال الخبر الى: