في قصة الليلة الأخيرة من نهاية العالم يصف القاص وكاتب السيناريو الأميركي راي برادبري 1920 2012 زوجين يواجهان تلك الساعات الحاسمة بممارسة المهام نفسها التي يقومان بها كل يوم غسل أطباق العشاء وضع الأطفال في السرير السماع إلى الموسيقى الهادئة قبل النوم ومشاهدة جمر المدفأة يتراقص وأيضا بعض القبلات الحميمة لإضافة شيء من المشاعر والعواطف على المشهد في مسرحية النهاية من تأليف المسرحي الإسباني باكو غوميز وإخراج خوسيه مارتريت والتي تعرض حاليا في المسرح الإسباني بمدريد وتستمر حتى الرابع عشر من تموز يوليو المقبل لا يتغير المشهد كثيرا على خشبة العرض تحكى أمامنا قصة نهاية العالم ولكن بطلتها امرأة تدعى لينا وهي في الأربعينيات تقريبا وتعمل في مدرسة ثانوية إنها البطلة الوحيدة والمطلقة في العمل ليس هناك أبطال مفتولو العضلات ولا عالم يبدو مجنونا ليس ثمة أيضا رجل مليء بالنوايا الحسنة يريد أن ينقذ العالم امرأة واحدة لا غير بمجرد أن يبدأ العرض تسمع من امرأة أخرى رئيسة حكومة بلادها أن أمامها عشر ساعات لا غير لتوديع العالم هكذا تبدأ جميع تلك الرغبات والأفكار التي كانت موجودة في جسدها وعقلها بالظهور حتى تلك التي كانت تحاول أن تنساها أو تقمعها أو تخفيها أو تتجنبها لأسباب واعية أو غير واعية ولكن الوقت غير كاف لتنفيذ أي منها هنا تحديدا يبدأ الفصل الثاني من المسرحية في مونولوغ طويل تتحدث فيه لينا مع نفسها ربما ليست محادثة أكثر من كونها أسئلة توجهها لنفسها ولنا نحن المشاهدين أسئلة من نوع هل حقا قضيت أربعين سنة من حياتي ولم أحقق شيئا حقيقيا مما أرغب ما فائدة الحياة إن لم تكن من أجل تكريس أحلامنا ورغباتنا وحاجاتنا ولماذا نعيش في هذا العالم إن لم نكن قادرين على تحقيق ما نشعر به في الداخل ولماذا لا يتناسب هذا الخارج المظلم مع أعماقنا المظلمة وأسرارها الدفينة وإن كانت الحياة قاسية إلى هذه الدرجة فما معنى استمراريتها لا تقدم مسرحية النهاية إجابات عن هذه الأسئلة بل تترك التساؤلات مفتوحة إنها مسرحية أسئلة أكثر منها أجوبة مسرحية للتفاعل والتفكير والتأمل وهي دعوة للتفكير في معنى مرورنا في هذه الحياة ومعنى الأحلام والرغبات ما تحقق منها وما لم يتحقق إنها أيضا تقوم على فرضية نهاية العالم للتفكير في حياتنا فهل نحن بحاجة إلى الموت حتى نعرف كيف نعيش