اللعب بالنار كيف يحرق التنافس السعودي الإماراتي السودان واليمن

خاص _ المساء برس|

بعد التحركات الدبلوماسية السعودية خلال الأشهر الماضية، بلغت ذروتها بتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الملف السوداني بطلب مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شعرت الإمارات بأن هذا التطور لا يصب في مصلحتها، في السوان.

ويرجع ذلك إلى أن “قوات الدعم السريع” المدعومة إماراتياً، تواجه إدانات عالمية على خلفية ارتكابها لانتهاكات ومجازر خلال الحرب الدائرة في السودان، وبالتالي فإن أي حلول دولية بقيادة سعودية-أمريكية من شأنها أن تقلص نفوذ هذه القوات على الأرض، وهو ما ينعكس حتماً على تقليص الوجود والنفوذ الإماراتي في هذا البلد.

ورداً على هذا التهديد لمصالحها في السودان، يرى مراقبون أن الإمارات لجأت إلى استراتيجية الضغط على السعودية في ساحة أخرى هي اليمن، حيث تمتلك أبوظبي نفوذاً قوياً عبر فصائل عسكرية موالية لها.

وحسب التحليلات، فإن الهدف هو إجراء “مقايضة غير معلنة” يتمثل في تصعيد التوتر في المناطق الخاضعة للنفوذ السعودي في اليمن مقابل حصول الإمارات على تنازلات في الملف السوداني.

وتتجلى هذه الاستراتيجية في عدة مظاهر على الأرض، أبرزها، تصاعد الخطابات والتحركات، حيث شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف تحركات وخطابات عدائية من قبل الفصائل الموالية للإمارات ضد الفصائل المدعومة سعودياً.

وهذا التصعيد يضع السعودية أمام تحديات أمنية إضافية، حيث يشكل التوتر الأمني في محافظة حضرموت الغنية بالنفط، والتي تمتلك حدود طويلة مع السعودية نموذجاً صارخاً لهذه المقايضة.

فقد جاءت التصريحات العدائية للقيادي أبو علي الحضرمي (الموالي للإمارات) ضد “حلف قبائل حضرموت” (المدعوم سعودياً)، وما رافقها من تحركات عسكرية ميدانية، كرسالة واضحة من أبوظبي إلى الرياض مفادها: “لدينا أوراق ضغط، ويمكننا تعقيد المشهد في اليمن إذا استمريتم في تحركات مضادة ضد مصالحنا في السودان”، وهذا ما يؤكده العديد من المراقبين.

ويحذر المحللون من أن استمرار هذا النهج القائم على العبث بأمن دول المنطقة واستقرارها في سياق التنافس الثنائي، قد ينقلب في المدى المتوسط والبعيد إلى تهديد مباشر لأمن السعودية والإمارات نفسهما، فشعوب المنطقة أصبحت أكثر وعياً بحجم هذه التدخلات