بالصور 19 قطعة ذهبية أثرية في اليمن تتحول إلى مجوهرات تجارية والخبراء يحذرون

كشف الباحث المتخصص في آثار اليمن، عبدالله محسن، عن واقعة صادمة تجسد الكارثة الحقيقية التي تتعرض لها الثروة التاريخية للبلاد، حيث تم تشويه قلادة أثرية نادرة من الذهب والجزع تتكون من 19 قطعة ذهبية مختلفة الأحجام والتصاميم، وإعادة تجميعها بشكل عشوائي لتحويلها إلى مجوهرات تجارية عادية.

نشر محسن صورة للقلادة عبر صفحته على فيسبوك، مؤكداً أن هذه القطعة الأثرية الثمينة فقدت قيمتها التاريخية والعلمية بعد التلاعب الذي تعرضت له. وأوضح أن القلادة وصلته من خلال أحد أصدقائه من أبناء محافظة الجوف، والذي احتفظ بصورتها في هاتفه لمدة عامين كاملين.

وصف الباحث هذا التصرف بأنه غبي، مشيراً إلى أن غالبية القطع الذهبية في العقد أثرية أصلية، لكنها أعيد تركيبها مع إضافات حديثة بطريقة تفتقر للحس التاريخي والعلمي. وأضاف أن هذا الغباء لا يختلف عن تجاهل الجهات الرسمية المسؤولة عن ملف الآثار في البلاد لهذه الكوارث الثقافية المتواصلة.

يمثل هذا الاكتشاف جزءاً من ظاهرة أوسع وأخطر تعصف بالتراث اليمني، حيث يتم استخدام المكونات الأثرية من الحلي والأحجار الكريمة والذهب القديم في صناعة أطقم مجوهرات حديثة تباع في الأسواق المحلية. هذه الممارسة لا تقتصر على تدمير القيمة الأثرية للقطع فحسب، بل تفتح الباب واسعاً أمام انتشار عمليات التقليد والتزوير سواء داخل اليمن أو في أسواق دولية كفرنسا.

وبحسب تقديرات محسن، فإن القلادة التي تضم 19 قطعة ذهبية متنوعة قد تكون هُربت بالفعل خارج اليمن، أو ما تزال معروضة للبيع في أسواق الذهب بإحدى المحافظات الأربع: مأرب، الجوف، شبوة، أو صنعاء. هذا التقدير يستند إلى المدة الزمنية التي مرت على التقاط صورة القلادة، والتي تشير إلى احتمالية تحركها عبر شبكات تهريب الآثار المنظمة.

تكشف هذه الحادثة عن خطر محدق يهدد الإرث الحضاري لليمن، الذي يُعد من أغنى بلدان المنطقة بالآثار والحضارات القديمة. فبينما تشهد البلاد أزمة إنسانية واقتصادية طاحنة، تتعرض كنوزها التاريخية للنهب والتشويه والبيع العلني في ظل غياب مؤسسات الدولة وضعف آليات الحماية والرقابة.

يؤكد خبراء التراث أن ما يحدث ليس مجرد