باكورة حديث الألف مع سنان أنطون

195 مشاهدة
كان الروائي والشاعر والمترجم العراقي سنان أنطون أول ضيوف منتدى حديث الألف الذي انطلق الأربعاء الماضي في مكتبة ألف بـ الدوحة بتنظيم من مؤسسة فضاءات ويقام شهريا وتديره الكاتبة السورية سمر يزبك التي قدمت باكورة المنتدى بالقول إنه مشروع لإحياء فعل القراءة عبر علاقة رباعية بين الناشر والمكتبة والكاتب والقارئ وعرض أنطون 1967 رؤيته إلى العالم والذات ولكن على وجه الخصوص من خلال المنتج الروائي الذي وسم مسيرته منذ 2003 بوصفه المجال الأدبي المرحب أكثر من غيره باستلهام واستقطاب روافد معرفية وإبداعية على مدار ساعة ونصف كان الحديث بين أسئلة وأجوبة تخللتها قراءات المذيعة الجزائرية آمال عراب مقاطع روائية وشعرية للكاتب يشق طريقه الشائكة نحو مفاهيم الهوية والوطن والاستبداد والاستعمار الجديد والموت والطائفية وانحيازات المثقف خزامى ففي الرواية الأخيرة خزامى والصادرة هذا العام تظهر شخصية عمر بأذنه اليمنى المقطوعة لتقول رأيها في فكرة الوطن أو للدقة لتحكي ذاتها بتأتأة من لم يعتد تشكيل إطار لغوي متماسك في جملة مفيدة يمكن اعتبارها رأيا أو رأيا آخر وهذه الشخصية روائية بقدر ما هي حقيقية عند الكاتب الذي يعشق فن النحت وعند أي عراقي تصادف ميلاده في نص الحياة الواقعية والآذان المقطوعة وهي عقوبة حقيقية لكل من حاول الفرار من الخدمة العسكرية إبان حكم الرئيس الأسبق صدام حسين ونحت الحقيقة لفرد يبحث عن ذاته في جمهورية الخوف هو المجال الإبداعي الذي قدم من خلاله أنطون منذ 2003 خمس روايات وثلاث مجموعات شعرية وفيلما وثائقيا يتيما إلى جانب عمله الأكاديمي أستاذا للأدب العربي في جامعة نيويورك طبقات تراتبية وعنده فإن الوطن فكرة جميلة وحلم لكنه بشكله المثالي لا يتحقق للجميع إذ هناك دائما طبقات تراتبية يفرضها من يحتكرون السلطة الرمزية والحقيقية فيدفعون الأوطان إلى ثلاثة مهالك الطغيان والحروب الخارجية والأهلية وفي جردة الصور التي يستعيدها مرغما وبخياره تظهر ملامح قديمة لمجتمع غني ومتعدد ولكن منهك وصولا إلى جثث طافية على مياه البحر المتوسط في أسوأ مآلات الوطن الذي يهرب على كتفين لقد عايش الكاتب الحروب الكبرى وعاين عن قرب أطولها وهي الحرب العراقية الإيرانية منذ مطلع الثمانينيات ولكن في الوقت ذاته يتحدث عن خياراته السردية بما استطاع إلى ذلك سبيلا حيث لم يكن متاحا سوى سردية واحدة بدعائية أيديولوجية وأجهزة أمنية ترى في اجتماع اثنين من المواطنين محل شبهة وأعاد أكثر من مرة القول إنه كان يشاهد في سن صغيرة كتابا ومثقفين يتقاطرون إلى بغداد في مهرجانات أدبية وفنية وكانوا ينظرون إلى بلاده العلمانية والتي تقف في وجه المد الإيراني وكان يفكر كم يمكن أن يكون الفتى على حق أمام هذه الأسماء اللامعة صراع سرديات وبما هي الحياة في نهاية المطاف صراع سرديات تناول السردية التي تنامت لديه من خلال الشغف بأرشفة المواد الصحافية أو تلقف كاسيت لمظفر النواب الذي ثمن عاليا حضور قصيدته الشعرية بما فيها من جماليات ومعرفة عابرة لعقود العنف الجسدي والرمزي سواء منذ زمان الحكم السابق حتى الحراك الشعبي الواسع في 2019 ضد الورثة السياسيين الجدد وما زال في سياق السرديات حين أبدى ملاحظته بشأن عشرات الروايات التي طبعت عن الحرب العراقية الإيرانية وما تلاها قائلا إنها أصبحت في مزبلة التاريخ لأنها كتبت تحت نظام استبدادي لم يحاول فقط أن يسيطر على الحياة اليومية ولكن أيضا على اللغة وإنتاج المعنى صدر للكاتب خمس روايات إعجام 2003 ووحدها شجرة الرمان 2010 ويا مريم 2012 وفهرس 2016 وخزامى 2023 وثلاث مجموعات شعرية موشور مبلل بالحروب 2004 وليل واحد في كل المدن 2010 و كما في السماء 2018 تصنيف إشكالي وعرض أنطون لبعض ملامح أعماله بحسب ما كان يطرح عليه من أسئلة ومن ذلك روايته الأولى إعجام وقد صنفها البعض ضمن أدب السجون الأمر الذي اعتبره الكاتب تصنيفا إشكاليا إذ إن الرواية التي تدخل دهاليز السجن تطرح منظومة شمولية تطبق على الحيز العام وما السجن إلا تفصيل ظلامي ووصولا إلى رواية وحدها شجرة الرمان يذكر أن التقرير الصحافي عام 2005 سيسعفه بالشخصية التي تقوم عليها روايته وهي شخصية ممتهن غسل الموتى وتكفينهم المهنة التي ازدهرت بسبب عدد القتلى الكبير حتى أن الرجل فكر في هجرة البلد كي لا يرث ابنه مهنة تواجه الجثث يوميا ومن هذه الإلماعة ينطلق الكاتب إلى السؤال الجوهري منذ غلغامش حول حقيقة الموت وإذ تشي تجربة سنان أنطون بموقف غير ملتبس من منظومة الاستبداد فإنه ردا على مداخلة أوضح أن موقفه منذ 2002 كان مضادا لجماعة من المثقفين الذين روجوا لغزو العراق قائلا إنه وقد ترك البلاد بسبب النظام فإن الموقف منه ينبغي ألا يعني الاصطفاف في خندق الاستعمار الجديد هذا الأمر يشرحه أكثر بأن البعض وجد الاصطفاف الأحادي هو الأسهل بدل تحمل عبئين مضادين للنظام والغازي لافتا في الآن نفسه إلى أن ظاهرة نشأت لدينا وهي صب جام الغضب على هذا الصنف من المثقفين الداعمين للحرب بينما يقع تجاهل مواقف مثقفين ليبراليين في أوروبا وأميركا لديهم قسط من الحرية واختاروا أن يؤيدوا الحرب بل وعملوا مستشارين لقادتها كل شهر حديث الألف هو منتدى ثقافي جديد تستضيفه مكتبة ألف التابعة لمؤسسة فضاءات في مقرها بمنطقة الدفنة في الدوحة وذلك في أحد أيام الأربعاء من كل شهر مدة الجلسة 45 دقيقة مع الضيف تتخللها قراءات من نصوص الكتاب ويعقبها حوار مفتوح مع الجمهور الافتراضي والواقعي بين ساعة و45 دقيقة ويلي الجلسة حفل توقيع لأعمال الكاتب والتي توزع مجانا للجمهور الحاضر دعما للقراء والكتاب ودور النشر

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح