باستراتيجية الهيكل المعقد ما حجم تواجد الإخوان بأوروبا

تشهد الساحة الأوروبية في الفترة الأخيرة تحولًا واضحًا في التعامل مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، إذ تجاوزت التحركات الأمنية التقليدية لتصبح قضية مركزية على أجندة البرلمانات الأوروبية وأجهزة الاستخبارات والمؤسسات البحثية، في الوقت الذي ينظر إلى القارة العجوز، في بعض الأوساط على أنها ملاذ آمن للجماعة، وسط تحذيرات من توسع نفوذها داخل المجتمعات الغربية.
ويؤكد مراقبون أن الإخوان يعتمدون على استراتيجية مزدوجة تجمع بين الحضور العلني في المؤسسات والمنظمات الرسمية، وبين شبكات غير معلنة من الجمعيات والروابط الأيديولوجية، ما يتيح لهم تعزيز النفوذ بشكل تدريجي، مستفيدين من التباين في السياسات الأوروبية تجاههم، ومن مساحات الحرية المتاحة داخل القارة.
كيف وصل الإخوان إلى أوروبا؟
وبحسب مركز دراسات التطرف، يعود تواجد جماعة الإخوان في أوروبا إلى 1960، عندما أسس صهر حسن البنا، مسجداً في ميونيخ، ومنذ ذلك الوقت جرى إنشاء تنظيمات للجماعة بأغلب دول الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتوحد في مجموعة ضغط على مستوى الاتحاد الأوروبي، تُعرف باسم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والتي غيرت اسمها لاحقا إلى مجلس مسلمي أوروبا، ومقرها في بروكسل، وهي تضم حوالي 26 منظمة أوروبية للإخوان.
وينظر إلى ألمانيا على أنها من أبرز معاقل الإخوان في أوروبا، حيث تأسس التجمع الإسلامي في ألمانيا الذي يُعد الواجهة الرئيسية للتنظيم هناك، في الوقت الذي تعد النمسا مركزًا مهما للعلاقات الخارجية للتنظيم، حيث أسس القيادي الإخواني يوسف ندا شبكة مالية وإعلامية واسعة، وهو الذي كان مسؤولا عن إدارة أموال جماعة الإخوان في الخارج، ومؤسس إمبراطوريتها المالية.
أما فرنسا فتُعتبر من الدول التي شهدت توسعًا ملحوظًا للتنظيم، حيث تأسس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي يضم حوالي 200 منظمة عضو، وتشير تقارير إلى أن هناك 147 مسجدًا ومركزًا و18 مدرسة إسلامية مرتبطة بالإخوان في باريس التي بدأت مواجهة جديدة خلال الشهور الماضية مع مراجعة شاملة لتواجد عناصر الجماعة على أراضيها.
وأشار مركز تريندز للبحوث والاستشارات، إلى أن المملكة المتحدة تعد من الدول التي توفر بيئة حرة لأنشطة الإخوان، حيث تأسست منظمات
ارسال الخبر الى: