عاجل عدن تشهد انفراجة مالية تاريخية صرف مرتبات عسكرية ومدنية لأول مرة منذ شهور

في تطور مفاجئ يبعث الأمل في قلوب آلاف الموظفين، أعلنت البنوك في عدن اليوم عن صرف مرتبات شهري أغسطس وسبتمبر دفعة واحدة، لأول مرة منذ أشهر طويلة من الانتظار والمعاناة. هذا الحدث الذي طال انتظاره يمثل شعاع أمل وسط ظلام الأزمة الاقتصادية التي تعصف باليمن منذ عقد كامل، والآن لدى الموظفين فرصة محدودة لاستلام مستحقاتهم المالية.
أحمد العدني، موظف في وزارة المياه والبيئة وأب لأربعة أطفال, يقف منذ الفجر أمام بنك عدن الإسلامي منتظراً راتب سبتمبر الذي سيمكنه من دفع إيجار المنزل. لم أتوقع هذا اليوم أبداً، كنت أظن أن الراتب لن يأتي قبل العام الجديد, يقول أحمد وعيناه تلمعان بالفرح. بنك الشُمُول للتمويل الأصغر الإسلامي بدأ صرف مرتبات أغسطس لثلاث وحدات عسكرية حيوية تشمل اللواء الأول حماية رئاسية واللواء الرابع مشاة واللواء 39 مدرع، بينما تولى بنك عدن الإسلامي صرف رواتب وزارة المياه والبيئة لشهر سبتمبر.
هذا الحدث لا يأتي من فراغ، بل يعكس محاولة يائسة لحل أزمة الرواتب المستعصية التي تضرب اليمن منذ بداية الحرب عام 2015. عشر سنوات كاملة والموظفون اليمنيون يصارعون شبح الفقر وانقطاع المرتبات، في مأساة إنسانية تشبه محاولة العثور على قطرة ماء في صحراء قاحلة. الخبراء يؤكدون أن اعتماد الحكومة على البنوك الخاصة والإسلامية يخفف الأعباء على البنك المركزي المتهالك، لكنه يطرح تساؤلات حول استدامة هذا النظام في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالبلاد.
الأثر الفوري لهذا الإعلان بدأ يظهر جلياً في شوارع عدن، حيث امتلأت الطوابير أمام البنوك بالوجوه المليئة بالأمل بعد طول انتظار. فاطمة الجندي، زوجة ضابط في اللواء الأول, تحمل هاتفها المحمول وهي تتصل بزوجها: الحمد لله، أخيراً سنتمكن من شراء الدواء لوالدك المريض. الأسواق المحلية تشهد انتعاشاً مؤقتاً، والتجار يستعدون لموجة شرائية محدودة قد تنقذ أعمالهم المتعثرة. لكن التحدي الأكبر يكمن في استمرارية هذا النظام، خاصة مع تقلبات الوضع السياسي وتراجع قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
بينما يحتفل الموظفون بهذا الإنجاز المؤقت، تبقى الأسئلة الكبرى
ارسال الخبر الى: